رهف أبو الهيجاء…تحدينا كورونا والظروف الصعبة وتفوقنا

لقد تحدينا كل الظروف الصعبة والمتقلبة التي أحاطت بنا وتفوقنا لأننا مصممون على النجاح، لا يمكن أن نسمح للظروف والواقع أن يهزمنا، وبالجد والمثابرة يمكن تحقيق أي شيء.

بهذه الكلمات بدأت رهف إبراهيم أبو الهيجاء من بلدة اليامون غرب جنين شمال الضفة الغربية حديثها عن تفوقها وحصولها على الأول علمي مكرر على مستوى الوطن بمعدل 99.7%..

تستذكر رهف التقلبات التعليمية التي فرضتها جائحة كرونا عليها وعلى زميلاتها، وكيف كان اهتمام المعلمات في مدرسة بنات اليامون الثانوية أن يكملن شرح المواد لهن قبل أن تحدث مفاجآت من إغلاقات وغيرها، خاصة وأن تأثيرات الجائحة باتت أكثر مما كان متوقعًا.

تقول رهف لمراسلنا: لم تكن سنة دراسية سهلة، وتعاملت معها بكل جدية لأنني كنت مصممة على التفوق، لم أتوقع أن أكون الأولى على مستوى الوطن، كان ذلك مفاجئا جدًّا بالنسبة لي، ولكني أحمد الله الذي كافأني على تعبي وما بذلته، فهذا توفيق من رب العالمين.

تعدُّ رهف أن والديها كانا مفتاحين للنجاح، وكانا حريصين على توفير كل متطلبات الأجواء الدراسية لها حتى تبدع، فيما تقول والدتها لمراسلنا: كان الخبر مفاجئا بالنسبة لنا، كنا نشاهد التلفاز على المؤتمر الصحفي لإعلان النتائج، بصراحة لم أتوقع اسم رهف بين العشرة الأوائل فهي لم تهيئنا لذلك، بالرغم من أنها متفوقة، وبذلت جهودا جبارة في دراستها.

تشدد والدة رهف على الدور الكبير لمعلماتها ومديرة مدرستها اللواتي بادرن للاتصال وتقديم التهاني، وبذلن أقصى طاقاتهن خلال السنة الدراسية الماضية في ألا يتأثر طالبات التوجيهي بأية ظروف محيطة، وقد أدين رسالتهن على أكمل وجه.

يفتخر السيد إبراهيم “أبو علاء” بابنته رهف ويقول لمراسلنا: نحن أسرة تحترم العلم وتقدره، وأنا ووالدتها نعد أن رسالتنا في أن نتمكن من أن نوصل أبناءنا لأعلى المراتب العلمية حتى يكونوا أبناء صالحين يخدمون وطنهم بعلمهم.

تستقبل عائلة أبو علاء المهنئين بتفوق رهف، وهو يعدُّ رهف مثالا للفتاة الشابة المثابرة التي تلتزم بدينها وقيمها، وتتزين بعلمها وطموحها؛ لتصنع مستقبلا أفضل لها ولجيلها. وفق تعبير والدها.

بدورها؛ قدمت فعاليات ومؤسسات وعائلات بلدة اليامون التهاني لرهف بمؤشر يؤكد مكانة العلم التي تميز بها الشعب الفلسطيني على مر العصور، والجميع يقول: التوجيهي ومضة فرح نشتقها من واقع الألم على أمل أن تتمكن الأجيال الجديدة من تغيير واقعها، وإكمال مسيرة التحرر برؤية جديدة.