عاجل

السبت 04/مايو/2024

ورقة علمية.. العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية

ورقة علمية.. العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي تحت عنوان: “العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية”.

استعرض الباحث تاريخ العلاقات الإسرائيلية مع أمريكا اللاتينية، وقسمها إلى ثلاث مراحل: أولها الاعتراف المتبادل، وثانيها التذبذب في العلاقات، أما المرحلة الثالثة فهي التي شهدت انعكاس التطبيع العربي على الموقف الأمريكي اللاتيني.

فمع عقد المعاهدة المصرية الإسرائيلية سنة 1979 وتزايد التشقق في الجدار الديبلوماسي العربي، اتسعت دائرة التصالح مع “إسرائيل” عربياً، وهو ما وفّر الأعذار للدول الأمريكية اللاتينية لمراجعة مواقفها تجاه “إسرائيل”، حيث انفتحت دول أمريكا اللاتينية على الإسرائيليين بشكل متسارع، فبدأت زيارات متبادلة بين القادة الإسرائيليين وبعض زعماء هذه المنطقة، وأصبح لدى “إسرائيل” في أمريكا اللاتينية مع بداية التسعينيات 18 سفارة، وبدأت “إسرائيل” في تقديم المساعدات الفنية لبعض هذه الدول، وفي استضافة المئات من المتدربين الأمريكيين اللاتينيين في مختلف الميادين.

ويرى بعض الباحثين أن لوزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيجدور ليبرمان دوراً مهماً في نقل مستوى العلاقات الأمريكية اللاتينية مع “إسرائيل” منذ سنة 2009، حيث زار البرازيل، والأرجنتين، والبيرو، وكولومبيا. وكان الدافع المركزي وراء الزيارة هو “لجم النفوذ الإيراني المتزايد في تلك المنطقة”، مستغلاً مناسبة ذكرى وقوع الانفجار في مركز يهودي في الأرجنتين سنة 1994، الذي قتل فيه العشرات من الأفراد، واتُهمت إيران وحزب الله فيه. وعزز بنيامين نتنياهو هذا التوجه حيث قام خلال الفترة 2017–2020 بزيارة أمريكا اللاتينية أربع مرات، شملت دولاً عديدة مع تركيزه على الدول المركزية في أمريكا اللاتينية كالبرازيل، والمكسيك، والأرجنتين…إلخ..

وقد شكّل وصول جايير بولسونارو رئيساً للبرازيل نقطة تحول لصالح التيارات اليمينية المساندة لـ”إسرائيل”، وظهر هذا التحول في مواقف الدول الأمريكية اللاتينية الأكثر أهمية ووزناً في القارة عندما أيد بولسونارو مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة موحدة لـ”إسرائيل”، وتعهد بنقل السفارة البرازيلية إليها، ثم قام بزيارة “إسرائيل” في سنة 2019، مؤكداً على انحياز واضح للموقف الإسرائيلي والتحول عن المواقف البرازيلية التقليدية، متسقاً في ذلك مع مواقف التيار الإنجيلي (المحافظون البروتستانت). لكن بولسونارو واجه ضغوطاً من الاقتصاديين البرازيليين الذين رأوا أن نقل السفارة للقدس قد يضر بمصالح البرازيل التجارية مع العرب، خصوصاً أن البرازيل تحتل صدارة قائمة دول العالم في تصدير اللحوم للعالم العربي بقيمة خمسة مليارات دولار سنوياً، من أصل 16 مليار دولار هي مجموع صادراتها إلى الشرق الأوسط، بينما لا يزيد إجمالي تجارتها مع “إسرائيل” عن 3% من إجمالي تجارتها مع بقية الشرق الأوسط. غير أن موجة التطبيع العربية الأخيرة أعطت هامش حركة أوسع كثيراً لبولسونارو في هذا الاتجاه.

وعن مستقبل العلاقات الأمريكية اللاتينية مع “إسرائيل” حدد د. وليد عبد الحي أربعة عوامل باعتبارها متغيرات رئيسية في تشكيل التوجهات السياسية الأمريكية اللاتينية تجاه “إسرائيل” وهي: القوى السياسية المتنافسة داخل أمريكا اللاتينية، والعلاقات الاقتصادية، والعلاقات العسكرية، بالإضافة لدور الأقليات العربية واليهودية في أمريكا اللاتينية.

ورأى أن القوى السياسية المساندة لـ”إسرائيل” تتمثل في البنية السياسية لأمريكا اللاتينية في ثلاث قوى هي: الإنجيليون، والتيارات اليمينية العسكرتارية، وجماعات الضغط اليهودية. وتقابل هذه القوى معارضة لـ”إسرائيل” من التيارات اليسارية ومن النخب الثقافية، وعلى الرغم من الثقل الكبير للدور الأمريكي في هذه المنطقة، فإن دور التجارة الإسرائيلية، ومبيعات السلاح، ودعم التيارات اليمينية، وتوظيف الشركات الأمنية الخاصة، كلها عوامل تعزز من النفوذ الصهيوني هناك.

وأوصى الأستاذ الدكتور عبد الحي التيار المقاوم أن يضع استراتيجية للتعامل مع هذه المنطقة على الأسس التالية:

 مدّ الجسور مع التيارات اليسارية في أمريكا اللاتينية خصوصاً أن لهذه التيارات قاعدة جماهيرية مهمة. ولعل في تبرئة القضاء البرازيلي للرئيس البرازيلي السابق لويس لولا دا سيلفا من تهمة الفساد في آذار/ مارس 2021، ما يفتح المجال أمام احتمال عودته للمنافسة على الرئاسة في الانتخابات البرازيلية القادمة سنة 2022. وهو ما يستوجب حشد أصوات البرازيليين من أصول عربية لمساندته لمواجهة الرئيس بولسونارو الأكثر تأييداً لـ”إسرائيل”.

 العمل على تنظيم جماعات الضغط والاتحادات العربية ودعمها، خصوصاً في أماكن تمركز الجاليات العربية، والتواصل معها، والاسترشاد بتصوراتها لكيفية التعامل مع دول ومجتمعات أمريكا اللاتينية، بحكم الخبرة الطويلة للهيئات العربية المقيمة هناك.

 زيادة الدراسات المتخصصة في متابعة النشاط السياسي والاقتصادي والعسكري الإسرائيلي في هذه المنطقة، لوضع أسس استراتيجية التعامل مع هذه المنطقة على أسس علمية.

لقراءة الورقة العلمية كاملة انقر هنا

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات