الأحد 12/مايو/2024

المحرر ناصر أبو شريف: انتزاع الأسرى الستة حريتَهم انتصار للإرادة

المحرر ناصر أبو شريف: انتزاع الأسرى الستة حريتَهم انتصار للإرادة

تحدث الأسير المحرر ناصر أبو شريف عن مآلات نجاح ستة أسرى فلسطينيين في انتزاع حريتهم عبر نفق، من سجن جلبوع شديد الحراسة والتحصين، وعن علاقته ببعضهم.

وفي مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، تطرق الأسير المحرر إلى هذا العمل الذي كان أبطاله:  زكريا زبيدي، ومناضل انفيعات، ومحمد عارضة، ويعقوب قدري، وأيهم كممجي، ومحمود عارضة.

أبو شريف من مواليد عام 1966 في مدينة طولكرم، اعتقله الاحتلال الصهيوني عام 1985، وحكم عليه بالسجن 13 عاما بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي والقيام بأعمال عسكرية ضد الاحتلال، وهو في السنة الثانية من دراسته الجامعية حيث كان يدرس الفيزياء.

بعد قضاء الحكم، ثم إفراج الاحتلال عنه، أبعد إلى الأردن لـ 3 سنوات، وهناك أنهى دراسته الجامعية الأولى من جامعة الزرقاء الأهلية، وأمضى ثلاث سنوات تحت الإقامة الجبرية، قبل أن تبعده السلطات الأردنية إلى العراق، وهناك أكمل دراسته الجامعية في الفقه وأصوله من الجامعة الإسلامية في بغداد.

وبقي في العراق حتى العام 2006 قبل أن ينتقل إلى سوريا عضوًا في المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي. ومن العام 2008 حتى الآن يمثل الجهاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وإلى نص المقابلة:

– يبدو أن بعض هؤلاء الأسرى الهاربين من سجن جلبوع كانوا معكم في السجن أيام الأسر. ماذا عندكم لتقدمه للقارئ حول هؤلاء الأبطال من معنوياتهم وذكرياتكم معهم؟

نعم كلهم تعرفهم فلسطين بجهادهم وبطولاتهم وبعزيمتهم ودورهم النضالي، ولكني تشرفت  بمعرفة أحدهم، وهو القائد محمود عارضة؛ حيث اعتقل في عام 1992 وكان لا يتجاوز السابعة عشرة، وانتقل إلى غرفتنا عام 1994، وهناك تعارفنا، حيث كان ينتمي لحركة فتح، ولكنه سرعان ما تأثر بنا كثيرا، وانحاز إلينا دون الخروج من فتح.

وعندما انتقلنا إلى النقب عام 1995 كان معي في المربع نفسه، وهناك انتقل انتقالا كاملًا لصفوف حركة الجهاد الإسلامي، في بداية عام 1996 اسمه واسمي كانا ضمن قائمة الإفراجات، وعُزلنا تمهيدا للإفراج عنا، وفي اللحظات الأخيرة سحبوا اسمي من قائمة المفرج عنهم فتأثر تأثرا بليغا، وأُفرج عنه في بداية 1996.

كان بإمكانه مواصلة حياته الاعتيادية، ذهب للتسجيل في جامعة النجاح، وبعد التسجيل انسحب مرجحا خيار الجهاد والاستشهاد على خيار الحياة في ظل إمكانية الخلود إلى الأرض.

وانضم إلى مجموعة الشهيد صالح الذي كان قد حرر نفسه في عملية هرب من السجن تصل حد الكرامة الإلهية حتى استشهد صالح في عملية اغتيال في تموز 1996. واصل عمله الجهادي حتى اعتقل في نهاية عام 1996، وواصل عمله الجهادي والفكري والتربوي في داخل السجون الصهيونية.

هؤلاء فتية نذروا أنفسهم لله تعالى، أعمارهم أبقوها لله حيث عاشوا معظم حياتهم في الجهاد والأسر.

لم يحرروا أنفسهم ليعيشوا الحياة الدنيوية، نعرف ويعرفون أكثر منا أنه لا حياة حتى بعد التحرر مع وجود المحتل وأعوانه، وإنما خرجوا لينفخوا روح المقاومة والجهاد في أوصال الشعب الفلسطيني.

خرجوا من أجل إساءة وجه الكيان الصهيوني؛ استكمالا لمعركة سيف القدس التي أساءت وجه العدو عسكريا وأمنيا ونفسيا.

– في إطار تحصينات السجون الإسرائيلية القوية، يرى بعضهم أن فكاك هؤلاء الأسرى يشبه معجزة أو تمثيلا هوليووديا. نرجو أن تشرح لنا هذه التحصينات، وكيف اخترقها هؤلاء الأسرى؟

نعم لا يمكن أن نقول غير ذلك؛ إنها كرامة إلهية، فعلا هنا تنتصر الإرادة والإيمان والصبر والتوكل على الله على العقل والمنطق، عندما ترى أمامك أرضية من الباطون المسلح بالحديد وبعد ذلك أرضية أخرى، غير قابلة للحفر بالوسائل البدائية.

وعندما تحسب حجم التراب الذي تريد أن تتخلص منه، كل هذا تحت نظر ومراقبة بشرية وأجهزة تجسس إلكترونية وكاميرات في كل زاوية وتجسس داخلي، وكل هذا بوسائل بدائية مسمار وملعقة وسلك.  ينهزم العقل والمنطق.

تقول هذا لا يمكن أبدا، ولكن أمام إرادة وعزيمة وصبر وتوكل وإيمان من مجاهدينا يصبح واقعا كما شهدنا في هذه العملية البطولية وفي عملية الفكاك من سجن بيت ليد عام 1996 في آب/ أغسطس، التي قامت بها إحدى غرف حركة الجهاد الإسلامي وتمكن أفرادها من تخليص أنفسهم من السجن. فعلا إنه فلم هوليودي بامتياز بدون مونتاج وإضافات تحسينية.

– هذه العملية البطولية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. هل عشتم في الأسر تجربة مماثلة يمكن أن تحدثنا عنها؟

نعم هناك عمليات كثيرة حدثت في السجون، منها عملية الفكاك الشهيرة في مايو 1987، حيث استطاع ستة من أبناء حركة الجهاد الإسلامي انتزاع حريتهم عبر قص شباك الحمام، وبعد ذلك تنفيذ عدة عمليات بطولية كان آخرها عملية الشجاعية في أكتوبر 1987 التي كانت تاريخا للانتفاضة الأولى، كما ذكر ذلك زئيف شيف ويهود ميعاري في كتاب الانتفاضة.

عملية انتحل فيها الشهيد صالح طحاينة اسم الشهيد نعمان طحاينة وذهب بدلا مكنه إلى سجن النقب، وهناك انتحل اسم شخص آخر، كان ذلك اليوم تاريخ إفراجه، واستطاع انتزاع حريته أواخر سنة 1995، وظل حتى استشهد بعد قيامه بعمليات بطولية حتى تموز 1996.

عملية الهرب الشبيهة بهذه العملية في سجن بيت ليد في آب 1996، حيث تمكن مجاهدون من انتزاع حريتهم من السجن بعد حفر نفق 3 أمتار عمقا، و11 مترًا طولا وهربوا من السجن في عملية بليغة التعقيد استمرت 3 أشهر متواصلة بوسائل بدائية، وتصريف كميات كبيرة من التراب بعملية عبقرية ومضنية.

– كيف تنظر إلى عملية فكاك 6 أسرى من سجن جلبوع الصهيوني؟ ما دلالات هذا الحادث أمنيا وسياسيا؟

هذا الحادث كبير، وسوف يكون له ما بعده، وهو فشل كبير للمنظومة الأمنية الصهيونية تضاف إلى سلسلة هزائمها، ويشكل صفعة قوية وإساءة وجه كبيرة لهذا الكيان على كل المستويات العسكرية والأمنية الاستخباراتية والنفسية.

سوف يدفعه هذا الحادث إلى حافة الجنون في التعامل مع الشعب الفلسطيني، ما سيؤدي إلى مواجهة حتمية مع الكيان الصهيوني قد تبدأ متزامنة في كل ساحات المواجهة، في السجون والأرض المحتلة وفي الساحات السياسية والإعلامية.

– ما وقع العملية على الشعب الفلسطيني والمقاومة والأسرى؟

انعكاسه على الشعب الفلسطيني كان كبثّ الروح في جسد الشعب الفلسطيني الذي استقبله بفرحة عارمة غير مسبوقة، يمكن أن تتحول إلى انتفاضة كبيرة. السياسات الإجرامية المتوقع أن يتخذها الكيان انتقاما لكرامته التي أهدرت في هذا الحادث سوف تدفع شعبنا إلى المواجهة.

بدأت هذه الخطوات التعسفية في سجون الاحتلال؛ حيث تشهد سجون الاحتلال هجمة غير مسبوقة على الأسرى وخصوصا أسرى الجهاد الإسلامي، ما يستدعي ردا كبيرا ومزلزلا من داخل المعتقلات ومساندة كبيرة من خارج المعتقلات في الضفة والقدس وغزة، بالإضافة إلى تصدٍّ من المؤسسات الإنسانية المدافعة عن حقوق الأسرى.

المقاومة ستنتعش انتعاشا كبيرا، وسوف تجد لها مناخا واحتضانا أوسع من قبل بالرغم من الخوف الشديد من “التنسيق الأمني” الذي يعدّ كارثة وجريمة وخيانة كبرى للشعب الفلسطيني.

 لذلك ندعو شباب الضفة الثائر خاصةً وقوى المقاومة عامةً إلى حماية إنجاز انتزاع الحرية وأبطالنا الستة. شبابنا الثائر في كل مدن وقرى وجبال الضفة هو من يستطيع إفشال كل مؤامرات العدو ضد أسرانا في السجون.

إن إرباك العدو في كل مكان وإدراكه أن ما يقوم به هو انتزاع حرية وليس معالجة الفشل والهزيمة التي أطاحت بآخر ما يملك من أوراق التوت هي خطوة إستراتيجية لإفشال مؤامرة العدو ضد أسرانا البواسل.

  إن محاولة الانتقام من أسرى الجهاد عبر تشتيتهم في كل مكان وحرمانهم من التمثيل في المؤسسات الاعتقالية لن يجلب الهدوء للعدو ولمصلحة السجون؛ بل سيجعل من هذه الخطوة كتلة لهب تتدحرج في كل مكان سواء في كل المعتقلات أو خارجها.

مسؤولية المحافظة على هذا الانتصار الآن أمانة في أعماق شبابنا الثائر في الضفة حتى يدرك هذا العدو أن كل يد تمتد إلى أي أسير أو إنجازات الأسرى ستتحول إلى نيران تحرق العدو في شوارع الضفة وحواجزه.

لقد نجحتم بحماية الأقصى وبواباته والحرم الإبراهيمي والشيخ جراح وسلوان والخان الأحمر وجبال نابلس، واليوم جاء دوركم بحماية أسراكم في مجدو وعوفر وغيرها، ولا تدعوا العدو يهنأ بكل دقيقة يعيشها. دوركم أن يتذوق العدو مرارة الهزيمة في كل مكان وليس في جلبوع فقط.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...