محمد القصّاص.. صديق الكتب ومُوزع الثقافة

لن يفهم أحد فلسفة محمد القصّاص في تجشّم عناء الجهد والتكلفة، وهو ينشر الثقافة بين أطفال مخيم النصيرات إلا حين يجلس معه ويفهم قصته كاملة.
بدأ القصاص (54 عاما) رحلته مع الثقافة والمطالعة عام 1976م حين طلب منه شقيقه أن يساعده في فهم عدد من الكتب الدينية، ومن يومها توثقت صداقته الدائمة مع الكتاب.
أنهى القصاص دراسة الثانوية العامة، ولم يكمل تعليمه الجامعي، وظل يمارس مهنة القصارة الشاقة منذ سنوات طويلة، ويضم كل شهر عدداً من الكتب لمكتبته الخاصّة.
صديق الكتاب
في بداية عهده مع المطالعة قبل 40 سنة حاول القصاص القراءة في أنواع العلوم كافة؛ حتى نصحه أصدقاؤه بتنظيم المطالعة التي كانت تمتد معه ليالي طوالًا حتى الفجر.
يقول القصاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “عام 2008م تبدلت حياتي بالكامل؛ رأيت الناس يرحلون عن الحياة دون ترك أثر، فبدأت رحلة البحث عن الذات وإقناع الناس بفكري، ووجدت سعادتي مع الكتاب”.
وحدد دائرتين لنشر الثقافة؛ “دائرة الاهتمام، ودائرة التأثير”، وبدأ التواصل مع محبي الثقافة من الكبار والصغار يعيرهم كتباً اشتراها بنفسه وترقد فوق رفوف مكتبته.
ويتابع: “فكرتي تأسيس جيل قارئ. أركز على الأطفال، أتواصل مع أسرهم، وأزورهم وفق جدول وسجلّ لكل طفل، وأعطيه الكتب والقصص، وأعود لاستكمال تثقيفه وفق خطة أعددتها حسب مستواه”.
يجسد القصاص مكتبة متنقلة تزور الطفل في موقع سكناه وتتولى تثقيفه، وقد وجد طريقه لذلك بعد دراسة معمقة في العلوم التربوية تعرف خلالها على خبراء، وقرأ لهم عشرات الكتب.

null
تربية ثقافية
يحتفظ في خزانة الكتب القديمة بسجلات وشهادات مدرسية للأطفال وجداول لعمله الشهري وهو يتحرك بعد تنسيق هاتفي مع أسرة كل طفل متى سمحت الزيارة.
يسعى صديق الكتب وهو يعزز القراءة والمطالعة إلى هدف أساسي؛ وهو استثمار المعلومة، وإحداث تغيير في المجتمع كمحصلة لزيادة وعي وثقافة الجيل الصغير مستقبلاً.
يقول القصاص: “أمارس تثقيف الأطفال مراعياً بناءهم النفسي، وأعزز حب القراءة. الأطفال يبدون تفاعلا كبيرا رغم وجود وسائل تكنولوجيا مغرية وهم يحبون الكتب الملونة والقصص وعالم الحيوان والفضاء وهكذا..”.
يفرغ مدّة ما بين المغرب والعشاء لممارسة مهمته الاختيارية، وحين يكون عاطلاً عن العمل يبدأ المهمة من بعد العصر، وقد وصل عدد الأطفال لديه أكثر من 100 أعمارهم بين 3-16 عاما.
ويضيف: “حتى نجلب الأطفال للقراءة نحتاج لعملية حركية. رؤيتي تأسيس مكتبة وحالة ثقافية في كل حارة لكن ينقصني التمويل، فلديّ 1000 كتاب، وأعرت 100 حالياً، ورسالتي تعزيز حب القراءة”.
ويفتقد القصاص لجهات داعمة وممولة لمشروع المكتبة المتنقلة التي يؤمن بأنها وسيلة لنشر ثقافة تساهم في بناء شخصية الأطفال والارتقاء بهم حتى يسهموا إيجابيًّا في تنمية المجتمع.

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...