الإثنين 29/أبريل/2024

ذهنية المحتل في غزة

ناصر ناصر

ليس وحده المحلل الصهيوني العنصري في يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، مصاب بأمراض الاحتلال، كالعمى والتكبر والغطرسة، والإيمان بأنه جزءٌ من شعب الله المختار؛ للاستمتاع في قتل وإصابة وتعذيب الفلسطينيين منذ عمليات الإبادة والتطهير العرقي قبل وبعد النكبة في العام 1948،  فالفلسطينيون ملكية شخصية ورثها عن أبيه ومن قبله عن (ربه) الذي لا يرحم الآخرين،  فكلهم مسخرون لخدمة (المختارون ).

أقول: ليس وحده يهوشع مصاباً بهذا المرض، بل الغالبية الساحقة من قيادات إسرائيل الأمنية والسياسية مما يجعلهم يعجزوا كثيرًا عن إدراك وفهم مدى معاناة وعذابات الفلسطينيين تحت سياط طائراتهم واحتلالهم.
إن ما كتبه يهوشع في يديعوت اليوم هو مثال واحد وبسيط، تجد مثله يوميًا في الضفة والقدس وكل فلسطين لأمراض الاحتلال، التي  تسيطر على عقل وذهنية المحتل ويرثها صاغراً عن صاغر. 

يقول يهوشع:”يجب علينا أن نتعلم من المصريين ” الذين برأيه أغلقوا معبر رفح لعقاب حماس، ثم يستنتج من يريد تفاهم -هسدراه مع ( منظمة ارهابية)؛ فيمكنه أن يحقق ذلك فقط باللغة التي يفهمها الشرق الأوسط أي القوة والإجبار .

أولًا: هو يقرأ الأحداث بطريقة خاطئة، لإصابته بعمى غطرسة المحتل، فلا يدرك أنه محتل غاشم وإرهابي من الطراز الأول، يتحكم بشعب يقاوم ولا يطلب إلا الحياة بكرامة وبأبسط صورها، ومن حقه أن يعيش بحرية، وأن يقرر مصيره كباقي شعوب الأرض.

يهوشع ومثله الكثير من المحتلين الصهاينة يعتبرون أن ما تفعله قياداتهم بغزة ليس كافيًا، وعليها أن تكون أكثر بطشًا وجبروتًا؛ حتى ترفع غزة الراية البيضاء، أو أن تستمع وترحب بعذابات وتنكيل المحتل، أو أن تنخرط في منظومات التعاون والتنسيق الأمني المهين، ولن تفعل ذلك غزة، والتجربة برهان؛ لأن فيها ( أصل الشجاعة والإقدام والمقاومة الفلسطينية) ومقاومتها تمثل كرامة الإنسان الفلسطيني الذي نجحت جبروت القوى الدولية الاستعمارية بتعاونها مع هشاشة وضعف العرب وبعض الفلسطينيين، بجعل المحتل الصهيوني يقضي على منظوماتها وتشكيلاتها في معظم فلسطين، وإنْ بشكل مؤقت.

أخيرًا، خاب يهوشع ومن قبله روني دانيال وما يمثلانه من ذهنية احتلال غاشم أعمى تسيطر على الكثير من الإسرائيليين وتمنعهم من التفكير والتصرف كسائر بني البشر، الذين تدفعهم إنسانيتهم لوقف أو لعدم ممارسة القهر والتعذيب والاحتلال على الآخرين، وخابوا؛ لأن الشعب الفلسطيني عمومًا وفي غزة خصوصًا، لن يستسلم لجبروتهم، وسيبقى يقاوم رغم ميزان القوى المختل.

 على الأقل بأن المقاومة هي التعبير الأبسط لإنسانية الإنسان وكرامته، فكيف إن كان الإيمان بالنصر عظيمًا؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات