السبت 18/مايو/2024

العدوان على الأسرى.. قراءة في الأبعاد وسبل النصرة

العدوان على الأسرى.. قراءة في الأبعاد وسبل النصرة

حالة من التوتر تسود جميع السجون الإسرائيلية؛ نتيجة إجراءات عقابية يفرضها الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين، في أعقاب نجاح ستة أسرى في الفرار من سجن جلبوع -الاثنين-، وفق مكتب إعلام الأسرى.

ولا تزال تداعيات تحرير الأسرى الستة أنفسهم تُلقي بظلالها على منظومة أمن دولة الاحتلال؛ إذ عدّ المدير السابق للسجن إيلي جاباي، أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال «انتصروا في حرب الأدمغة». 

إدارة السجون تحاول أن تستغل الأحداث الجارية، لضرب أحد ركائز الحركة الأسيرة، وهي القضاء على بنية وتنظيم الجهاد داخل السجون عبر تشتيتهم وتوزيعهم على بقية الغرف؛ الأمر الذي سيقود إلى حرب حقيقية داخل السجون بدأت تظهر بوادرها. 

وفيما يتعلق بما يحدث للأسرى داخل السجون، قال الأسير المحرر عصمت منصور: “من الواضح أن مصلحة السجون تريد استغلال هذا الحدث من أجل إحداث تغيير عميق في موضوع الأسرى، من خلال العمل على تصفية التنظيم داخل السجون وتشتيته”. 

وأضاف منصور، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “اللافت أن الأسرى أخذوا قرارا إستراتيجيًّا بالتصدي لهذه الحالة بأي ثمن، والوقوف في وجه السياسة التي تريد مصلحة السجون فرضها؛ من خلال اللجوء لحرق الغرف ورفض النقل، الأمر الذي يضع السجون في حالة توتر، ما ينعكس على الخارج باشتعال مدن الضفة والقدس التي نراها الآن تضامنا مع الأسرى”. 

ونبّه إلى أن ما يحدث على الساحة قد يشكل نقطة تحول بعيدة المدى على كل الوضع الأمني والإستراتيجي في الضفة وغزة، وحتى علاقة السلطة ومستقبلها وقدرتها على السيطرة، بالرغم من التسهيلات الأخيرة التي تهدف لتقوية السلطة وإدارة أمورها وحل أزمتها الداخلية. 

وحول المطلوب لنصرة الأسرى أمام الهجمة الصهيونية، شدد منصور على ضرورة تماسك الساحة الداخلية الفلسطينية، كما يجب أن تعمل الفصائل على بلورة رؤية واضحة لحماية الأسرى، وخلق حالة ردع وإيصال رسالة إلى “إسرائيل” أن المس بهم سيكون له ثمن في الخارج. 

وأشار إلى أن الحالة الشعبية لها دور كبير في نصرة الأسرى من خلال تحفيز الفصائل للتحرك، والعمل على إحراج السلطة وفضح سياسات الاحتلال، إضافة إلى كسب تأييد العالم للضغط على الاحتلال، ما يشكل ضمانة بعدم المساس بالأسرى.  

إن تأثير حالة العدوان على الأسرى كبير، ويمكن أن يمتد إلى أكثر من ساحة سواء في الضفة أو في غزة، وأن تحدث تحولات إستراتيجية في الحالة الفلسطينية سواء فيما يتعلق بعملية تحرير الأسرى الستة أنفسهم أو التوتر والحملة التي يشنها الاحتلال على الأسرى داخل السجون.  

وأكد أن هذه التأثيرات لها علاقة بتفكير حكومة الاحتلال وتخطيطاتها الذي كانت ذروتها قبل أسبوع، والمتمثلة في محاولة تسكين الصراع وتقليصه إلى أدنى حد من خلال تقديم تسهيلات بالفتات للفلسطينيين، لافتا إلى أن هذه الخطوات ستعطيه وقتا لحالة من الاستقرار والرخاء،  لتأتي هذه الحادثة لتقلب كل الموازين. 

ولفت إلى أن هذا الحدث قلب الموازين، وأعاد خلط الأوراق، ووضع كل الضفة في حالة عدم استقرار، كما أنه يمكن أن تلحق بها غزة خاصة بعد حالة المماطلة الإسرائيلية فيما يتعلق بالحصار والأسرى. 

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي: إن الحراك الجاري في ملف الأسرى داخل سجون الاحتلال يأخذ أهمية كبيرة على الساحة الفلسطينية، ويعطي اهتماما كبيرا بالقضيّة الفلسطينية على المستوى الدولي. 

وأفاد الرفاتي، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن دولة الاحتلال تجد نفسها أمام معضلة كبيرة بسبب هذا الملف الذي يمكن أن يفجر ملفات أخرى،  لافتا إلى أن هناك خشية إسرائيلية من تفجر الأوضاع في الضفة المحتلة والداخل والقدس وربما قطاع غزة. 

وأشار إلى أن هذا الأمر يدفع الاحتلال للبحث عن سيناريوهات تسعى من خلالها لامتصاص هذه الحالة ومنع انتقال هذا الملف للتصعيد في مناطق مختلفة، لافتا إلى أن الاحتلال يسعى لإنهاء هذا الملف بالقبض على الأسرى الستة وإعادتهم للسجون من جديد دون أن يكون هناك مساس بحياتهم أو قتلهم خلال عملية الاعتقال. 

وذكر أن عملية تحرر الأسرى الستة شكلت معضلة للاحتلال لم تكن أجهزة الأمن ولا المستوى العسكري أو السياسي يتوقعها أو يحسب لها حسابا، وبالتالي كانت مفاجئة على مختلف الصعد. 

وحول المطلوب حاليا لنصرة الأسرى داخل السجون، أشار إلى عدد من الأمور؛ الأول على المستوى الداخلي، قال: “يجب أن يكون هناك زيادة في التضامن مع الأسرى والفعاليات المتضامنة معهم؛ للضغط على الاحتلال، بالإضافة إلى ممارسة الأفعال التي تدفع الاحتلال للتراجع عن خطواته تجاه الأسرى”.

وأكد أنه كلما زاد الضغط الشعبي على الاحتلال زادت الكلفة الأمنية عليه، وبالتالي قد تكون دافعا له للتراجع عن خطواته تجاه الأسرى. 

وعلى المستوى الدولي؛ أوضح أن يجب أن تنقل خلال المدّة المقبلة قضية الأسرى بشكل أكبر، وإيجاد تضامن ورأي عام دولي من أجل إنهاء هذه القضية الشائكة التي تظهر سوأة الاحتلال، وتكشف جرائمه وتحرج دول العالم التي توافق دولة الاحتلال وتساندها. 

وقال: “يجب أن يكون هناك تكثيف للعمل الدبلوماسي للضغط على الدول والهيئات الدولية لاستصدار قرارات ومواقف مؤذية لدولة الاحتلال لدفعها للتراجع عن الخطوات المتعلقة بملف الأسرى”.

كما طالب بضرورة أن يكون هناك ضغط من الفصائل على دولة الاحتلال عبر الوسطاء وربط ملف الأسرى بملف المواجهة العسكرية بملف الهدوء في فلسطين وخاصة قطاع غزة؛ لكون هذا الأمر يشكل خطرا على حكومة الاحتلال التي لا ترغب بمواجهة عسكرية سببها الأسرى،  خاصة أن مثل هذه المعركة تؤدى إلى توحيد جميع أطياف الشعب الفلسطيني في مختلف الأماكن. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...