الطفلة أحلام لا تبرح صورة والدها منذ لحظة استشهاده

تعبّر الطفلة أحلام محمود الخالدي وعمرها عام ونصف عن اشتياقها لوالدها بطريقتها الخاصّة فهي دائمة الالتصاق بصورة مكبرة له تكرر تقبيلها طوال النهار.
لا تدرك الرضيعة أحلام ما جرى لوالدها؛ لكن تفهم فقط أن الصورة له، وأنها محبّبة لقلبها الصغير، فتحافظ على تقبيلها بعد أن فارقت قبلاته وجنتيها الصغيرتين.
وكان الشاب محمود الخالدي (25 عاما)، استشهد في قصف طائرات الاحتلال منزلاً مدنيًّا اعتاد المرور به في رحلة الذهاب لعمله في مخبز الياسين على مدخل مخيم البريج.
دور مركزي
يحتل محمود دوراً مركزيًّا في أسرته، فهو الابن البكر، وشقيق 7 بنات وشقيقين، يهتم بشئونهم ويواظب على قضاء مسؤوليات عديدة لوالدته يوميًّا.
على غير هدى تدور الطفلة أحلام في رواق البيت مكررة ملامسة صور الشهيد محمود، تتبادل النظرات مع جدتها السيدة أحلام، ثم تقبّل صورة والدها وهي تبتسم.
تقول والدة محمود لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابني غالي على قلبي لكن قصف الاحتلال اختطف حياته بدون ذنب، كان آخر ساعة في البيت، وحضّر طعام الغذاء ثم خرج واستشهد في قصف بيت في طريق عمله”.
وتشير الأم إلى أن القصف الإسرائيلي حوّل الطفلة أحلام إلى يتيمة، وترك زوجته حاملا في شهرها الخامس، وأنها تفتقد حديث محمود الذي كان يحدثها دوماً عن جرائم الاحتلال بحق المدنيين.
وتتابع: “ابني شخص محبوب دائم المرح، ويهتم بأبنائي وبناتي التسعة، فهو المعيل الرئيسي لأسرتي، ويتحمل مسئولية كبيرة، ويلبي دائماً متطلبات شقيقاته الصغيرات”.
دماء وأشلاء
يتلمس أحمد، شقيق محمود، كل يوم فراغاً كبيراً تركه الشهيد بعد غيابه عن المنزل، وتذكره حركة الطفلة أحلام في فناء البيت وهي تقبل صورة والدها بعد أن رحل ولن يعود.
وكان أحمد قد أسرع لرؤية منزلين قصفتهما طائرة حربية إسرائيلية بسبعة صواريخ في مخيم البريج، وشارك في نقل الجرحى والشهداء مع المسعفين دون أن يعلم أن شقيقه منهم.
يقول أحمد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “سمع محمود بصوت قصف فحاول الاحتماء قرب أحد المنازل، لكن القصف أصاب المنزل نفسه الذي وقف بجواره، فطار جسده وأصيب بجراح قاتلة”.
دفن ركام المنزل المقصوف جسد محمود، وعندما وصلت عربة الإسعاف نقلت 4 جرحى منهم رجل مسن، وطفلة رضيعة، وشاب، وسيدة، جراحهم بين متوسطة وخفيفة.
ويتابع: “أدى القصف لأربعة جرحى وشهيد مجهول الهوية نقلوه للمستشفى، ومكث جثمانه 3 ساعات مجهول الهوية، وعندما تفقدنا مكان تواجده لم نعثر عليه في المخبز الذي يعمل فيه، ولا عند أصدقائه، فأسرعت للمستشفى، وتعرفت عليه من حزام سرواله”.
وكانت شظايا الصواريخ قد مزقت رأسه فأخفت معالمها، وأدت لقطع في ساقه اليمنى وتهتك في الساق اليسرى وشظايا في بطنه، الأمر الذي أدى لصعوبة بالغة في التعرف على جثمانه.
وأخبر زملاء الشهيد محمود، شقيقه أحمد بعد حادثة استشهاده، أن محمود في الساعات الأخيرة من حياته صافح عمال المخبز وعانقهم، قبل أن يخبرهم أن عدوان الاحتلال شديد، وأنه سيذهب للبيت لأخذ قسط من الراحة ويعود لاحقاً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...