عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

القدس محتلة في رمضان

خالد معالي

هل يعلم مليارا مسلم في شهر رمضان، أن جزء من عقيدتهم محتل؟ وأن القدس تئن صباح مساء من ضربات الاحتلال؟ إن كانوا يعلموا فلماذا لا يحركوا جيوشهم لتخليصها من الاحتلال الغاشم، أم أن الوهن والكوابيس تغشاهم؟!

الدفاع عن القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، لا يخص المقدسيين والفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من أمة المليارين، والاحتلال يريد أن يفرض بقوة السلاح أمنه واستيطانه وتهويده للقدس العربية المسلمة.

يا أمة العرب والإسلام، إنها القدس، التي مكث الصليبيون فيها قرابة مائتي عام واحتلوها 90 عاما متواصلا، فهل رضخت القدس لهم ورضيت بهم واستكانت لهم! إذن هذا هو حال الاحتلال الحالي للقدس، والذي سيخرج منها صاغرا ذليلا مهما طال الزمن، ولكن متى تتحركوا؟! فقد بلغ السيل الزبى.

القدس المحتلة، كانت حزينة في أول جمعة رمضانية، ورغم ذلك، شدة وتزول، فعبر التاريخ كانت ملازمة للوعي السياسي الجمعي للأمة، ولا تخلي عنها، وما هي إلا غمامة صيف سرعان ما تزول.

لاحظ معي أيها القارئ أن دولة المشروع الصهيوني تطوق القدس بالمستوطنات وتهود المدينة المقدسة، كنسخة معاصرة للإمارات الصليبية التي أقامتها فتوحات الفرنجة في المنطقة قبل ألف عام، فهل الإمارات خلدت الاحتلال الصليبي المدعوم من دول أوروبا قاطبة، وقتها؟!

للقدس، دلالات، وعقيدة دينية متجذرة راسخة رسوخ الجبال، يزداد لهيبا في شهر رمضان المبارك، فراح الاحتلال يمعن في غطرسته ويمنع دخول القدس المحتلة لمواطني الضفة الغربية ليصلوا في المسجد الأقصى بحجة التصاريح وتلقيح كورونا.

استفزاز وتحدي وهو مواصلة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في شهر رمضان واستباحتهم له، “نتنياهو” يجس نبض الفلسطينيين والشارع العربي والإسلامي في هذا الأمر كي يهود ويقسم المسجد الاقصى، ويواصل خنق القدس بكتل استيطانية وتدمير بيوت أهلها، وجعل اليهود أغلبية مطلقة فيها.

وامعتصماه لا تجد صدى، ففي شهر رمضان، ما يجري للقدس من تهويد ساعة بساعة، ليس مقتصرا على حي من أحيائها كجبل المكبر أو سلوان أو الشيخ جراح أو البلدة القديمة، وغيرها، بل يطال الاستهداف كل نقطة وحتى ذرة تراب في المدينة المقدسة، ووفق خطة ممنهجة ومدروسة، ذات رؤى وأبعاد إستراتيجية ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس، حيث تترك وحيدة في مواجهة مخططات الاحتلال.

 صحيح أن الاحتلال قوي اليوم، ولكن غدا هو ضعيف، وواقع وجود الاحتلال وإن طال ظاهريا في فلسطين هو كشوكة في حلق أمة المليار ونصف سرعان ما تجد الأمة الإسلامية طريقة لإزالة الشوكة ولفظها.

يا عرب ويا مسلمين، في شهر رمضان لا يطلب أهل القدس الكثير، فهم يطالبون الدول العربية بخطوات عملية بسيطة وسهلة، مثل إغلاق سفارات الاحتلال، ودعم الجهود المناوئة للاحتلال، وشن حملات إعلامية مكثفة تعري الاحتلال أمام الدول وشعوب العالم، وعدم حرمان القدس من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية بعد قرابة شهر من الآن، فهل هذا كثير على القدس وأقصاها وقبة صخرتها التي فداها المسلمون بالغالي والنفيس؟

كل يوم وساعة، ما يمارس بحق القدس وسكانها ومقدساتها على درجة عالية جداً من الخطورة، وصل وتعدى الخطوط الحمر جميعها ويتطلب مواقف وأفعالا فلسطينية وعربية وإسلامية نوعية، تتجاوز الروتين المعروف من بيانات الشجب والاستنكار.

على الأمة أن تتحرك لنصرة الفلسطينيين والقدس والأقصى ولو بأضعف الإيمان، وعدم تركهم وحدهم ليستفرد فيهم “نتنياهو”، ولولا المقاومة والنفس المقاوم، لصار حال الأمة والقدس في خبر كان، وفي هذا الشهر الفضيل باتت الفرصة مهيئة لنصرة القدس، فليفعلها زعماء العرب والمسلمين؟! نأمل ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات