عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

أبو مرزوق: دوافع تأجيل الانتخابات واهية وغير واقعية

أبو مرزوق: دوافع تأجيل الانتخابات واهية وغير واقعية

أعرب نائب رئيس حركة “حماس” في الخارج القيادي موسى أبو مرزوق، عن رفض حركته تأجيل الانتخابات الفلسطينية تحت أي مسوّغ.

وشدد، في حوار مطول مع وكالة “قدس برس”، على أن فشل مسار الانتخابات سيكون له انعكاسات على مستقبل المصالحة الفلسطينية ومآلاتها.

وقال: “موقفنا من عقد الانتخابات في القدس ثابت، ويجب إجراؤها في المدينة المقدسة، ولا يمكن بحال أن نعمل وفق رغبة الإسرائيلي، فهذا شأنٌ فلسطيني، والخنوع للموقف الإسرائيلي يعني الإقرار بسيادته فوق هذه الأرض المقدسة، وهذا هو جوهر القضية، فيجب أن نقاومه ونفرض إرادتنا”.

وأوضح أبو مرزوق أنه “في حال رفض الاحتلال، فنريد أن نجري الانتخابات رغمًا عنه، ونفرضها فرضًا”.

ووصف القيادي في “حماس” مبررات التأجيل، بأنها “واهية وغير واقعية”، داعياً الأحزاب والمستويات الشعبية للعمل على دفع مسار الانتخابات حتى النهاية، وحتى مراحلها الثلاث.

ويرى أبو مرزوق” أن الدافع الحقيقي وراء السعي نحو التأجيل، هو انقسامات حركة “فتح”.

وعن استهداف الاحتلال لـ”قائمة القدس موعدنا” بالضفة الغربية، قال “أبو مرزوق”: “الاحتلال يعلم أن قائمة الحركة تشكل خطرا حقيقيا عليه من كافة الجوانب، ويسعى لتعطيل عملها، فسيناريو فوز حماس مجددًا أحد كوابيسه الذي لا يريد أن يراه”.

وتابع: “لو شعر الاحتلال أننا نتحدث بشعارات لا أفعال، لترك المرشحين والعاملين في الحملة الانتخابية في حال سبيلهم، لكنه يعلم صدق الحركة في التمسك بثوابت شعبنا”.

وفي سياق حديثه عن “فلسطينيي الخارج”، قال القيادي في “حماس”: إنه يجب العمل على إعادة الدور الريادي لفلسطينيي الشتات، وموقعهم الصحيح في الصراع مع العدو، والاشتباك معه في جميع المستويات.

وفيما يلي نص الحوار الشامل مع القيادي في حركة “حماس”، د. موسى أبو مرزوق:

– ما هو موقفك من تأجيل الانتخابات الفلسطينية، في ظل حديث قيادات من حركة فتح عن التأجيل؟

نحن في مرحلة حساسة، وجميع قوى شعبنا أمام اختبار مهم، في مرحلة ما قبل الانتخابات، وأثناءها وما بعدها وهو الأهم، كما أن شعبنا ينظر بعين الترقب والتغيير في هذه المدّة، إضافة إلى وجود تخوّف لديه من إمكانية فشل هذا المسار.

ونحن نرفض التأجيل للانتخابات؛ لأن التأجيل في هذه الحالة هو إلغاء، ومن الصعب التنبؤ بردود الأفعال وما يعكسه قرار التأجيل من عدم الاستقرار في الضفة الغربية، وكذلك يصعب التنبؤ بمستقبل المصالحة الفلسطينية في حال فشل مسار الانتخابات، وإن كان أغلب الظن أننا ذاهبون إلى ما هو أسوأ مما كان قبل الانتخابات، خصوصًا وأننا بذلنا جهدًا كبيرًا في إقناع الناس بأن هذه المحاولة جدّية، بعد أن وصلهم شعور بالعبث من المصالحة ككلٍّ لتكرار حالة الفشل، ووصل بعضهم حالة اليأس من الوصول إلى مصالحة وطنية، ولهذا فإن فشل مسار الانتخابات سيرخي بظلاله السلبية.

ونحن في حركة حماس لدينا موقف واضح وضوح الشمس، بأننا نريد الخروج من المأزق الوطني؛ لأن المواجهة مع العدو الإسرائيلي أصبحت مسألة ثانوية لدى عدد من قوى شعبنا، في ظل أزمة الوحدة الوطنية وغياب المشروع الوطني، إضافة إلى أن الخلاف استنزف جهودنا، وذهبت رياحنا في معارك في غير مكانها.

كما أننا نريد لشعبنا أن ينعم بالتداول السلمي على السلطة، ومع إقامة انتخابات شاملة وعلى الصُعد كافة، دون وضع العراقيل أمامها.

– برأيكم هل دوافع التأجيل مقنعة، وما هو موقفكم من إجراء الانتخابات في القدس؟

موقفنا من عقد الانتخابات في القدس ثابت؛ بأنه يجب إجراء الانتخابات في القدس، وكذلك لا يمكن بحال أن نعمل وفق رغبة الإسرائيلي، فهذا شأن فلسطيني، وإن الخنوع للموقف الإسرائيلي يعني الإقرار بسيادته فوق هذه الأرض المقدسة، وهذا هو جوهر القضية؛ أننا نرفض الاحتلال، ونرفض فرض سيادته، ويجب أن نقاومه ونفرض إرادتنا.

وانتفاضة شباب القدس اليوم إشارة إلى أننا نستطيع أن نفرض إرادتنا ونجري الانتخابات في القدس رغمًا عن الاحتلال.

أما دوافع التأجيل، فهي واهية، وغير واقعية، ويجب العمل جميعًا على مستوى الأحزاب والمستويات الشعبية على دفع مسار الانتخابات حتى النهاية، وحتى مراحله الثلاث، فلا يكتمل ترتيب البيت الفلسطيني إلا بإتمام الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني أيضًا.

– بعض التحليلات تذهب باتجاه أن دوافع التأجيل، استطلاعات الرأي التي تتحدث عن إمكانية فوز “حماس” بالانتخابات، في ظل انقسامات حركة فتح، ما هو تعليقكم؟

يبدو أن الدافع الحقيقي وراء السعي نحو التأجيل، انقسامات حركة “فتح”، وهذا الأمر سمعناه من قيادات فتحاوية، ومن بعض الأطراف الدولية، حيث أبدوا لنا منذ بداية الحوارات، أن تقديرهم أننا لن نصل إلى يوم الانتخابات بسبب الانقسامات الفتحاوية.

كما أن دولًا عملت على الحفاظ على وحدة “فتح” والنزول لقائمة واحدة، ولكنهم فشلوا، وهنالك خشية على مستويات عدة من فوز حركة “حماس”، فإذا ما كانت هندسة الانتخابات بهدف إفراز قيادة معينة للاستمرار في المسار الكارثي الذي نحن عليه، فهذه لم تعد انتخابات ديمقراطية، وإنما إجراء اقصائي، ويُراد لأصوات شعبنا أن تكون شهود زور، وأن يكونوا مطيّة، ومن يكون في المشهد الانتخابي من قوائم لا يعدون عن كونهم ديكور لإكمال مشهد منقوص، ولهذا فإن هذه حجج واهية.

ومن يقبل بالانتخابات عليه أن يقبل بها ونتائجها، ونحن نقرأ المرحلة بتعقيداتها، والظرف الفلسطيني واضطراراته، ولذلك نقول: إننا ذاهبون مهما كانت النتائج إلى حكومة وحدة وطنية، آخذين في الاعتبار كل تلك الظروف والاضطرارات.

– هل ناقشتم مع الفصائل الفلسطينية سيناريو التأجيل، وهل لديكم اتصالات لإجبار الاحتلال على إجراء الانتخابات بالقدس؟

لا يوجد أي سبب مقنع لتأجيل الانتخابات، فلماذا نناقش التأجيل؟ ولماذا كل هذا الحديث حول التأجيل؟ وفي نفس الوقت نحن نتواصل مع علاقاتنا الدولية مطالبين بالضغط على الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس وندعوهم للمشاركة في الرقابة عليها.

أما في حال رفض الاحتلال، فنريد أن نجريها رغمًا عنه ونفرضها فرضًا، وحين يفشل مئات الجنود والمستوطنين في فرض إجراءاتهم في القدس، لأن شبابا ثائرا يرفض أن يتنازل عن درج في القدس، فإنه قادر على فرض المعادلة فيها، ونحن نثق بهم، وهم درّة شعبنا، ويجب أن تكون القدس هي مركز الصراع، وهي منطلق الشراكة الوطنية.

– ما هو تعليقكم على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمرشحي حركة “حماس” في الضفة؟

الاحتلال الإسرائيلي لا يريد لشعبنا أن يتوحد، ويريد أن يعطل أي مسار من شأنه إعادة اللحمة بين مكونات شعبنا، ولا يريد الاحتلال أن يفرز شعبنا قيادةً تمثله وتعبر عنه، ولهذا فإن الاستهداف والتركيز على قائمة (القدس موعدنا) هدفه الحركة نفسها؛ لكونها تعبر عن صوت الشعب ونبضه.

كما أن اعتقال مفاصل العمل في الحملة والمرشحين في القائمة يحد من قدرة القائمة على ممارسة دعايتها الانتخابية، وبذلك يريد العدو الحد من القبول الشعبي لقائمة الحركة، وهذا وهمٌ؛ لأن لأنه بإجراءاته يزيد من شعبية الحركة، ولكن تجربة القدس تخبرنا أننا كشعب قادرين على حماية خياراتنا، ومواجهة الاحتلال، ومنعه من تحقيق إرادته سواء بالاعتقال أو بفرض أجندته الاستيطانية أو التهويدية.

كما يعلم الاحتلال أن قائمة الحركة تشكل خطرا حقيقيا عليه من الجوانب كافة، ويسعى لتعطيل عملها، فسيناريو فوز الحركة مجددًا أحد كوابيسه التي لا يريد أن يراها. ولو شعر الاحتلال أننا نتحدث بشعارات لا أفعال لترك المرشحين والعاملين في الحملة الانتخابية في حال سبيلهم، لكنه يعلم صدق الحركة في التمسك بثوابت شعبنا.

– بما يتعلق بالتقارب بين “حماس” وتيارات “فتح” (ناصر القدوة – محمد دحلان)، هل من الممكن أن يتحول التقارب إلى تحالف، وكيف تصفون العلاقة؟

القوائم الانتخابية قوائم متنافسة، والتقارب والتباعد غير مطروح في ظل المنافسة، ونحن لا نحرم أحدا من حقه في المشاركة الانتخابية بناءً على قناعته ومواقفه السياسية سواء وافقت قناعاتنا أو خالفتها، وأي طرح متعلق بالوحدة والتقارب يكون بعد الانتخابات، ونحن نحبذ أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة ونظيفة لا تشهير ولا تكسير فيها، وعلاقاتنا بالجميع جيدة، ونحن جميعًا شركاء في الوطن، ومن أراد أن نكون شركاء في البرنامج، فنحن معه حلفاء حتى تحرير أرضنا وعودة شعبنا.

– على صعيد آخر.. هل من تطورات بخصوص قضية المعتقلين الفلسطينيين بالسعودية، وما هي رسالتكم للرياض؟

لا تزال قضية المعتقلين الفلسطينيين تراوح مكانها، ونحن نأسف حقيقة أن يُسجن مواطنون شرفاء عملوا على دعم الشعب الفلسطيني في الداخل في سجون عربية، ودون تهمة حقيقية، وفي ظروف سيئة، فإن ذلك يخالف كل قيمنا الإسلامية، وقيمنا العربية، وأدعو العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أن يفرج عن المعتقلين في ظل أجواء هذا الشهر المبارك.

ونحن نعجب أشد العجب لهذا التصرف، والجميع يعلم أننا لم نستهدف المملكة ولا غيرها بضرر، وإن الدوافع الخارجية وراء هذا التصرف لا تصب في مصلحة المملكة، عوضًا عن أنها توقع ضررًا بليغًا بالقضية الفلسطينية.

– ماذا عن الحالة الصحية للمعتقلين، وتحديدا ممثل الحركة السابق الدكتور محمد الخضري؟

عمل الدكتور محمد الخضري وإخوانه على دعم الشعب الفلسطيني، بما تسمح به القوانين السعودية، وكان ممثلًا لنا هناك، وراعيًا لأسس العلاقة، وكان موضع استشارتهم وثقتهم، ولا يوجد مبرر لبقاء الخضري الذي يبلغ من العمر 83 عامًا في السجون، خصوصًا وأنه يعاني من ظروف صحية بالغة السوء، وتتدهور باستمرار، ومنها عدم قدرته المشي ومكوثه بالمشفى لأوقات طويلة.

– بعد توليكم منصب نائب رئيس “حماس” في الخارج، ما هي رؤيتكم للدور الذي من الممكن أن يقوم به “فلسطينيو الشتات” في نصرة القضية الفلسطينية؟

يجب العمل على إعادة الدور الريادي لفلسطينيي الشتات، وموقعهم الصحيح في الصراع مع العدو، والاشتباك معه في جميع المستويات، ولهذا فإننا سنعمل لأجل ذلك، خصوصًا وأن تهميش فلسطينيي الخارج الذين يبلغ عددهم نحو سبعة ملايين نسمة، لا يصب إلا في مصلحة الاحتلال، وتعطيلٌ لطاقات شعبنا الفذة.

في الحقيقة إن فلسطينيي الخارج موجودون في مختلف القارات، ويكاد لا تخلو دولة من وجود جالة فلسطينية، ولهذا فإن العمل سيكون وفق خريطة وجود الفلسطيني، رغم وجود العديد من المحاذير ومنها وجود الحركة على “قوائم الإرهاب” في عدد من البلدان، ونحن نعي توازن القوى، ونعي أن التشظي الجغرافي للفلسطينيين يشكل عائقًا، ومع ذلك سنعمل على إعادة إحياء العمل الفلسطيني المحلي داخل بلدان الشتات، وفي إنشاء روابط بين هذه الجاليات، وتنسيقيات على أساس الانتشار، والأساس المهني والتخصصي، وزيادة مستوى انخراطهم في القضية والمواجهة مع العدو وحصاره في الخارج.

كما أن تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، تشكل حجرَ أساس في تفعيل الفلسطيني، وأن يكون لهم موقع أصيل في القرار الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...