السبت 27/يوليو/2024

مؤتمر نقابي يدعو النقابات العربية والإسلامية لدعم جهود إعمار غزة

مؤتمر نقابي يدعو النقابات العربية والإسلامية لدعم جهود إعمار غزة

دعا تجمع النقابات المهنية الفلسطينية في قطاع غزة النقابات العربية والإسلامية للمشاركة في إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة، ودعم النقابات الرديفة في القطاع؛ لمواصلة تأدية رسالتها الوطنية والمهنية.

جاء ذلك خلال مؤتمر “النقابات المهنية ودورها في نصرة القدس ودعم غزة”، نظّمه تجمع النقابات بمدينة غزة، بحضور ممثلين عن النقابات المهنية وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، وسط مشاركة محلية ودولية.

وقال رئيس تجمع النقابات المهنية سهيل الهندي، خلال المؤتمر النقابي: إن غزة كانت مبادرة في الدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، مؤكدًا أن المقاومة لقّنت العدو درساً تلو الدرس.

وأكد الهندي أن وحدة الشعب الفلسطيني هي عقيدة لنا، “وما حدث خلال العدوان على غزة من وحدة وطنية يجب أن يبنى عليه، ونحن على استعداد جميعاً أن نكون ضمن هذا التوجه”.

وأشار إلى أن ما حدث خلال العدوان على غزة ووحدة شعبنا، هي رسالة للمطبعين مع الاحتلال، مشددًا على ضرورة أن ينهي شعبنا بوضوح اتفاق أوسلو، “كما ويجب أن ترفع اليد عن مقاومتنا في الضفة”.

وجدد الهندي موقف النقابات المهنية الرافض للتصريحات الأخيرة لمفوض أونروا، عادًّا أنها “كانت خنجرًا في خاصرة القضية الفلسطينية”.

وقال: “كنا نأمل أن تقف وكالة الغوث مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الصعبة وفي سياق العدوان الذي استمر 11 يوماً على قطاع غزة”.

سلاح المقاومة
وأوضح منسق القوى الوطنية والإسلامية خالد البطش أن سلاح المقاومة أثبت أنه أُعد إعدادًا جيدًا لمعركة التحرير، مشيرًا إلى أنه لو أدرك الاحتلال النتائج التي كتبت لنا وحققناها، “فنحن على يقين أنه كان سيستوعب وسيوقف عدوانه بالأقصى”.

وأكد البطش أن نتائج المعركة أنهت عمليًّا أو سياسيًّا ما يمكن أن يسمى وحدة القدس تحت السيادة الإسرائيلية، موضحًا أن الجولة انتهت، ولم تنتهِ المعركة مع الاحتلال، “لكن قلنا بوضوح: إن المعركة تنتهي بشروطنا، وليس شروطهم”.

وأضاف: “معركتنا مع المحتل طويلة ومفتوحة، لا سيما ونحن على أبواب إعادة الإعمار بغزة، وهو بحاجة لجهدكم وجهد النقابيين في العالم العربي والإسلامي”.

ودعا البطش الدول العربية والإسلامية ليكون لها سهم واضح في إعادة إعمار غزة، وأن تقوم الأمة بدورها في ذلك.

وشدد على أن وكالة الغوث وجدت لخدمة شعبنا؛ “لكن أن يتدخل مديرها في غزة سياسيًّا دون إنصاف لشعبنا فهو خروج عن المألوف، وطالبنا ونطالب برحيل هذا المدير الذي تجاوز صلاحياته وحدوده”.

الواقع الصحي
وقال نقيب الأطباء فضل نعيم: إن الطواقم الصحية بكل عناصرها وكوادرها من أطباء وممرضين وفنيين واختصاصيين ومسعفين كانوا دائما الدرع الواقي لجبهتنا الداخلية في إطار كل الأزمات والكوارث التي عاشها ويعيشها شعبنا الفلسطيني على طول سنوات ثورته التي تمتد إلى أكثر من مائة عام.

