الأحد 12/مايو/2024

سماح شاهين.. في مهنة الرجال خلقت الإبداع بإرادتها

سماح شاهين.. في مهنة الرجال خلقت الإبداع بإرادتها

آخر ما كان يرد إلى خاطر سماح شاهين أن تمتهن فن الحفر على الخشب متحدية عقبات الحياة والمجتمع في مهنة ألفها الرجال من قبل نظراً لعوامل المشقة والتكلفة التي لا تناسب فتاة بسيطة.

تعدّ سماح اليوم من أشهر فناني الحفر على الخشب في قطاع غزة، الذين ينتجون تحفاً ومشغولات فنية وهدايا، تلقى رواجاً لدى المؤسسات والمحلات التجارية، ويشتد الطلب على منتجاتها في المواسم.

أنهت دراسة الثانوية العامة في وقت متأخر، ثم التحقت بدراسة دبلوم إدارة، وعندما تخرجت لم تتمكن من الحصول على وظيفة رغم التحاقها
متطوعة وعاملة مؤقتا بعدة مؤسسات في قطاع غزة.


null

null

null
تحدي الواقع
في الطابق الأرضي في منزلها وسط مخيم البريج، تمضي شاهين ساعات طويلة مع هوايتها في صناعة التحف والمشغولات الخشبية، التي تتزين بها جدران ورفوف الجزء الشمالي من الورشة، بينما خصصت الجزء الآخر لقص الخشب ودهانه.

حاولت سماح، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصّة، كسر حاجز الخوف عام 2014م حين التحقت بمشروع تدريب في أحد الجامعات بغزة بمجال الحفر على الخشب تعلمت فيها مبادئ أساسية.

تقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “خلال 5 أشهر مارست هوايتي، ونجحت في تفريغ نماذج فنية من تصميم الكمبيوتر فوق ألواح الخشب، ووصلت قدراتي لمؤسسات نسوية وإغاثية، ووعدوني بمنحي آلة حفر cnc”.

تبلغ تكلفة آلة الحفر على الخشب بتقنية الكمبيوتر قرابة 12 ألف دولار، وأخبرها البعض أن بإمكانها شراء آلة بستة آلاف دولار، لكن مدربها في البرنامج الفني ساعدها في شراء آلة بمواصفات ممتازة تسدد ثمنها بالتقسيط.

وتتابع: “عام 2016م بدأت العمل على الآلة وتسديد ثمنها، وكذلك ديوني، ثم انتقلت لتطوير مشروعي حتى وصلت موهبتي لمؤسسة بغزة، ومنحتني تجهيزات دهان المشغولات الفنية، وطاقة شمسية، وشفاط هواء للورشة، وبدأت أشتري بقية الأدوات وكمية من الخشب”.


null

null

null

null

null

null
قطع فنية
تنتج سماح عشرات الأنواع من مشغولات وتحف فنية، أهمها لوحات خشبية تستخدم ديكورات للمساجد، وممرات المنازل وصالات الأفراح، إضافة لدروع خشبية للجامعات والمدارس.

عرضت منتجاتها في عدة معارض، واكتسبت مشغولاتها شهرة في قطاع غزة، كواحدة من فناني الحفر على الخشب، حتى أصبحت الآن تتلقى طلبات كثير من المؤسسات متخذةً من مواقع التواصل نافذة تطل من خلالها على الزبائن.

ترجع سماح نجاحها إلى إرادتها في تحدي الواقع، وتأثرها بمهنة والدها القديمة في مجال نجارة الخشب، التي شكلت لها دافعاً لاقتحام مجالات عمل امتهنها الرجال نظراً لمشقتها.

وتضيف: “تحديت نفسي، ومكثت ساعات طويلة مع نفسي أفكر كيف ممكن أن أنجح، وواجهت انتقادات، وكنت كل مرة أقول لابد أن أنجح وأعمل شيئا”.

وتمضي شاهين كل يوم ساعات طويلة عاكفة على تفريغ أشكال فنية بواسطة آلة “cnc” التي تعد رأس مالها الأساسي، وهو تحويل ألواح الخشب الصامتة إلى قطع تنطق فنًّا يلامس إعجاب الزبائن أفراداً ومؤسسات.


null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات