الجمعة 26/أبريل/2024

هنا باقون.. معرض تراثي يحاكي حياة الفلسطينيين قبل النكبة

هنا باقون.. معرض تراثي يحاكي حياة الفلسطينيين قبل النكبة

لا يمل الفلسطيني من استدعاء الماضي مجدداً تمسكه بالحاضر والمستقبل؛ فثلاثة وسبعون عاماً من النكبة ليست كفيلة بتبديد الحنين لفلسطين التاريخية، ولن تنجح في إسقاط الحقوق من كبار يغادرون وصغار يتمسكون بالوطن.

ساعةٌ في بستان الزيتون غرب النصيرات عادت بعجلة الزمن مجسدةً مشاهد من حياة الأسرة الفلسطينية قبل النكبة؛ ماذا تأكل وكيف تشرب وكيف تطهو الطعام بيد سيدات توشحن بالثوب المطرز من رائحة الوطن.

وأقام مركز زينة للتدريب والتطوير الشبابي، تحت إشراف الهيئة العامة للثقافة والشباب، وبالتعاون مع جمعيات محلية وسط القطاع معرضاً للتراث قدّم فيه ألواناً من يوميات الفلسطيني التي عاشها ولايزال.


null

وحدها الهواتف الذكية التي انشغل بها بعض الحضور ومحبي التقاط الصور من ذكرت بأننا في عام 2021م، أما بقية تفاصيل الحركة فهي تراثية فلسطينية نقية بدرجة امتياز.

مذاق فلسطيني

القهوة العربية جرى تجهيزها على موقد النار بيد شبان ارتدوا ملابس فلسطينية تراثية، بينما انشغلت السيدات بإعداد خبز القمح فوق موقد الحطب، وأخريات تعاونّ في طهي وجبة المفتول الفلسطينية.

تقول عطاف حمد، مديرة مركز زينة الشبابي: إن المعرض يشكل صورة حية من حياة الفلسطيني تعاونت في تنفيذه عدة مؤسسات، وأقيم في بستان زيتون للتأكيد على هوية الفلسطيني المتمسك بأرضه.


null

وتتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “حقنا في الحياة وحقنا في الهوية والتراث. هذه رسالة بطريقة سلمية بعد تعرض الفلسطيني في قطاع غزة لعدوان تجدد صموده المستمر”.

ويؤكد أحمد محيسن -وكيل هيئة الشباب والرياضة المشرفة على المعرض- أن مخيم النصيرات يشكل حكاية لجوء كبيرة ومستمرة لتراث من قلب فلسطين التاريخية.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “النصيرات جزء من قضية الفلسطيني وقدم أهلها الشهداء والجرحى، اليوم نعيد إحياء تراثنا؛ لأن الفلسطيني لا يمكن أن ينسى وطنه”.


null

ذكريات وطن

الولوج إلى كرم الزيتون لم يكن سهلاً وصولاً إلى موقع المحتفلين بمعرض “إنا هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون”؛ فبعيداً عن زحام الحياة المدنية اختار المحتفلون أن يقدموا بأيديهم مشاهد من حياة الفلسطيني القديمة.

كأنهم أقارب أو جيران تجمعوا من مختلف الأعمار وهم يرتدون الملابس التراثية بدءًا من الثوب المطرز والكوفية والسروال وحتى رباط الرأس المزين.


null

تخلت المواطنة أم هاني جاد الله مؤقتاً عن دورها في طهي وجبة المفتول الفلسطينية لتكشف عن سعادتها بتنفيذ ما حرصت على تجهيزه طوال أسبوع رغم قسوة الطقس وبساطة المكان.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام: “جهزنا المكان من أسبوع، وصباح اليوم جمعنا الحطب، وبدأنا طهي الخبز والمفتول والقهوة والشاي على موقد النار. هذه رسالة محبة للوطن لن تنتهي”.

وأمسكت السيدة نجاح فرحات بغطاء وجهها (البرقع) الذي تعتزّ به والذي ورثته عن والدتها وجدّتها، مشيرةً إلى أن وجبات الطعام المعدّة في المعرض وعلى رأسها خبز القمح والمفتول هي من تراث الجدات والأمهات.


null

وتتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام: “لو أكرر طهي وجبة المفتول كل أسبوع لا أمل، هذه وجبات قديمة الكل يحبها. أخاطب كل العلم وأقول: الفلسطيني متمسك بوطنه”.

مفتاح العودة
وتدلى مفتاح العودة من راحة المختار أبو رمي عبد الهادي الذي حافظ على مقعده في السطر الأول قبل انطلاق مهرجان خطابي تناوب على إلقاء الكلمات فيه عدة شخصيات من الجهات المشاركة في يوم التراث.

ويقول عبد الهادي: إنه شهد عديدًا من الفعاليات التراثية التي تتكرر كل عام، لكن معرض “هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون” يحمل طابعاً خاصّاً؛ لأنه جرى في مكان ريفي بعيدًا عن ضوضاء المدينة.


null

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام: “نشاهد اليوم ملابس الفلسطيني وطعامه وشرابه وحياته، وهذا يؤكد أننا جميعاً متمسكون بأرضنا، وأن كل ما يجرى من عدوان وحصار لن يزيد الفلسطيني إلا حباً في فلسطين”.

وتقاسم الأطفال المشاركون في المعرض أدواراً في فقرات فنية رفع فيها بعضهم شعارات الاشتياق لفلسطين والتمسك بأرضها، وشارك آخرون في أناشيد وأهازيج وطنية.


null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...