الإثنين 29/أبريل/2024

أسامة دعيج.. عريس الدنيا وشهيد العودة

أسامة دعيج.. عريس الدنيا وشهيد العودة

قبل أسابيع قليلة فقط حقق الشاب أسامة خالد دعيج (32 عاماً) رغبة عائلته وأصدقائه ومحبيه بالدخول في قفص الزوجية بعد سنواتٍ عجاف من العزوبية، ورغم تقدمه في السن المفترض للزواج في غزة، إلا أنّه كان لا زال يعتقد أنّه لا زال باكراً عليه الارتباط بشريكة عمره، رغبة منه في تحقيق حاجة في نفسه لم يكن أحد يدركها أو يعرفها غيره.

سبع إصابات

أصدقاء أسامة قالوا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن صديقهم الثائر أسامة لم يتخلف يوماً واحداً عن تلبية نداء مسيرات العودة، وكان من أشجع الشبان الثائرين حتى كان اسمه يسجل في كل كشوفات جرحى مسيرات العودة منذ انطلاقها قبل نحو ثلاثة أعوام، وهو الذي أصيب في جسده سبع مرات متتالية نظراً لشجاعته منقطعة النظير في اجتياز السلك الفاصل والدخول في مواجهات مع قوات الاحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ويفيد أصدقاء الجريح الشهيد، بأنّ صديقهم كان لا يخشى الموت، وكان في كل مرة يجتهد لأن يكون صاحب بصمة على الحدود الشرقية للقطاع، وهو يسعى لأن يسدد في كل مرة ضربة حجر، أو بالونا حارقا، أو زجاجة حارقة تجاه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح على حدود القطاع.

ويعمل أسامة دعيج في قوات حماة الثغور التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، والتي دائمة ما كانت تتهم من العدو والصديق بصد الناس عن المشاركة في مسيرات، ولكن أسامة كان يستغل الأوقات التي لم يكن مداوماً فيها، ويشارك كغيره من المواطنين في هذه المسيرات لاعتقاده أنّ هذا الأمر سيحقق له شيئاً يوماً ما، إما النصر أو الشهادة.


null

عريس الدنيا

لم يمضِ على زواج أسامة أكثر من ثلاثة أسابيع وأيام قليلة، وهو الذي لم يكن يسعى للارتباط لكن حقق رغبة أهله وأصدقائه بالزواج، وكل المعتقدات الاجتماعية من حوله كانت تتوقع أن يتخلى أسامة عن المشاركة في فعاليات مسيرات العودة والرجوع إلى الحدود بعد الزواج والارتباط بشريكة حياته.

ما هي إلا أيام قليلة حتى عادت الدعوات للمشاركة في مسيرات العودة وإحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى، والتي كانت فعالياتها السبت الماضي، فكان أسامة أول من لبى النداء للمشاركة في هذه الفعاليات بذات العنفوان الذي كان عليه قبل الزواج بل أكثر، بحسب أصدقائه الذين كانوا يشاركونه اللحظة قبل إطلاق النار عليه مباشرة من قوات الاحتلال.

إصابة الشهادة

كان ذوو الشهيد أسامة يدركون أنّ شجاعة ابنهم ربما تكلفه روحه يوماً من الأيام، وهو الذي أصيب في أنحاء متفرقة من جسده بسبع إصابات متفرقة، ولكن ما لم يتوقعوه أن تكون إصابة الشهادة هي التي تلي حفل زفافه بأسابيع فقط.

لبى أسامة نداء المشاركة في مسيرات العودة السلمية الحدودية إحياءً لذكرى إحراق المسجد الأقصى السبت الماضي، وسجل شجاعةً منقطعة النظير  بشهادة أقرانه وأصدقائه الذين كانوا حوله، لتصيبه قوات الاحتلال بطلق ناري مباشر في قدميه مدخل ومخرج لتقطع الرصاصة الشريان الرئيسي ما جعله ينزف بغزارة قبل أن ينقل ويدخل العناية المركزة بحالة حرجة جداً، ليمكث فيها عدة أيام حتى الإعلان عن استشهاده صباح اليوم الأربعاء، ليكون عريس الدنيا وشهيد العودة.


ونعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهيد البطل أسامة خالد دعيج من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي ارتقى شهيدًا فجر اليوم متأثرًا بجراحه التي أصيب بها من قناصة الاحتلال الصهيوني في التظاهرات الشعبية شرق غزة السبت الماضي.

وأكد الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع استمرار مقاومة شعبنا الفلسطيني للاحتلال الصهيوني بمختلف الوسائل والأدوات في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وقطاع غزة، حتى انتزاع مطالب شعبنا، وتحقيق أهدافه المنشودة.


null

الشهيد أسامة خالد دعيج

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات