الأحد 05/مايو/2024

ما بعد تعطيل عباس للانتخابات.. قراءة في السيناريوهات المتوقعة!

ما بعد تعطيل عباس للانتخابات.. قراءة في السيناريوهات المتوقعة!

بات واضحاً من قرار رئيس السلطة محمود عباس تأجيل الانتخابات خشيته من الهزيمة فيها في إطار شعوره بتهديدات حقيقية من القوائم التي انشقت عن حركة فتح وقائمة حركة حماس التي صدرت منظمةً ومرتبةً، وأظهرت فيه جدية كبيرة بخوض هذه التجربة من جديد.

إلا أنّ سبباً آخر لم يكشفه رئيس السلطة محمود عباس يكمن وراء تراجعه عن إجراء الانتخابات؛ وهو تلقيه وعوداً من الإدارة الأمريكية بالعودة إلى خيار المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، بعد قطيعة استمرت أعوام، وهو ما يؤكد أنّ عباس لا يزال يراهن على الوهم الزائف بعد نحو ربع قرن من عملية استنزاف صهيونية للحقوق الفلسطينية.

وبتأجيل الانتخابات يضع عباس القضية والشعب الفلسطيني أمام منعطف وسيناريوهات محتملة في سياق حالة التشرذم والتشظي التي تشهدها الساحة الفلسطينية، الأمر الذي أكّد مراقبون ومحللون أنّ عباس يريد أن يبقى فيها متفرداً بالقرار الفلسطيني، متسلطاً على كل شيء خاصة مع حالة التشتت والتشرذم الفتحاوي التي تزايدت عقب صدور مرسوم الانتخابات.

استبعاد الفكرة

المحلل السياسي صلاح الدين العواودة، قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ تأجيل الانتخابات لا يُراد منه التأجيل بقدر ما هو استبعاد تام لفكرة الانتخابات؛ لأن أسباب التأجيل المعلنة ليست هي الحقيقية.

وأوضح أنّ موضوع القدس كان يمكن طرحه قبل إصدار المراسيم، وكان يمكن نقاشه مع الفصائل قبل اتخاذ القرار، “حتى لو اقتضى في حينه التأجيل كان سيكون قرارا وطنيا، وليس قرارا شخصيا كما ظهر”.

ويشير عواودة إلى أنّ أسباب التأجيل الحقيقية ستبقى قائمة؛ وهي تفرد عباس بالقرار في إطار وضع فتحاوي متفكك ومتنازع داخليا وغضب شعبي واسع على السلطة الممثلة بعباس والفئة القليلة المتنفذة من حوله.

ويعتقد المحلل السياسي أنّ السيناريو الأكثر منطقية الآن هو الذهاب إلى حوار وطني أكثر جدية وأكثر عمقا حول ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة التوافق وليس الحسم عبر الانتخابات سيما، وأن خيار التوافق كان مرجحا بشأن المجلس الوطني وهو الأهم من المجلس التشريعي، والذي يمثل الفلسطينيين جميعا بمن فيهم القدس والشتات.

ويضيف: “وعليه فإن معضلة النظام السياسي الفلسطيني ليست في القدس ولا في التشريعي، وليست مرتهنة بموافقة الاحتلال على شيء، فالشعب الفلسطيني 14 مليون حول العالم بحاجة لاختيار مجلس وطني يمثلهم ويمثل كل تياراتهم السياسية، وهذا ممكن بالتوافق ووفقا لآليات فلسطينية بحتة بعيدا عن ابتزاز الاحتلال”.

بقاء الحال

المحلل السياسي هاني البسوس خالف وجهة نظر سابقه العواودة؛ حيث اعتقد أنّ أكثر السيناريوهات واقعية هو بقاء الحال على ما هو عليه، وهو ما سيدفع إلى زيادة الهوة والفجوة وتعقيد الحالة السياسية، وبقاء الأوضاع المأساوية وزيادتها من ناحية اقتصادية في قطاع غزة.

وأشار البسوس في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذا السيناريو سينسحب على الضفة بتزايد التغوّل الصهيوني، واعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على الفلسطينيين، وزيادة تهويد القدس أيضاً.

وأضاف: “السلطة ستبقى عالقة أمام هذا الواقع تنتظر أن يكون هناك بعض التغييرات الدولية خاصة فيما يتعلق بملف المفاوضات؛ لأن هناك وعودًا من الإدارة الأمريكية، وكان هذا أحد الدوافع التي دفعت عباس لإلغاء الانتخابات، بالإضافة إلى العنصر الأهم وهو احتمالية فشله في هذه الانتخابات”.

ويعتقد البسوس أنّ السيناريو الذي يأتي في المرتبة الثانية هو ذهاب إلى حالة توافق بين حركة حماس والتيار الإصلاحي المنشق عن حركة فتح بتشكيل منظومة سياسية أو إدارة محلية لإدارة قطاع غزة تهتم بترتيب أوضاع القطاع وعمل انفتاح سياسي مع دول الإقليم، مرجحاً أن يكون هناك حديث سابق بين حماس والتيار الإصلاحي في هذا الصعيد.

واستبعد المحلل الفلسطيني سيناريو التصعيد العسكري والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني، مبيناً أنّ العدو الصهيوني والفصائل لا أحد معني بمواجهة عسكرية في هذه المرحلة، وذلك أن تبعات مواجهة عام 2014 كانت قاسية وصعبة ولا أحد يريد استعادتها.

أما فيما يتعلق بالضفة الغربية -يقول البسوس- قد يكون هناك بعض الحراك البسيط ووقفات لمدة أيام وتنتهي الحالة وتبقى الأوضاع على ما هي عليه، لأنّ السلطة تستخدم أسلوب القبضة الحديدية لضبط المواقع الميدانية في المدن والمحافظات ولا يستطيع المواطن أن يعبر عن وجهة نظره.

الاستفراد سيد الموقف

المحلل السياسي عماد أبو عواد، بدا محبطاً من احتمالية وجود أي سيناريوهات حقيقية فيما يتعلق بتأجيل الانتخابات، ويتوقع أن ينتهي الأمر بسلسلة من الاعتصامات والوقفات التي ستنتهي بعد أيام فقط.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “للأسف الشديد ستبقى السلطة الفلسطينية وحركة فتح متفردة بالقرار الفلسطيني تحت غلاف وطني، وبالتالي هي تُقر وتلحق بها بقي الفصائل وخاصة تلك التي تتبع لمنظمة التحرير، دون اجتراح أي موقف حقيقي”.

ويشير أبو عواد إلى أنّ سيناريو حدوث موجة تقود إلى تغيير حقيقي في المشهد السياسي يبقى ضئيلاً جداً في ظل تعقيدات الحالة السياسية.

وأبدى أبو عواد تأييده لسيناريو سابقة البسوس؛ وهو احتمالية ذهاب حركة حماس في غزة بترتيب أمور معينة للخروج بمنظومة سياسية من كل الفصائل لإدارة أمور قطاع غزة، ولكنه يعتقد أنّ السيناريو الأول هو الأكثر ترجيحاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...