الأحد 12/مايو/2024

محطة الصرف الصحي شرق البريج.. من مشروع نافع لمكرهة صحيّة

محطة الصرف الصحي شرق البريج.. من مشروع نافع لمكرهة صحيّة

وحدها العصافير تحلق في فضاء المنطقة الحدودية بجوار محطة الصرف الصحي المركزية شرق مخيم البريج التي تحولت من مشروع يخدم جنوب غزة والمحافظة الوسطى إلى مكرهة صحية تصدّر الحشرات لمنازل السكان.

ولدت فكرة إنشاء المحطة عام 1997، وفي عام 2003، بعد شراء الأرض من مزارعي حدود البريج بدأ بناء مرافقها فوق 260 دونمًا؛ لتخدم عشرات الآلاف من سكان جنوب غزة ووسط القطاع لتكون مشروعًا صديقًا للبيئة.

انقطع العمل في المحطة التي يشرف عليها محطة مياه بلديات الساحل بسبب حصار الاحتلال حتى عاد إكمال عملها عام 2016م، وعندما بدأت معالجة الصرف الصحي تحولت لمكرهة صحية تطلق رائحة مزعجة وحشرات ضارّة.

توجه السكان منذ عدة أسابيع لمصلحة مياه بلديات الساحل ووزارة الحكم المحلي وبلديتي وادي غزة والبريج وسلطة البيئة دون الوصول لحل، فأقاموا عدة احتجاجات أوقفوا فيها العمل عدة مرات.



احتجاجات متكررة

في الطريق المؤدي لساحة مسيرة العودة شرق مخيم البريج كرر سكان البريج احتجاجهم قبل أيام على أمل تركيز الأنظار على مشكلتهم التي تقول مصلحة مياه بلديات الساحل إنها خارج إرادتها بسبب عدم اكتمال التجهيزات الفنية في سياق الحصار.

يعد الخط الناقل الذي لا يزال مفتوحاً دون إكمال تجهيزه المشكلة الأساسية التي أبقت المياه قيد المعالجة بشكل مكشوف؛ ما أدى لإنتاج كميات كبيرة من الحشرات وأهمها البعوض الذي يهاجم السكان مع رائحة كريهة تشتد في الليل.

يقول علي الشيشنية، عضو لجنة متابعة الآثار السلبية الناجمة عن المحطة: إن لجان الأحياء بالبريج والفصائل الوطنية والوجهاء خاطبوا كل الجهات المعنية لوقف معاناة السكان من المحطة.



ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “مشكلتنا في انتشار حشرات غريبة أهمها البعوض وروائح كريهة، وتحول المشروع لمكرهة بيئية، تواصلنا مع كل المؤسسات المعنية والوزارات، واليوم نريد وقف معاناتنا وإكمال بناء الخط الناقل الموصل للبحر”.

ويطالب السكان بإكمال بناء الخط الناقل لتعمل المحطة بكامل طاقتها وتنفيذ مشاريع صرف صحي تخدم المنطقة المجاورة لمبنى المحطة كأولوية بعد استضافتهم مشروعا خدماتيا قرب مساكنهم.

ويكشف السيد عبد ربه النباهين، جار المحطة الذي يبعد منزله مئات الأمتار عن مبنى المحطة، عن افتقادهم للراحة ليل نهار بسبب حشرات غريبة تزداد ومياه الصرف الصحي تنساب لمجرى وادي غزة القريب من منزله.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “توجهنا لإدارة المحطة وأخبرونا بحل المشكلة خلال شهرين، ولكنهم لم يحلوها، فأغلقنا العمل عدة ساعات، واليوم نهدد بإغلاقها مجدداً إذا لم تحل المشكلة”.

وتقاسم السيد أيمن البابا مع زملائه المحتجين أمام مقر المحطة رفع شعارات منددة باستمرار المشكلة التي حولت مشروعا خدماتيا كبيرا لكابوس يؤرّق السكان.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “منذ عدة أسابيع رحل عنا النوم الهادئ. بيتي يبعد 700 متر عنها، لكن الرائحة الكريهة والحشرات تمنع أطفالنا من النوم. هذا مشروع مفيد لكل اللاجئين بالبريج، ونطالب بإكماله إكمالًا سليمًا”.

تتشابك عبارات الاحتجاج أمام مقر المحطة في مشهد أضحى متكرراً فوق صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء المخيم، وينتهي كل احتجاج على أمل الوصول لحل عقب احتجاج مرتقب.

ويؤكد إبراهيم العكش، أحد المشاركين في الاحتجاج، أن محطة المعالجة تشكل مشروعاً بيئياً هدفه تحسين خدمات الصرف الصحي وإنقاذ الخزان الجوفي بإعادة معالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها.

ويقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المحطة لا تعمل بكامل طاقتها، ونتطلع لإكمال تجهيز الخط الناقل وإنهاء التكلفة التشغيلية؛ حتى تكون مخرجاتها نافعة ولا يقع ضرر”.

ويبتعد المختار أبو العبد أبو حلو، أحد وجهاء البريج، عن حديث من سبقه موجهاً دعوة لجميع المسؤولين في القطاع العام بغزة ليزوروا المكان، ويمضوا ليلة واحدة يتقاسمون فيها المعاناة مع السكان.

وتفاعلت أخبار الاحتجاجات في وسائل الاعلام حتى حصل المحتجون على وعد باقتراب الحل؛ ما دفع لجنة متابعة الآثار السلبية الناجمة عن المحطة لإطلاق بيان صحفي عقب آخر احتجاج لاحترام الوعود والانتظار بتحويلها لواقع عملي.

مسؤولون ومؤسسات
في مكتبه بالطابق الثاني لا يكف هاتف المهندس أيمن الدويك، رئيس بلدية البريج، عن الرنين انشغالاً بحل مشاكل وشكاوى عدة جهات في البريج تتقدمها مؤخراً مشكلة محطة المعالجة المركزية شرق المخيم.

يقول الدويك لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “مخطط المحطة أن تكون صديقة للبيئة، وقد انقطع العمل في بنائها حتى عام 2016م، وبدأت فعلياً العمل في أكتوبر 2020م، لكننا شعرنا بمشكلة البعوض والحشرات وروائح كريهة وصلت من شرق المخيم لجميع رقعته السكنية”.


أيمن دويك، رئيس بلدية البريج

أجرت بلدية البريج وبلدية وادي غزة عدة اجتماعات مع وزارة الحكم المحلي ومصلحة مياه بلديات الساحل وسلطة البيئة على وعود لحل المشكلة التي لم تحل.

وتتقاسم مؤسسات في قطاع غزة منذ ميلاد المشكلة -على رأسها بلديتا البريج ووادي غزة- مكافحة حشرة البعوض داخل أحواض المحطة ومجرى وادي غزة، لكن عدم اكتمال الخط الناقل وهاجس تسرب المياه للوادي قفز على جهودهم كاملة.

ويعقب جمال الهندي، القيادي في حركة حماس التي تتابع المشكلة من كثب، أن هناك آثارًا سلبية من مخلفات المحطة تؤثر باستمرار على السكان.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المعاناة غطت كل البريج، ووصلت لطريق صلاح الدين. أعلم أن جائحة كورونا والحصار يمنع مصلحة مياه بلديات الساحل من إكمال المشروع، لكن لا بد من حل لإدخال المعدات وعمل خط راجع مغلق للصرف الصحي”.

منذ أسابيع يكرر فريد عاشور، مدير وحدة إدارة مشروع غزة المركزي بمصلحة مياه بلديات الساحل، على وسائل الإعلام شرح الأسباب المهنية والعلمية التي حالت دون استكمال العمل في محطة المعالجة المركزية شرق البريج.

يقول عاشور لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن حصار غزة وجائحة كورونا حالا دون وصول خبراء أجانب لإكمال تجهيز المحطة، وإن مراسلة تلك الطواقم عن بعد لا يفي بالحاجة في إكمال العمل.

ويضيف: “عدم وصول الخبراء أطال مدّة اختبار العمل، والآن التشغيل بحاجة لمدّة أطول لزيادة أنواع من البكتيريا حتى تكتمل معالجة المياه، ونحتاج لاستكمال المعدات والاستفادة من خبرة طواقم غير موجودة بغزة”.

وتعجز المحطة عن إكمال مراحل التشغيل الأولية، والجهات الممولة والمشرفة على المحطة من الخارج تشترط استئناف العمل على يد الخبراء الأجانب.

ويتابع: “الممول هو الحكومة الألمانية بواسطة البنك الإنمائي الألماني، وتشترك معهم في العمل مصلحة المياه والحكم المحلي وسلطة البيئة، وهذا مشروع إستراتيجي بواقع 3 محطات معالجة مركزية”.

توقف العمل خلال العدوان الأخير لأحد عشر يوماً زاد من كمية مادة “الحمأة” التي تكومت في الأحواض والخط الناقل التي جرى لها تفاعل لاهوائيّ أنتج غازات، وظهرت حشرات سببت مشكلة.

ويشير عاشور أن عودة العمل بحاجة لستة أشهر حال انطلق فوراً، وحال انقطع مجدداً يحتاج لثلاثة أشهر جديدة لإعادة العمل علميًّا، وهو ما يهدد بتصاعد الأزمة التي تقول مصلحة المياه إنها خارج سيطرتها.

واتفقت مصلحة مياه بلديات الساحل مع أحد المقاولين قبل أيام على إزالة كميات كبيرة من “الحمأة”، لكن السكان لا يزالون بانتظار تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه؛ أملاً في عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها في مخيم البريج.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...