الإثنين 17/يونيو/2024

الملوخية.. طبق اليوم الأول في رمضان على موائد الغزيين

الملوخية.. طبق اليوم الأول في رمضان على موائد الغزيين

وسط مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة اجتمعت مجموعة من النساء على أعتاب بيوتهن مع صبيحة اليوم الأول من رمضان، وأمام أكوام من عروق الملوخية الخضراء، من أجل استقبال رمضان بأول يوم إفطار بهذه الطبخة التي تعرف بأنّها الطبق الأساس على موائد غالبية الغزيين في قطاع غزة.

وتقول أم سائد حتحت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّها اعتادت هي وجارتها وأخواتها أن يطبخن الملوخية منذ أزمنة طويلة في استقبال الإفطار الأول من شهر رمضان، لتؤكّد أنّها طبخة مشهورة في بيوت كثير من أهالي كطبق أساسي في أول أيام الشهر الفضيل.

وتشير جارتها أم يونس، إلى أنّها لا تميل إلى طبخ الأنواع الغربية من الطعام، بل تفضل هي وأسرتها الاعتناء بالأكلات الشرقية، وأبرزها الطبخات المشهورة في فلسطين وخاصة غزة الملوخية، والمقلوبة، والفتة بالدجاج.

طبخة قديمة

وتعرّف الفلسطينيون على طبق الملوخية عبر الحقبة المصرية التي كانت قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وكانت تسمى آنذاك “ملوكية”؛ نظراً لفوائدها الكبيرة، وكانت تشتهر بأنّها أكلة الملوك، عدا عن فوائدها الغذائية وسهولة هضمها والتي تتناسب تلقائياً مع إفطار اليوم الأول من رمضان.

وتنتشر طبخة الملوخية في العديد من الأقطار العربية، وأبرزها بلاد الشام ومصر والسودان وبلاد المغرب العربي، وتتميز البلدان في اختلاف طرق إعدادها بأشكال وأنواع مختلفة.

كعبها أخضر!

وتتمسك أم حمزة الناجي بالعادة التي ورثتها عن أمها وجدتها بإعداد المولخية طبقًا أساسيًّا على مائدة اليوم الأول من أيام رمضان، وتقول لمراسلنا: إنّها ووالدتها وجدتها كنّ ولا يزلن يحدثْنها عن هذه الطبخة التي توصف بأنّها “كعب أخضر” على البيت الذي يطبخها.

وتضيف: “نشعر بسعادة كبيرة في استقبال رمضان من عشرات الأعوام بطبق الملوخية في أول أيام الشهر الفضيل من كل عام، ولا نملّ من هذه العادة؛ فهي تشجعنا على التفاؤل بالخير لما هو قادم”.

وتشير أم أيمن المغربي أنّها لا يمكن أن تستغني عن طبخة الملوخية في أول أيام شهر رمضان، فهي عدا عن أنّ “كعبها أخضر” كما تقول؛ فهي وجبة محببة ومفيدة للكبار والصغار، وأسهل في التناول من أي وجبات أخرى خاصة مع اليوم من شهر رمضان، الذي يحتاج إلى شيء خفيف على معدة الصائم.

وتقول المغربي لمراسلنا: إنّها تنطلق بنفسها مع صبيحة اليوم الأول من شهر رمضان في كل عام لشراء أجود أوراق الملوخية، لتعدها طبقا رئيسا إلى جانب الفتة بالدجاج والمقبلات الأخرى والعصائر.

إقبال كبير

ويقول البائع عبد الله النجار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ اليوم الأول من شهر رمضان يعد موسماً جيداً لبيع الملوخية، ولا يجد النجار تقديراً لحجم البيع الكبير للملوخية وسط نهار رمضان الأول، إلا أنّه يجزم أنّه يبيع مئات الكيلوات منها.

ويوضح أنّ غالبية أهالي غزة يفضلون شراء الملوخية بعروقها؛ نظراً لاستمتاعهم بتنقية أوراق بأيديهم، إلا أنّ ذلك لا يمنعه من استجلاب مزيد من العمال من أجل قطف أوراق الملوخية وبيعها للزبائن الذين يرغبون بشرائها مقطوفة وجاهزة.

ويستغرق -وفق النجار- قطف كيلو ملوخية واحد نحو ساعة من أجل تصفيتها من الشوائب، وقطفها لتجهز للطبخ بشكل أفضل، وحول الأسعار يشير إلى أنّها في متناول أيدي المواطنين؛ حيث لا يزيد سعر الكيلو غالب الأحوال عن اثنين أو ثلاثة شواكل في مثل هذا الموسم من كل عام. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...