المدير العالمي.. ياسمين الطرشاوي من قلب حصار غزة تصنع الإنجاز

تستحق ياسمين الطرشاوي أن ترفع لها القبعة؛ احتراماً لصنيعها الإبداعي ومثابرتها المستمرة في مجال التعليم المدرسي حتى وصل اسمها للعالمية من قلب غزة المحاصرة. 

وفازت ياسمين حسين الطرشاوي (39 عاما)، وتعمل ناظرة مدرسة فهمي الجرجاوي الأساسية للبنات بمديرية شرق غزة، بلقب المدير العالمي ضمن مسابقة أفضل مدير على مستوى العالم التي تقيمها مؤسسة AKS education Awards من الهند. 

وفاز خمسة مدراء آخرون من قطاع غزة بلقب المدير العالمي في المسابقة ذاتها التي فاز بها 100 شخص من دول العالم، لكن ما يميز الطرشاوي عن زملائها أنها تواصل خوض تجربة إبداعية من عدة سنوات خاصّة في جائحة كورونا.

ومن المقرر أن يجرى احتفال رسمي في التاسع من مايو القادم للإعلان عن أسماء وهوية الفائزين وتجاربهم الإبداعية في مدارس ومؤسسات أكثر من 100 دولة حول العالم.

وتعيد الطرشاوي سرّ تميزها إلى الدعم المستمر من زوجها الأسير المحرر من سجون الاحتلال، وإيمانها بقدرة الإنسان على استثمار طاقته وقدراته رغم الأحوال الصعبة في قطاع غزة.

null
لقب عالمي

منذ عامين تستمد الطرشاوي من جائحة كورونا التي بدّلت تفاصيل النهار والليل في غزة المحاصرة صموداً تحاول فيه تحويل المخاطر والمعيقات لحالة إبداع.

وتؤكد الطرشاوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المسابقة التي فازت فيها بلقب المعلم العالمي انطلقت عام 2020م، ويشارك فيها آلاف المدراء من 110 دول، وهدفها إبراز مديري المدارس المؤثرين الذين تركوا بصمات في العملية التعليمية. 

وتضيف: “أؤمن أن الطالب يجب أن نتعامل معه وفق 3 محاور؛ أولاً الأكاديمي، وثانياً القيمي، وثالثاً المهني. مطلوب إعداد طالب خاصة في جائحة كورونا قادر على مواجهة الحياة العصرية واستخدام التكنولوجيا للفائدة”.

وأنهت ياسمين عام 2004 دراسة هندسة الحاسوب قبل أن تدرس علوم التربية عام 2010م، وتلتحق مؤخراً ببرنامج الدكتوراه في التنمية البشرية.

وكانت الطرشاوي شاركت وفازت بعدة مبادرات إبداعية أهمها مبادرة “فكرة تنميك” خلال مدّة الحجر الصحي عام 2020م بغزة شاركت فيها 200 طالبة من مدرستها تدربن على مهارات التطريز والبرمجة وحياكة الصوف وإعداد المأكولات وصناعة المنظفات. 

وتتابع: “هدفي من تلك المبادرة كان إبراز المهارات لدرجة الإتقان، وقد تحقق؛ هناك طالبات اتخذن ما تعلمنه مهنة لكسب المال، وامتدت مبادرتي للمجتمع المحلي والمدارس بغزة”. 

ومع بدء العام الدراسي الجديد وعودة الطالبات لمقاعد الدراسة قدمت الطرشاوي مبادرة “كن راقياً في زمن كورونا”؛ لإكساب الطالبات والمجتمع عادات صحية وسلوكية للوقاية من جائحة كورونا. 

وعرضت المبادرة مكتبة إلكترونية شاملة ضمت مقاطع مصورة وإرشادات لتوعية الطالبات قبل أن تنطلق الطالبات والمعلمات بالمبادرة مع مؤسسات مجتمعية وتعليمية في قطاع غزة.

null
المبادرة الأقوى

عندما تستحضر الطرشاوي تفاصيل العمل والمثابرة في مبادرة “الأمان الرقمي للمعلم” تشعر بالاعتزاز؛ لأنها المبادرة الأقوى والأهم في نشاطها طوال العامين الماضين وصاحبة الدور الأساسي في حصولها على لقب المدير العالمي.

بدأ العمل في مبادرة “الأمان الرقمي للمعلم” في يونيو عام 2020م؛ لصناعة فصول افتراضية قبل أن تكوّن الطرشاوي فريقا مدرسيا لتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا في شرح ومتابعة دروس الطلاب.

وتضيف: “شملت المبادرة الضفة وغزة ودولا عربية مثل سوريا وليبيا وتونس ومصر. دربت أعدادا كبيرة وصلت لـ100 معلم على الفصول الافتراضية والاختبارات الالكترونية وإعداد محتوى رقمي ووسائل التواصل والتطبيقات”.

وحصلت الطرشاوي بعد نجاح المبادرة الرقمية على لقب مدير متميز على مستوى مدارس شرق غزة في مسابقة الإبداع والتميز قبل أن تجمع كل ما أنجزته من مبادرات سابقة في ملف كامل تقدمت به لاحقا للمشاركة في مسابقة المدير العالمي. 

وتتابع لمراسلنا: “قدمت كل ما أنجزته للمسابقة في الهند التي يشارك فيها مدراء من 110 دول في 6 قارات، ومررت بعدة مراحل؛ أولها الترشيح والقبول حتى وصلت للنهائي، وفزت وجرى قبل يوم إعلامي بواسطة منسق الجائزة، وتلقيت بريدا إلكترونيا بذلك”. 

وترى الطرشاوي أن غزة رغم أزماتها وحصارها وصلت بإبداع أبنائها للعالمية رغم قلة الامكانات، وأنها فخورة بحمل اسم فلسطين وغزة إلى العالم؛ لأن داخل كل إنسان قدرة ومهارة تحتاج لاكتشاف وتطوير حتى ترى النور.

null