وأوضح نعيم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت استهداف المؤسسات والمراكز الصحية في قطاع غزة؛ حيث تعرضت 24 مؤسسة ومركزًا صحيًّا أهليًّا وحكوميًّا إلى أضرار بالغة، ما أثر على قدرة هذه المؤسسات على تقديم الخدمة اللازمة للمرضى.

وأشار إلى أن العدوان تسبب بإصابات خطيرة للطبيب ماجد صالحة في منطقة الرأس والحوض أثناء تعرض محيط مركز شهداء الرمال ومقر وزارة الصحة لقصف عنيف ومكثف، ما ألحق أضرارًا كبيرة بمركز الرمال.

كما تعرضت الطرق الرئيسة المؤدية إلى المستشفيات الكبرى في قطاع غزة للضرر بسبب القصف الذي طال كل شيء في القطاع؛ ما انعكس على قدرة طواقم الإسعاف في الوصول إلى الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات.

وطالب نعيم المؤسسات والجمعيات الحقوقية الدولية بكشف حقيقة العدو الإجرامية، والعمل على تقديم كل من شارك في هذه الجريمة إلى العدالة وإيقاع أقصى العقوبة عليه.

ودعا المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الانعكاسات ضد البنية التحتية للمؤسسات والمراكز الصحية، وحماية الطواقم الطبية وفقا للمواثيق الدولية.

كما حثّ الحكومة الفلسطينية لرفع الظلم الواقع على الطواقم الصحية ومساواة الرواتب والمكافآت بين الزملاء في المحافظات الشمالية والجنوبية.

ودعا إدارة العمل الحكومي في غزة بصرف بدل المخاطرة والساعات الإضافية بنسبة 100% لجميع العاملين في القطاع الصحي، مطالبًا برفع بدل طبيعة العمل المتدنية للعاملين في القطاع الصحي بما يتناسب مع حجم الجهد والأداء الفني والتخصص المهني.

ودعا نعيم للسعي نحو توفير التمويل اللازم من أجل تعويض أصحاب المنشآت الصحية بما في ذلك عيادات أطباء الأسنان والمختبرات والصيدليات المتضررة بالذات؛ لأنها تمثل لهم مصدر الدخل الرئيس في الرئيسي في سياق الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهلنا في قطاع غزة.

جهود الإعمار
بدوره، قال نقيب المهندسين ناجي سرحان: إن النقابة كان لها نصيب وافر من العمل والتضحيات على طريق تحقيق النصر والتمكين، ومن الحشد لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ومن المساهمة في التواصل لدعم غزة وإعادة الإعمار.

وأوضح سرحان أنه استشهد خلال العدوان 12 مهندسا، وبلغ إجمالي عدد المهندسين المتضررين مباشرةً (215) مهندسا ومهندسة منهم (7) مكاتب هندسية دمرت تمامًا، و(34) منزلا هدمت بشكل كلي، (83) منزلا تضررت جزئيًّا، والعديد من الأضرار الأخرى.

وأشار إلى أن نقابة المهندسين تواصلت مع النقابات والاتحادات الهندسية العربية والإسلامية، وكان مهندسونا في الميدان ضمن لجان الطوارئ للتخفيف من آثار الدمار في البنية التحتية والمنشآت.

وطالب سرحان الجهات الدولية بالإسراع في توفير الدعم اللازم لإعادة إعمار قطاع غزة؛ آخذين بعين الاعتبار الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها أبناء شعبنا يوميا لا سيما المتضررين منهم.

وأكد جهوزية النقابة بإمكانياتها الفنية والهندسية واللوجستية للتعاون مع الجهات الرسمية للعمل والمشاركة في لجان التقييم الفني وحصر الأضرار، مؤكدًا جهوزية جميع المكاتب الهندسية والاستشارية والكوادر الهندسية وأصحاب الخبرات في مختلف التخصصات الهندسية للقيام بمسؤولياتهم في عملية إعادة الإعمار.

ودعا سرحان المؤسسات الوطنية للوقوف وقفه جادة وموحدة لإلغاء العمل بآلية الأمم المتحدة للإعمار والمعروفة بنظام (السيستم)؛ لما لها من آثار سلبية على عملية الإعمار من حيث إعاقة العمل وتأخيره والتمييز الظالم بين الشركات الهندسية وشركات المقاولات.

وطالب السلطة الفلسطينية بالضغط رسميًّا وعلانية لإلغاء هذه الآلية.

وأكد جهوزية المكاتب والشركات الهندسية للبدء الفوري في إعادة الإعمار، وقدرتها على إنجاز التصاميم وعلى التنفيذ بخبرات وإمكانيات عالية، “ونوضح أنه في حال رغبة شركات خارجية بالعمل في إعادة الإعمار فإننا نرحب بهم على أن يتم ذلك بالشراكة مع الشركات الفلسطينية وبما لا يتعارض مع القوانين الفلسطينية”.

وطالب بتشكيل فريق وطني فلسطيني يضم الأطراف ذات العلاقة والشخصيات الوطنية في قطاع غزة كافة لتولي مهام إدارة إعادة الإعمار؛ لضمان التخطيط السليم ومراعاة الأولويات، وضمان السرعة في الإنجاز وتحقيق النزاهة والشفافية.

النقابات العربية
وأوضح مسؤول النقابات العمالية بالأردن أحمد الزعبي، في كلمة مسجلة له، أن اللجنة العليا لإعمار فلسطين بالأردن ممثلة بنقابة المهندسين الأردنيين لا تتوانى عن عملها، وستبقى دائما ذراعا يدعم في البناء ومنصة فعل منتج لكل ما هو حيوي وضروري من مشاريع.

وأكد الزعبي أن الداخل الفلسطيني كان حاضرًا وفاعلاً ومدهشًا؛ “فالقدس همزة وصل بين الغضب والتلاحم. وحّد “سيف” القدس الشعبَ، وأوقد في الأمة الانتصار”.

وأوضح أن واجب النقابات المهنية اليوم هو مقاومة التطبيع، وتحصين الفكرة، وتفعيل النهج، وتربية النشء على ثقافة المقاومة.

وأضاف “رسالتنا: تعالوا على قلب رجل واحد نصنع من هذه اللحظة مبادرة مشروع وطني فلسطيني جامع مقاوم ينتزع الحقوق والعودة، ويحرر الأرض والبشر”.

من جهته، أكد الأمين العام للائتلاف النقابي العالمي عبد الله عبيدات أن النقابات المهنية نظّمت العديد من النشاطات والمهرجانات التي تدعم المقاومة، وفتحت باب الإعمار في غزة.

وأشار عبيدات إلى أن بعض النقابات المهنية في الأردن جمعت دعما قيمته 7 مليون دولار لغزة، مؤكدًا أنها بذلت مجهودًا كبيرًا في فضح الممارسات الإسرائيلية وتثبيت صمود المقدسيين ودعم المقاومة، بالإضافة للجهد الإغاثي، ودعم مشاريع إغاثية وإعادة الإعمار.

وفي كلمة ممثلة عن النقابات المهنية بالأردن أوضح النقابي عصام طراد أن النقابات بالأردن نظّمت عدة مسيرات لدعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس.

وبيّن طراد أن النقابات الأردنية ساهمت بتحشيد الشارع النقابي والشعبي، وضغطت على الموقف الرسمي ليساهموا من خلال اتصالات عربية ودولية في التخفيف من معاناتكم في القدس وغزة.

بدوره أكد ممثل الاتحاد الوطني للشغل في المغرب محمد الزويتن أن الاتحاد سينفذ مجموعة من المبادرات لحث المنظمات الإقليمية والدولية لشجب واستنكار العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ودعا الزويتن كل حكومات العالم للتدخل العاجل وإجراء الاتصالات اللازمة لإيقاف الانتهاكات اليومية للمحتل بالأقصى والقدس ودعوة الحكومات لنصرة المقدسيين ولمقدسيات والصمود في وجه غطرسة المحتل ضد محاولة التهجير القسري الذي يقوم به المحتل.

متابعة صفا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات