الجمعة 31/مايو/2024

جائحة كورونا.. ادّعاء الاحتلال لإمعان جرائمه بالقدس

جائحة كورونا.. ادّعاء الاحتلال لإمعان جرائمه بالقدس

بدعوى جائحة “كورونا” والإجراءات التابعة لها، يمعن الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه المتواصلة بحق مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، في محاولة لطمس وتغيير معالمها، وفرض وقائع جديدة فيها.

وحذرت شخصيات مقدسية من مغبة استغلال الاحتلال لفيروس كورونا والإجراءات المرافقة له من الاستفراد بمدينة القدس، والسعي قدما في تغيير مرافقها ومعالمها على طريق طمس المعالم الإسلامية وإقامة الهيكل المزعوم.

إمعان للجرائم

بدوره؛ أكد المحامي المقدسي وعضو الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس حمزة قطينة، بأن الاحتلال الإسرائيلي يمعن بجرائمه بحق مدينة القدس والمقدسيين مستغلا حالة الطوارئ المرافقة لجائحة كورونا.

وأشار قطينة إلى أن الاحتلال وفي الوقت الذي يسمح به يوميا بدخول المجموعات الاستيطانية لساحات المسجد الأقصى، فإنه يمنع غير سكان البلدة القديمة من دخول المسجد الأقصى، ويشدد على المقدسيين يوميا أثناء محاولاتهم الدخول للمسجد.

وقال قطينة: “ساحات المسجد الأقصى استبيحت وأحيلت إلى ثكنة عسكرية، وأصبحت البنادق أكثر من المصلين، إلى أن وصل الحال لإعادة تكرار الطلب من المجموعات التلمودية المطالبة بهدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم”. 

وأضاف: “الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة، وإمعانا في إجرامه، نصب نفسه صاحبا للسيادة المطلقة، وبصفته محتلا للقدس بات يردد شعارات بأن القدس موحدة وعاصمة للشعب اليهودي”.

وتابع: “رغم أن القانون الدولي لا يجيز السيطرة على الأراضي بالقوة؛ إلا أن الأقصى ما زال خاضعا للاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك فإن الاحتلال يصر على احتلاله رغم صدور العشرات من القرارات التي تطالبه على الأقل بالانسحاب من القدس الشرقية”.

وشدد قطينة على أن جميع الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال، وغيَّر من خلالها معالم الأقصى، باطلة بناء على القرارات الدولية كافة.

وأردف: “الاحتلال من خلال وسائل الإعلام يحاول أن يوهم العالم بأنه راعي الأماكن المقدسة، والأجدر بالسيادة عليها، وفي الواقع يريد فرض روايته وهيمنته، ووصل به الحال لفرض التطبيع على بعض الدول، ومن ثم تشجيع زيارة العرب والمسلمين للأقصى تحت عباءة التطبيع مستغلا ما يعصف بالأمة العربية والإسلامية”. 

وختم: “الأقصى يستغيث لأن الاحتلال يسخر كل إمكانياته لتهويد المسجد الأقصى وهدم قبة الصخرة، وتكريس عدّ مدينة القدس يهودية، وتحويله لأمر واقع مقبول للشرعية الدولية”.

معركة تصفية

من جانبه عدّ الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد ابحيص، بأن المسجد الأقصى يعيش منذ 2017 في قلب معركة تصفية من الاحتلال الذي يريد أن يصفي القضية الفلسطينية من خلال تصفية القلب الفلسطيني المتمثل بالمسجد الأقصى.

وقال ابحيص: “وجدنا الأقصى حاضرا في الاتفاقيات الأخيرة كافة، وهذا بدا واضحا في مواقف ترمب من خلال إعلان القدس عاصمة الاحتلال، ومن ثم في صفقة القرن التي كانت القدس لب الصفقة؛ حيث يعترف بهيمنة الاحتلال على الأقصى، وحاول أن يعرف الأقصى وحصره في المسجد القبلي، وإفساح المجال لأداء  العبادات التلمودية في المسجد الأقصى”.

وبحسب ابحيص، فإن الاحتلال سعى ويسعى إلى فرض التقسيم الزماني، وحاول بذلك عام 2015 وأفشلتها هبة السكاكين، ومن ثم التقسيم المكاني عام 2019، وأفشلته هبة باب الرحمة وصولا إلى تأسيس الهيكل معنويا من خلال تأدية العبادات التلمودية.

وأشار إلى أن الاحتلال لم يحقق الهدفين الأوليين، فقفز إلى الهدف الثالث، ويسعى إلى فرضه من خلال تغيير معالم المسجد الأقصى تزامنا مع إفساح المجال للمجموعات الاستيطانية ممارسة طقوسها على طريق إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.

وكشف عن مقايضة قوات الاحتلال استمرار الإعمار في أروقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة بإغلاق مسجد باب الرحمة، الأمر الذي يكشف حقيقة المواقف الاحتلالية بعيدا عن ذريعة فيروس كورونا.

وختم: “يجب تعزيز الموقف الرافض لممارسات الاحتلال بإيجاد إرادة شعبية وقيادة إسلامية ثابتة على المواقف، والتي من خلالها نعيد المسجد الأقصى للصدارة محليا وعالميا، وليصبح أولوية في الوعي العربي حتى تأتي اللحظة التي تنتهي فيها الإجراءات واستغلاله للوباء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات