المنطقة الصناعية التركية بجنين.. مشروع يرى النور بدعم أردوغان

مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أقلّ من شهر اعتماد المنطقة الصناعية التركية بجنين كأول منطقة صناعية للدولة التركية خارج الأراضي التركية تتأكد ملامح اهتمامه بكل التفاصيل المرتبطة بالحالة الفلسطينية.

وزير الاقتصاد العسيلي رأى في مؤتمر صحفي عقب الإعلان التركي أن ذلك يشكل دفعة قوية للمنطقة الصناعية التركية بجنين والتي طال انتظارها، مشيرا إلى تسارع الأعمال فيها ودورها المأمول في توفير عشرات الآلاف من فرص العمل لأبناء المنطقة.

وأضاف أن الدعم التركي يبلغ 10 ملايين دولار، ومخصص للبنية الداخلية للمنطقة الصناعية، مشيرا إلى خطة لجلب مصانع تركية للعمل في المنطقة نفسها.

وقال: إن الاتفاق مع الأتراك يتضمن إحضار مصانع تركية للعمل في المنطقة الصناعية.

المنطقة الصناعية التركية
الهدف من إحضار المصانع التركية، وفق العسيلي، “إنتاج منتج فلسطيني في فلسطين وتصديره للخارج، والاستفادة من الاتفاقيات المبرمة بين السلطة الفلسطينية والعالم”.

وأشار وزير الاقتصاد الفلسطيني إلى أن وجود المصانع التركية يؤثر إيجابيا على عمليات التصدير وتعديل الميزان التجاري، و”يمكن أن يوفر نحو 5 آلاف فرصة عمل مباشرة، و15 ألفا غير مباشرة”.

وحصل في هذا السياق مؤخرا اتحاد الغرف والبورصات التركية “TOBB” على تصريح لإقامة منطقة صناعية في جنين، ونشرت الجريدة الرسمية التركية قرار رئيس الجمهورية حول الموضوع، وهي خطوة عملية أخرى باتجاه ترتيب الجانب الإداري للمشروع.

إنجاز متسارع
وقال مدير شركة (ALKE) التركية المشرفة على تطوير المنطقة الصناعية أيهان كمال أوغلو لمراسلنا: إن أعمال البنية التحتية في المنطقة الصناعية تجرى بتسارع هذه الأيام لإنجاز جميع الأعمال المرتبطة بها.

وأشار لمراسلنا إلى أن كل العقبات التي كانت تعترض العمل وأخّرته لسنوات طويلة قد أزيلت؛ ما يفتح آفاقا لإكمال المشروع وفق ما خطط له.

وأردف أنه إلى جانب الدعم التركي فإن الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني (KfW) تسهم بـ 18 مليون يورو في المشروع، في حين ستتولى هيئة المدن الصناعية التركية تشغيله بعد ذلك، وعدّ المشروع رافعة اقتصادية كبيرة للمنطقة سوف تشغل نحو عشرين ألف فلسطيني، وتجذب مصانع كبيرة للاستثمار فيها.

بداية الفكرة
وبدأت فكرة إنشاء مشروع منطقة صناعية حرة في مدينة جنين عام 1999، لكنها تعثرت عدة مرات سيما ما ارتبط بمعيقات من الجانب الإسرائيلي، وكذلك تملّك الأراضي لكونها محاذية لجدار الفصل العنصري في منطقة مرج ابن عامر، قبل أن يُعاد العمل في الشروع عمليا العام الماضي.

المنطقة الصناعية التركية
والمنطقة الصناعية المقررة إقامتها تمتد على 1100 دونم، وتقع على بعد حوالي 3 كيلومترات إلى الشمال من مركز مدينة جنين، وستقام عليها مصانع غذائية ومصانع للنسيج وتركيب السيارات.

قراءة التاريخ
ويعدُّ الباحث في تاريخ جنين محمد خلف لمراسلنا أن أردوغان قارئ جيد للتاريخ، وهو يعيد الاهتمام لكل المناطق التي كانت تدعم العثمانيين ووقفت معهم؛ لذلك ليس صدفة الاهتمام بمحافظة جنين من الرئيس أردوغان.

وأضاف: “جنين هزمت نابليون وكليبر وملينير من قادة الجيش الفرنسي خلال حملاتهم لاحتلال بلاد الشام، وقدموا وقفة مشهودة في الدفاع عن مدينة عكا خلال حصارها من الجيش الفرنسي”، كما كان أبناؤها السبب الرئيس في هزيمة المغول في فلسطين حيث عرف أبناؤها بذوي البأس في القتال.

وأضاف: قدمت جنين للدولة العثمانية الكثير؛ فقد كانت خزانا بشريا لجيشهم في السيطرة على المناطق المتمردة، وزارها الخليفة العثماني سليمان القانوني وعيّن أحد أقاربه حاكما لها، وكانت تعد سيف العثمانيين في المنطقة، ومن أوكل إليهم تأمين خط سير الحجيج من قبلهم.

وأشار إلى أن مدينة جنين كانت آخر مدينة سقطت بيد الإنجليز عقب سقوط الدولة العثمانية واحتلال فلسطين وإعلان الانتداب البريطاني.