زيارة بلا مضمون وفائدة
وفد من الكونجرس الأمريكي من أحد عشر عضوا، برئاسة مسؤول لجنة السياسة الخارجية بالمجلس، يزور المقاطعة في رام الله، ويلتقي برئيس السلطة محمود عباس.
اللقاء من حيث الشكل يعطي انطباعا أن إدارة بايدن الديمقراطية ليست كإدارة ترامب الجمهورية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
نعم كان ترامب قد أعلن صفقة القرن، ونقل سفارة بلاده للقدس، وأيد ضم ٣٠٪ من أراضي الضفة للسيادة الإسرائيلية، ودعم (إسرائيل) من خلال اتفاقيات أبراهام التطبيعية ذات الصفة المتعجلة.
وقد جاءت كل هذه الأعمال على حساب الفلسطينيين، وحساب سلطة عباس، التي فقدت مكانتها عنده، وفقدت مكتبها التمثيلي في واشنطن، وتوقفت عنها المساعدات المالية السنوية.
رحل ترامب، وجاء بايدن، ورحلت مع الأول بعض الإجراءات السياسية الجافة التي خلت من الدبلوماسية، وعادت المقاربات الدبلوماسية ذات الوجه الديمقراطي التقليدي الذي عرفناه في عهد كلينتون، وعهد أوباما.
فقررت إدارة بايدن إعادة المساعدات المالية للسلطة وللأونروا، ولم تواصل طريق اتفاقيات أبرهام المتعجلة، وقررت العودة للتواصل مع سلطة عباس، ودعوتها لاستئناف المفاوضات.
وفد الكونجرس الذي زار عباس في رام الله جاء مستهدفا عودة المفاوضات أساسًا، إضافة لمنح عباس بعض التأييد في ظل ظرف داخلي صعب يطالب عباس بالرحيل عن منصبه.
عباس بدوره وظف هذا اللقاء لاستعادة مكانته، والظهور بمظهر الشريك السياسي لأمريكا من خلال تقديم خطاب يتماهى من المطالب الأميركية، لا سيما في موضوع الانتخابات، والحريات، والموقف المرن من العودة للمفاوضات، مع شكر مكرر لمساعدات بايدن المالية وغير المالية.
إدارة بايدن التي أعادت المساعدات المالية، والتي تعمل على استعادة المفاوضات بين عباس (وإسرائيل)، لم تراجع قضية نقل سفارة أمريكا إلى القدس، ولم تراجع موقف أمريكا من الاستيطان وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق واسعة من الضفة الغربية والقدس، ولم تعبر عن موقف ناقد من حصار غزة وانتهاك (إسرائيل) لحقوق الإنسان. ولم تعلن عن خطوط عريضة منصفة في ملف العودة للمفاوضات.
نحن إذن أمام حراك دبلوماسي شكلي يستند إلى زمن ممتد، وسقف مفتوح، ولسنا أمام حراك فعلي ذي مغزى، وذي مضمون، مسقوف بزمن محدد للوصول لنتائج محددة يكون فيها إنصاف للفلسطينيين، الذين باتوا يفقدون الأرض، ويفقدون فرصة قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
التحرك الأمريكي هو عودة لسياسة أوباما ذات الحراك البطيء الملجوم بعدم إغضاب (إسرائيل) أو اللوبي اليهودي في أمريكا.
أضف إلى ذلك أن بعض المصادر تقول إن قضيتنا ليست من أولويات قضايا البيت الأبيض في ملف السياسات الخارجية، وليس من المرجح أن يشهد الملف اختراقا ذي مغزى في ظل أوضاع محلية هشة داخل دولة الاحتلال، وداخل السلطة في رام الله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
هجوم صاروخي على تل أبيب وحزب الله ينفذ 32 عملية ضد الاحتلال
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوّت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على تل أبيب، في حين...
الإعلام الحكومي: الاحتلال يعزز سياسة التجويع ويواصل المحرقة شمال غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس الكذب ويحاول تضليل الرأي العام بإدخال طحين إلى شمال...
حرب لبنان .. 18 شهيدا بغارة إسرائيلية استهدفت نازحين
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 18 شخصا وأصيب 4 آخرون بغارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على مبنى سكني يضم نازحين في...
الأورومتوسطي: إسرائيل تهدد 400 ألف فلسطيني شمال غزة بالقتل جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن أكثر من 400 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعًا وعطشًا في شمال وادي غزة؛ جراء...
لازاريني: غزة لا تتحمل خسارة جيل كامل للتعليم على مدى عامين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن أكثر من 650...
222 معتقلاً من غزة في سجن عوفر.. ومئات رهن الاختفاء القسري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت مؤسسات حقوقية، أسماء 222 من أسماء معتقلي غزة المحتجزين في سجن عوفر، من بينهم 21 معتقلاً تمت زيارتهم في...
شهيدان برصاص الاحتلال في جنين وسط اشتباكات مع المقاومة
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، اليوم الإثنين، فلسطينيان وأصيب أربعة آخرين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانها المتواصل على مدينة...