عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الأكاديمي المخضرم عبد الستار قاسم.. فلسطين تفقد صوتا للحق والحقيقة

الأكاديمي المخضرم عبد الستار قاسم.. فلسطين تفقد صوتا للحق والحقيقة

فلسطين تودع رجلًا كبيرًا من رجالاتها العظام، كان صوتًا طالما صدح بالحق والحقيقة، لم ترهبه سجون الاحتلال، ولا زنازين السلطة الفلسطينية.

طالما رفض نهج التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وكثيرا ما دخل في أتون مواجهات مع رموز السلطة بسبب انتقاده نهج “أوسلو”، وكثيرا ما وقف في وجه فساد السلطة.

وأعلن -مساء اليوم الاثنين- وفاة البرفيسور عبد الستار قاسم في مدينة نابلس؛ إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وأصيب “قاسم” قبل أيام بفيروس “كورونا”، وأُدخل إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى النجاح الوطني.

لم يتردد يومًا في الاستجابة لمكالمات مراسلي “المركز الفلسطيني للإعلام” في أحلك الظروف والأوقات؛ حيث كان الراحل الكبير ضيفًا دائما في أروقة الموقع وصفحاته.

قامة كبيرة

صديق الراحل قاسم، د. جمال عمرو، أكد أنه برحيل القامة الفلسطينية عبد الستار قاسم، تفقد فلسطين رجلاً عزيزاً نافح الباطل، وجهر بالحق، قائلاً: “هؤلاء يترجلون وهم ينتجون في الحقول، وأمثال هؤلاء خسارة لكل فلسطين وكل الأحرار، ورحيلهم رحيل مؤلم”.  

وأضاف عمرو، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “يأتي رحيل أ.د. قاسم، في سياق جراح نازفة تمر بها فلسطين، وفي الليلة الظلماء يفتقد القمر، وفلسطين تمر في محنة وغزوة عسرة ولا مخذل عنها إلا القليلين، وترجل ورحيل د. قاسم خسارة لنا جميعاً، ولا نامت أعين الجبناء”.  

وتابع بالقول: “لطالما أرعب الراحل الجبناء، وكان لهم بالمرصاد، رحيله في هذه المحنة، يأتي في ظل جائحة الاحتلال وجائحة كورونا”.

وأردف: “كان أمثال الدكتور عبد الستار قاسم البلسم في مقارعة الظالمين بشتى أشكالهم، والمقارع لفيروسات الاحتلال وأتباع الاحتلال. رحيله مؤلم لكل الأحرار، حيث يلتحق بكوكبة من الراحلين نحتسبهم شهداء وهم من خيرة المرابطين، وكوكبة مهمة ولها بصمات”.  

وبصوت مؤلم، يؤكد عمرو لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن رحيل قاسم يأتي في وضع صعب، تعيشه القضية الفلسطينية؛ حيث موجة من التطبيع تقودها دول عربية، طالما قارعها بكلماته وقلبه المقاوم”.  

وأردف بالقول في مناقب الراحل، قائلاً: “نحن في أمسّ ما تكون الحاجة للراحل في مقارعة المحتل وأتباعه والتصدي بكل الطرق للظالمين، حيث كان له الأثر والهيبة في مقاومتهم، ومنافحاً عن الحريات في فلسطين”.  

وأكد أنه كان شخصية متعددة المهمات؛ حيث كان مصلحا اجتماعياً، وناشطاً سياسياً وحقوقياً، يدافع عن القدس ونابلس وكل فلسطين، عدا عن عمله الأكاديمي في خدمة طلبة فلسطين.  

وختم حديثه بالقول: “د. عبد الستار قاسم فاز بمقارعة الظالمين، ويفتخر بالحق ونصرته”.  

من هو قاسم؟
ولد عبد الستار قاسم في بلدة دير الغصون بطولكرم عام 1948م، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

كما حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة ولاية كنساس الأمريكية، ثم درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميزوري الأمريكية، ثم الدكتوراه في الفلسفة السياسية من الجامعة ذاتها أيضاً عام 1977.

