السبت 04/مايو/2024

شبح التهجير يخيم على اللاجئين الفلسطينيين بمخيم درعا

شبح التهجير يخيم على اللاجئين الفلسطينيين بمخيم درعا

يعاني الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم درعا من ظروف إنسانية معقدة نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المخيم وحيّ طريق السد ودرعا البلد منذ نحو شهرين ونصف الشهر، وسط مخاوف من إرغامهم على التهجير الجماعي نحو الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.

وبحسب مصادر “عربي21″؛ يعيش نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من الفلسطينيين في مخيم درعا، على وقع تهديدات باقتحام المخيم من قوات النظام، بذريعة البحث عن مطلوبين، في سياق استمرار التوتر الأمني في الجنوب السوري، إثر تعطل تنفيذ الاتفاق الذي تم توصل إليه مطلع الشهر الجاري، بين اللجنة الممثلة لحي درعا، ولجان النظام الأمنية.

وقال الناشط الإعلامي أبو البراء الحوراني: إن شبح التهجير يخيم على حي سكان درعا البلد وحي طريق السد والمخيم، الذين تقدر أعدادهم بما يزيد على الـ50 ألف نسمة.

وأضاف لـ”عربي21″، أن النظام هدد -أمس- بحصار مخيم درعا، في حال لم يخرج المسلحون من المخيم، لكن ثوار درعا رفضوا الطلب الروسي-الإيراني، أي شن عمل عسكري منفرد ضد المخيم.

وأكد الحوراني أن لجنة درعا طالبت بتهجير السكان كليا من كل المناطق المحاصرة نحو الأراضي الأردنية أو التركية.

وحسب الناشط، فإن تهجير كل السكان رهن موافقة تركيا أو الأردن على استقبالهم، وقال: “لا يستطيع الأهالي التعايش مع قوات النظام، والمليشيات الإيرانية التي تقدر أعدادها بنحو 20 مليشيا مشاركة الآن في حصار درعا البلد والأحياء الأخرى”.

من جانبه، أكد المنسق العام لـ”تجمع مصير” الفلسطيني-السوري، المحامي أيمن أبو هاشم، أن “الفرقة الرابعة” أبلغت وجهاء مخيم درعا، أنه يجب تسليم عدد من المطلوبين بتهمة الانتماء لـ”تنظيم الدولة”.

وأضاف لـ”عربي21″ أن وجهاء المخيم نفوا وجود أي مسلح من خارج أبناء المخيم بداخله، وطالبوا بتزويدهم بأسماء المطلوبين، إلا أن “الفرقة الرابعة” لم تأت على أي اسم لمطلوب.

وتابع أبو هاشم أنه بعد ذلك هددت “الفرقة الرابعة” بتهجير كل سكان المخيم إلى الشمال السوري، في حال لم يوافق على دخولها لتفتيش منازل المخيم، وهو ما يخشاه السكان، حيث إن دخول قوات النظام يعني قطعا الاعتقالات والتنكيل والانتقام.

وحسب أبو هاشم؛ فإن غالبية أبناء المخيم هم مع خيار التهجير نحو الشمال، مضيفاً أنه من “الواضح أن هناك مخططا لإخلاء كل المخيمات الفلسطينية في الجنوب السوري، ودمشق، خدمة للاحتلال الإسرائيلي، والمؤسف هو صمت السلطة الفلسطينية عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا”.

وقبل أيام، دعت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، في بيان إلى التدخل الفوري والعاجل لتجنيب اللاجئين الفلسطينيين في مخيم درعا والمناطق المحاصرة تداعيات الصراع الدائر هناك.

وأضافت المجموعة أن ما يجرى في مخيم درعا والمناطق المحاصرة من قطع الطعام والماء والكهرباء والإمدادات الطبية والإغاثية وفقدان مقومات الحياة، جريمة بحق الإنسانية تستوجب التحرك السريع والجاد في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وفعل ما يلزم للحفاظ على حياة المدنيين.

ودعا البيان “السلطة الفلسطينية” و”منظمة التحرير” و”جامعة الدول العربية” إلى التدخل العاجل لدى الأطراف المعنية بالصراع لتوفير الحماية المطلوبة للفلسطينيين على اعتبارهم ينتظرون العودة إلى ديارهم.

كذلك ناشدت مجموعة العمل “أونروا” والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ومجلس حقوق الإنسان العمل الجدي والفاعل لرفع الحصار عن مخيم درعا، وتأمين بيئة آمنة للأهالي، وتسهيل عودة النازحين عن المخيمات إلى بيوتهم.

وتعرض المخيم للدمار الكبير، بسبب وقوعه بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الفصائل سابقاً.

والسبت، فشلت المفاوضات بين لجان التفاوض في درعا من جهة، واللجنة الأمنية التابعة للنظام برعاية روسية من جهة أُخرى، وبعد ذلك طالبت لجان درعا بالتهجير الجماعي نحو الأردن أو تركيا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات