ذهنية المحتل في غزة
ليس وحده المحلل الصهيوني العنصري في يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، مصاب بأمراض الاحتلال، كالعمى والتكبر والغطرسة، والإيمان بأنه جزءٌ من شعب الله المختار؛ للاستمتاع في قتل وإصابة وتعذيب الفلسطينيين منذ عمليات الإبادة والتطهير العرقي قبل وبعد النكبة في العام 1948، فالفلسطينيون ملكية شخصية ورثها عن أبيه ومن قبله عن (ربه) الذي لا يرحم الآخرين، فكلهم مسخرون لخدمة (المختارون ).
أقول: ليس وحده يهوشع مصاباً بهذا المرض، بل الغالبية الساحقة من قيادات إسرائيل الأمنية والسياسية مما يجعلهم يعجزوا كثيرًا عن إدراك وفهم مدى معاناة وعذابات الفلسطينيين تحت سياط طائراتهم واحتلالهم.
إن ما كتبه يهوشع في يديعوت اليوم هو مثال واحد وبسيط، تجد مثله يوميًا في الضفة والقدس وكل فلسطين لأمراض الاحتلال، التي تسيطر على عقل وذهنية المحتل ويرثها صاغراً عن صاغر.
يقول يهوشع:”يجب علينا أن نتعلم من المصريين ” الذين برأيه أغلقوا معبر رفح لعقاب حماس، ثم يستنتج من يريد تفاهم -هسدراه مع ( منظمة ارهابية)؛ فيمكنه أن يحقق ذلك فقط باللغة التي يفهمها الشرق الأوسط أي القوة والإجبار .
أولًا: هو يقرأ الأحداث بطريقة خاطئة، لإصابته بعمى غطرسة المحتل، فلا يدرك أنه محتل غاشم وإرهابي من الطراز الأول، يتحكم بشعب يقاوم ولا يطلب إلا الحياة بكرامة وبأبسط صورها، ومن حقه أن يعيش بحرية، وأن يقرر مصيره كباقي شعوب الأرض.
يهوشع ومثله الكثير من المحتلين الصهاينة يعتبرون أن ما تفعله قياداتهم بغزة ليس كافيًا، وعليها أن تكون أكثر بطشًا وجبروتًا؛ حتى ترفع غزة الراية البيضاء، أو أن تستمع وترحب بعذابات وتنكيل المحتل، أو أن تنخرط في منظومات التعاون والتنسيق الأمني المهين، ولن تفعل ذلك غزة، والتجربة برهان؛ لأن فيها ( أصل الشجاعة والإقدام والمقاومة الفلسطينية) ومقاومتها تمثل كرامة الإنسان الفلسطيني الذي نجحت جبروت القوى الدولية الاستعمارية بتعاونها مع هشاشة وضعف العرب وبعض الفلسطينيين، بجعل المحتل الصهيوني يقضي على منظوماتها وتشكيلاتها في معظم فلسطين، وإنْ بشكل مؤقت.
أخيرًا، خاب يهوشع ومن قبله روني دانيال وما يمثلانه من ذهنية احتلال غاشم أعمى تسيطر على الكثير من الإسرائيليين وتمنعهم من التفكير والتصرف كسائر بني البشر، الذين تدفعهم إنسانيتهم لوقف أو لعدم ممارسة القهر والتعذيب والاحتلال على الآخرين، وخابوا؛ لأن الشعب الفلسطيني عمومًا وفي غزة خصوصًا، لن يستسلم لجبروتهم، وسيبقى يقاوم رغم ميزان القوى المختل.
على الأقل بأن المقاومة هي التعبير الأبسط لإنسانية الإنسان وكرامته، فكيف إن كان الإيمان بالنصر عظيمًا؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
رغم القمع والتهديدات.. جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام هكذا تحولت جامعة "كولومبيا" التي قادت شرارة "طوفان الجامعات" المناصر لفلسطين حول العالم كـ "الشوكة" في حلق النظام...
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...
“حزب الله” يعلن استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة المطلة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن "حزب الله" الاثنين، أنه استهدف مواضع لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، وإصابتها بشكل مباشر....
هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهمٌ
استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، في مكتبه في إسطنبول وفداً جزائرياً ضم رؤساء مجموعات برلمانية عن المجلس الشعبي...