السبت 27/يوليو/2024

بيتا.. نموذج مقاومة شعبية جادّ ووحدويّ على طريق النصر

بيتا.. نموذج مقاومة شعبية جادّ ووحدويّ على طريق النصر

بعد ستة وستين يوما من المقاومة الشعبية الجادة، نجح أهالي بيتا في انتزاع الخطوة الأولى نحو النصر على المستوطنين؛ بإجبارهم على إخلاء جبل صبيح الذي تحول لرمز مقاومة الاستيطان في الأشهر الأخيرة.

وبشعور الهزيمة والذل أخلى المستوطنون مستوطنة افيتار التي أقاموها على الجبل فرادى حتى لا يعطوا أهالي بيتا مشهد انتصار، وفق ما صرحت به صحيفة يدعوت أحرنوت الصهيونية، حيث قالت: “إن المستوطنين في جبل صبيح غادروا فرادى حافلة حافلة، ولم يغادروا كقافلة واحدة؛ حتى لا يعطوا الفلسطينيين صورة انتصار”.

وشهدت الليلة الأخيرة قبل الإخلاء مواجهات ضارية استمرت حتى انسحاب آخر مستوطن من الموقع ليؤكد أهالي بيتا أنهم طردوا آخر مستوطن منها على وقع المقاومة إذ لم يسمحوا لهم بانسحاب هادئ.

(الإرباك الليلي.. وحدة الكوشوك.. وحدة الليزرات.. وحدة الخوازيق.. وحدة الرصد.. وحدة البوق) هي أسماء مجموعات شبابية للفعل الشعبي المقاوم في بيتا استوحي بعضها من مسميات الفعل الشعبي في قطاع غزة وأصبحت رمزًا من رموز المقاومة البيتاوية الملهمة.

التقى مراسلنا شبانا من فتية الجبل الممشوقين بروح المنتصر، والذين أكدوا أن الحذر هو عنوان المرحلة المقبلة، وأن حماية الجبل ستبقى مستمرة، ولن نركن للانسحاب الذي تم.

يقول الدكتور نادر صالحة، واصفا حالة بيتا: “يقتطع الأطفال والفتية جزءاً من مصروفهم اليومي ويودعونه في الجبل. تبرعات يومية من أصحاب المحال بالماء والحلويات وبعض المستلزمات، وأصحاب المطاعم بالوجبات، وأصحاب سيارات النقل الكبيرة بنقل الإطارات من المدن، ورتل السيارات المشطوبة لنقل الإطارات إلى نقاط الإشعال، وميسورو الحال من أهل البلدة يقدمون مبالغ يسيرة لشراء العصي والزيت وصناعة المشاعل (مئات المشاعل يوميًّا)، وتمديدات السماعات والكشافات. بعض النساء قدمن بعضاً من ذهبهن، وبعضهن أجّلن شراء مستلزمات بيتية مكلفة. عشرات الشبان مُجازون من أعمالهم بدون راتب، بعض أصحاب المحال يعملون بدوام جزئي. وجبات الطعام الليلية الساخنة لحراس الجبل تُعدها الأمهات لأبنائهن وتحملها السيارات مسرعة إلى الجبل”.

وأضاف: “شكلت مقاومة بيتا مدخلا لتدخلات غير بريئة تحت عناوين مختلفة للالتفاف متعدد الأوجه على النموذج البيتاوي غير المسبوق، وربما لتجيير هذه الملحمة، لأنها مغرية! بيتا تدرك ذلك، وموقفها واضح وشجاع وثابت ومُتعِب، مُتعِب جداً”.

ويرى المحامي في بيتا سمير دويكات -وهو أحد النشطاء المتابعين لملف أفيتار والمقاومة الشعبية في بيتا- لمراسلنا أن المعركة الأهم سوف تبدأ الآن، وهي المعركة القانونية التي ستتطلب خبرات قانونية وتضافرا كبيرا للجهود من أجل إكمال صورة النصر بنصر قانوني يضمن عدم عودة المستوطنين.

وأشاد دويكات بحالة بيتا التي عدها نموذجا رائعا ومثمرا في التصدي للاستيطان الذي يلتهم الأرض في الضفة، فتجربة بيتا يجب أن تشكل درسا في مقاومة الاستيطان في كل بلدة ومدينة.

ويؤكد ما ذهب إليه دويكات حول أهمية المعركة القانونية المقبلة الناشط والكاتب المتابع للشأن الصهيوني محمد أبو علان الذي أشار إلى أن “المستوطنين قبل تركهم المستوطنة قالوا: بعون الله سنعود بطريقة قانونية”.

وعدّ علان لمراسلنا أن “الحكومة الإسرائيلية ستجري ما أسمته دراسة الوضع القانوني للأراضي المقامة عليها المستوطنة، وإمكانية الإعلان عنها كأراضي دولة، وفي حال كان ذلك ممكناً سيعود المستوطنون للمستوطنة، وستقام مدرسة دينية في المكان، وفي حال ثبوت أن المستوطنة أو جزءًا منها مقامة على ملكية خاصة ستهدم”.

وأكد أنه وفق الإعلام الصهيوني؛ فإن “الإخلاء جاء بعد إقرار المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن المستوطنة تسببت بحالة التصعيد الأمني في المنطقة، وأن المقاومة الشعبية في المنطقة أجبرت الجيش الإسرائيلي على تحريك قوات من مواقع أخرى لمواجهة مقاومة قرية بيتا لوجود البؤرة الاستيطانية، وأن توصية (المؤسسة) العسكرية الإسرائيلية كانت الإخلاء التام والشامل للمستوطنة، (المؤسسة) السياسية الإسرائيلية، وخوفاً على سقوط الحكومة الضيقة برئاسة بينت، توصلت لاتفاق سمته حلًّا وسطًا مع المستوطنين، بضمانة ما يسمى مجلس مستوطنات السامرة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات