عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

خالد مشعل.. سيرة مجاهد ومسيرة قائد

خالد مشعل.. سيرة مجاهد ومسيرة قائد

عاد اسم رئيس المكتب السياسي السابق لحركة “حماس” خالد مشعل إلى الواجهة وعناوين الأخبار الأولى، عقب إعلان الحركة عن انتخابه رئيساً للحركة في إقليم الخارج، بعد 4 سنوات من تركه رئاسة الحركة وخلافة إسماعيل هنية له.

ولا يمكن أن يمر اسم خالد مشعل دون أن يستذكر الجميع محاولة الاغتيال التي تعرض لها من الموساد الإسرائيلي عام 1997، في الأردن، وما نتج عنها من إفراج الاحتلال “الإسرائيلي” عن الشيخ أحمد ياسين، مقابل تسليم الأردن لعناصر الموساد الذين تورطوا في الجريمة.

فمن هو “أبو الوليد” خالد مشعل الذي حاول الاحتلال “الإسرائيلي” اغتياله منذ 24 عاماً، ويعود اليوم ليقود حماس في الخارج في بيئة إقليمية معقدة، والقضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها، وبعدما قاد الحركة رئيساً لمكتبها السياسي لأكثر من 20 عاماً؟!

فلسطين والكويت
خالد عبد الرحيم مشعل ولد يوم 28 مايو/أيار 1956 في بلدة سلواد بقضاء رام الله، وكان والده عبد الرحيم مشعل أحد المجاهدين الذين شاركوا في مقاومة الانتداب البريطاني وفي الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.

وفي ستينيات القرن الماضي توجه والده عبد الرحيم إلى الكويت للعمل فيها، والتحقت به أسرته عام 1967 وظلت هناك حتى اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 إثر اجتياح العراق للكويت.

درس خالد مشعل الابتدائية في بلدته سلواد، ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في الكويت، والتحق بجامعة الكويت عام 1974 وحصل فيها على درجة البكالوريوس في الفيزياء عام 1979، ويحمل إجازات في القرآن الكريم الذي أتمَّ حفظه وأتقن بعض فنونه.

عمل خالد مشعل مدرسا للفيزياء طيلة وجوده في الكويت، بالإضافة إلى اشتغاله بالعمل في خدمة القضية الفلسطينية.

“الإخوان” و”حماس”
انضم “مشعل” إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1971، وقاد الطلاب الإسلاميين الفلسطينيين في جامعة الكويت تحت اسم “كتلة الحق الإسلامية” التي نافست قوائم حركة فتح على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت.

وبعد ثلاث سنوات من تأسيس الكتلة جرى تأسيس الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين التي كانت إحدى اللبنات التأسيسية لحركة حماس.

يعدُّ مشعل أحد مؤسسي حركة حماس، وهو عضو مكتبها السياسي منذ تأسيسه، وتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة في ما بين عامي 1996 و2017، وتمَّ تعيينه قائدا لها بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 23 مارس/آذار 2004.

محاولة اغتيال فاشلة
تعرض مشعل يوم 25 سبتمبر/أيلول 1997 لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الأردنية عمَّان من عميلين من الموساد الإسرائيلي يحملان جوازات سفر كندية، وقد عملا بتوجيهات مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وألقت السلطات الأردنية القبض على “الإسرائيليين” الضالعين في عملية الاغتيال، واشترط الملك حسين على الاحتلال إحضار العلاج القادر على مكافحة السمِّ الذي دخل جسم مشعل والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين الذي كان محكوما بالسجن مدى الحياة مقابل إطلاق سراح العميلين، وهو ما تمَّ بالفعل.

اعتقل مشعل يوم 22 سبتمبر/أيلول 1999 في الأردن بعد عودته من إيران حين قررت السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حماس، حيث أُبعد إلى قطر يوم 21 نوفمبر/تشرين الآخِر 1999.

سوريا ثم قطر
في 22 سبتمبر 1999م اعتقلته السلطات الأردنية وعدداً من قيادات الحركة، بعد قرار إغلاق مكاتب حماس في الأردن، كما اعتقلت عدداً من كوادرها، ثم أبعدته عن أراضيها مع ثلاثة آخرين من قيادات الحركة، إلى العاصمة القطرية الدوحة في 21 نوفمبر 1999، حيث أقام فيها حتى بداية عام 2001.

انتقل بعدها إلى سوريا وأقام فيها قرابة أحد عشر عاما، ومن هناك واصل قيادته للحركة في مرحلة زاخرة بالأحداث والتطورات، خاصة الانتفاضة الثانية عام 2000، وتطور المقاومة بأشكالها وأدواتها، وتحرير غزة عام 2005، وفوز الحركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، ومعركة الفرقان 2008-2009.

وواصل مسؤوليته في ترسيخ العمل الوطني المشترك عبر تحالف القوى الفلسطينية، ومن خلال التحرك مع مختلف الفصائل والشخصيات الوطنية والإسلامية: نضاليا وسياسيا وجماهيريا وحول مختلف ملفات القضية وهموم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

حصل في دمشق على إجازة في القرآن الكريم من الشيخ عبد الهادي الطباع بسند متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم عام 2007، ثم أجازه الشيخ بكري الطرابيشي، شيخ عبد الهادي الطباع، ثم أجازه شيخ قراء الشام الشيخ كريم راجح، وبعد ذلك أتم حفظ القرآن الكريم كاملا في 17 رمضان عام 2010.

في يناير 2012 غادر دمشق إلى الدوحة، حيث يقيم فيها حتى الآن.

برز دوره في بناء ونسج العلاقات السياسية للحركة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، مع القادة والحكومات والمنظمات والهيئات.

وشارك في صياغة الفكر السياسي للحركة وتطويره، وتكريس ملامحه في الوسطية والانفتاح والحوار والتسامح والوحدة الوطنية والشراكة مع الآخرين، مع التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، والتأكيد الدائم على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وقدسه وفي مقاومة الاحتلال.

زيارة غزة
زار خالد مشعل قطاع غزة لأول مرة في 7 ديسمبر 2012، وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس: إن زيارة مشعل لغزة هي ثمرة للنصر الذي حققته المقاومة على الاحتلال.

وتعد زيارة مشعل هي الأولى للأراضي الفلسطينية منذ مغادرته الضفة المحتلة وعمره 11 عاماً، وكان في استقبال مشعل قيادات فلسطينية وفصائلية ووطنية لدى وصوله معبر رفح، حين خرجت الجماهير الفلسطينية لاستقباله على طول الطريق حتى وصوله إلى مدينة غزة.

وفي 6 مايو/أيار 2017 انتخب مجلس شورى الحركة إسماعيل هنية خلفا له في رئاسة مكتبها السياسي، واليوم أعادت الحركة انتخابه ليكون رئيساً لها في إقليم الخارج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات