الأربعاء 26/يونيو/2024

ماذا غيرت 12 عامًا من الاعتقال السياسي في ملامح عبد الفتاح شريم؟

ماذا غيرت 12 عامًا من الاعتقال السياسي في ملامح عبد الفتاح شريم؟

بملامح متغيرة تماما، وشعر رأس ولحية غزاهما الشيب، ظهر الأسير المحرر عبد الفتاح شريم، بعد 12 عاما من الاعتقال في سجون السلطة.

وأفرجت أجهزة أمن السلطة، مساء الأحد، قبل أقل من 3 أشهر من موعد انتهاء محكوميته البالغة 12 عاما، والتي جاءت لمعاقبته لمجرد إيواء شهيدين من كتائب القسام.

وأثارت صورة للأسير المحرر قبل الاعتقال وبعده، الشجون والغضب لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من ظلم ذوي القربى الذي استمر 12 عاما، ليصدق فيه قول الشاعر “ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند“.

واعتقلت أجهزة شريم في حزيران 2009 بدعوى إيواء الشهيدين القساميين إياد ابتلي ومحمد عطية، اللذين استشهدا في بيته إثر هجوم أجهزة السلطة المسلح عليهم.

وعلى مدار سنوات عانى عبد الفتاح شريم، من الاعتقال السياسي والتنكيل الذي لم تسلم منه أفراد أسرته ليدفع ضريبة من عمره وصحته وحياته، لأنه أحب المقاومة وساهم في العمل لحرية وطنه.

ولد الأسير شريم في مدينة قلقيلية، وكان أحد شباب مساجدها وممن يشهد له بأخلاقه ودينه، وهو متزوج وله طفلتان؛ آية 8 سنوات، وجنى 4 سنوات.

اعتقالاته وتضحياته
تعرض شريم للاعتقال لدى الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، وكان أحد شباب حماس في مدينته قلقيلية.

لم يسلم عبد الفتاح كغيره ممن تعرضوا لظلم ذوي القربى؛ فقد فصل من وظيفته وحورب في رزقه، وصادرت أجهزة السلطة ممتلكاته، وأحرقت مكتبته الخاصة.

اعتقلت أجهزة السلطة عبد الفتاح شريم سياسيا عام 2007 أول مرة وتعرض خلالها للتعذيب الشديد.

وتلاحقت بعد ذلك رحلة المضايقات في أقبية التحقيق والاستدعاءات التي تواصلت بين الحين والآخر وشبه أسبوعيّ بحقه، ليتنقل شريم في الاعتقالات والاستدعاءات بين جهازي المخابرات والأمن الوقائي.

اغتيال المجاهدين ببيته
لم يكن يخطر ببال شريم أن إيواءه لمطاردي القسام سيكون له عواقب وخيمة لدى شركاء الوطن، فآوى المجاهدين الشهيدين القساميين؛ إياد ابتلي ومحمد عطية، حتى استشهدا في بيته إثر هجوم أجهزة السلطة المسلح عليهم، إضافة إلى اعتقالها القسامي علاء ذياب الذي فقد البصر في إحدى عينيه لاحقاً من شدة تعذيبه، ولا يزال معتقلا ويمضي حكما بالسجن 20 عامًا.

وعلى إثر ذلك، اعتقلت أجهزة السلطة عبد الفتاح في حزيران 2009 وتعرض لأصناف التعذيب لمجرد إيوائه مطاردي القسام، فخر الفلسطينيين في كل مكان.

اعتقال الزوجة.. وترك الأطفال
لم تتوقف الأمور عند حد اعتقال شريم؛ بل أقدمت أجهزة السلطة في حينه على اعتقال زوجته لتضاعف من عذاباته للضغط عليه.

واصلت أجهزة السلطة انتهاكاتها، فخرجت محكمة عسكرية بحكم قضائي يقضي بالحكم على زوجته ميرفت أحمد صبري بالسجن لعامٍ، واستمر اعتقالها أكثر من ستة أشهر قبل أن يفرج عنها بكفالة مالية عشرة آلاف دينار أردني دفعتها عائلتها.

المحاكمة
قدّمت أجهزة السلطة شريم للمحاكمة وكانت أولى المحاكمات، فأصدرت محكمة العدل العليا قراراً بالإفراج عنه بتاريخ 2/3/2010 لكن الأجهزة الأمنية لم تستجب للقرار وواصلت اعتقاله، فرفع دعوى أخرى وبعد تأجيل أكثر من مرة صدر قرار بردّ الدعوى بحكم عدم الاختصاص.

بعد ذلك حول شريم لمحكمة عسكرية بتاريخ 4/10/2010 م اتهمته بدورها بإيواء ما وصفته بـ”خلية تخريبية لحماس”، وأصدرت عليه حكماً بالسجن 12 عاماً.

وعلى الرغم من تردي وضعه الصحي لم تشفع له كل السبل للإفراج عنه بكفالة مالية أو ما سواه، حيث بقي يعاني من الاعتقال والتعسف.

إضراب عن الطعام
وفي سجن الوقائي في بيتونيا حيث كان يرسف أسيرنا طرق باب الجوع والمعدة الخاوية؛ علّها تكون السبيل للإفراج عنه عدة مرات، قبل نقله إلى سجن الجنيد بنابلس.

وبقي عبد الفتاح شريم طوال 12 عاما يرسف في سجون السلطة ينتظر فرجاً قريباً يعيده إلى أطفاله وزوجته ليلتم شمل أسرة شتّت الاعتقال السياسي شملها وزرع الخوف في نفوس أفرادها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...