عمل أستاذا في جامعة النجاح الوطنية، وأستاذا مساعدا في الجامعة الأردنية عام 1978، وأنهيت خدماته بعد سنة ونصف (عام 1979) لأسباب سياسية على إثر اجتياح “إسرائيل” لجنوب لبنان، وسابقاً أستاذا في جامعة بيرزيت، وجامعة القدس.

وحاز على جائزة عبد الحميد شومان في مجال العلوم السياسية.

اعتقالات في سجون السلطة
اعتقلته أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية كثيرًا، وكانت ما تفتأ تضجر من مواقفه السياسية وانتقاداته اللاذعة ضد نهج السلطة الفلسطينية.

فقد اعتقله جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية بعد أن دهم منزله في إبريل 2009.

وواجه إبانها قضية تشهير لتصريحات أدلى بها عبر محطات تلفزة فضائية، وتم توجيه تهمة له بهذا الشأن.

كما اعتقلته قبل ذلك أجهزة السلطة في الضفة الغربية بمدينة نابلس لعدة أيام وأطلق سراحه بعد ذلك.

وفي عام 2011، وبعد ساعات على بيان عدة أطر فتحاوية تطالب بملاحقته، أصدرت النيابة العامة في مدينة نابلس قرارا باحتجازه يومين (48 ساعة) بناء على شكوى تقدم بها رئيس جامعة النجاح الوطنية رامي الحمد الله، على خلفية كتابته مقال حمل عنوان “بين إدارة النجاح والقضاء الفلسطيني”.

ثم حاولت السلطة محاكمته، ومَثل أمام محكمة فلسطينية بتهمة القدح والذم بحق أحد أفراد أمن السلطة بمدينة نابلس.

كما اعتقلته أجهزة السلطة في مدينة نابلس، يوم 2-2-2016،، من منزله في حي “نابلس الجديدة” بالمدينة.

يومها زعمت حركة “فتح”، أن قاسم دعا لتنفيذ حكم الإعدام بحق رئيس السلطة، محمود عباس، ورؤساء الأجهزة الأمنية، خلال مقابلة تلفزيونية، الأمر الذي نفاه قاسم جملة وتفصيلا.

في سجون الاحتلال

اعتقلته “إسرائيل” مرات كثيرة إبان الانتفاضة الأولى عام 1987م، ومنعته من السفر خارج فلسطين 27 عاما.

كما اعتقلته أسبوعًا إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014.

محاولات قتل وتهديد

كما تعرض الراحل لكثير من محاولات القتل؛ فقد تعرضت سيارته الخاصة للحرق من أشخاص مجهولين في حين كانت في منزله في منطقة الجبل الجنوبي بمدينة نابلس، ولم تعرف أسباب ذلك أو من يقف خلفها.

كما أوردت تقارير أن الراحل تعرض لـ8 اعتداءات بين الضرب وإطلاق الرصاص المباشر عليه وحرق مركبته، إضافة لعشرات رسائل التهديد.
 
وكان مسلحون هاجموا الراحل قاسم يوم 5-8- 2014، وأطلقوا عليه النار بهدف “اغتياله وتصفيته”، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل بعد فراره من بين أيديهم.

ووقعت محاولة “الاغتيال” كما وصفها الدكتور قاسم -حينها- على بعد مائتي متر من منزله في منطقة نابلس الجديدة شمال الضفة الغربية، حيث هاجمه ثلاثة شبان ملثمين -كانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية- في حين تهيأ للوقوف لتصعد زوجته بالمركبة.

مؤلفات
صدر له من الكتب 25 كتابا، وكتب حوالي 130 بحثا علميا، وآلاف المقالات.

له العديد من الكتب منها:

الفلسفة السياسية التقليدية
سقوط ملك الملوك (حول الثورة الإيرانية)
الشهيد عز الدين القسام
مرتفعات الجولان
التجربة الاعتقالية
أيام في معتقل النقب
حرية الفرد والجماعة في الإسلام
المرأة في الفكر الإسلامي
سيدنا إبراهيم والميثاق مع بني إسرائيل
الطريق إلى الهزيمة
الموجز في القضية الفلسطينية
قبور المثقفين العرب

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...