الإثنين 13/مايو/2024

استمرار إغلاق معبر رفح.. من ينتصر لمعاناة العالقين؟

على مدار سنوات طويلة من الحصار على قطاع غزة، تتجدد تعبيرات الألم ذاتها المرسومة على الوجوه، وهي نفسها كلمات الوجع المتأوهة بمناشداتها بلا حلٍّ نهائي يريح المواطن الغزي المخنوق من كل الجهات، سواء الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات.

ويفاقم إغلاق معبر رفح الحدودي المستمر منذ ما يزيد على شهرين من السلطات المصرية، من معاناة المواطنين في قطاع غزة الراغبين بالسفر لحاجات إنسانية، سيما المرضى وأصحاب الإقامات الأجنبية.

ويعد معبر رفح البوابة الوحيدة التي يتنفس منها مليونا مواطن في قطاع غزة ومحطة عبور للعالم الخارجي، وذلك في سياق إغلاق سلطات الاحتلال لمعابرها مع القطاع وإحكامها لحالة الحصار منذ أكثر من 14 عاما.

وعلى أحرّ من الجمر ينتظر الشاب محمد النجار أن تعيد السلطات المصرية فتح معبر رفح البري من أجل استكمال تعليمه في الجزائر بعد أن أغلقت أمامه الأبواب بسبب إغلاق المعبر.

ويأمل النجار الذي ينوي إكمال دراسة الماجستير في القانون وفق حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تستجيب السلطات المصرية لفتح المعبر بأسرع وقت؛ ليتسنى له الاتحاق بجامعته.

حالة النجار ليست بعيدة عن الشاب محمد عابدين الذي يدرس في إحدى الجامعات المصرية تخصص الطب البشري، مطالبا أن تفتح السلطات المصرية المعبر من أجل استكمال تعليمه وعدم تأخره عن الجامعة.

ويطالب عابدين رئيس السلطة عباس بالضغط على السلطات المصرية؛ من أجل فتح المعبر، وتسهيل حركة المواطنين في الذهاب والعودة.

ولا يقتصر فتح المعبر والحاجة إليه على فئة الطلاب فقط، وإنما على فئة المرضى والحالات الإنسانية من أصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية.

المريض أبو محمد أبو راضي الذي ذهب للعلاج في في أحد المستشفيات بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد حصوله على تحويلة طبية من وزارة الصحة، أكد أنه أنهى مدّة علاجه منذ زمنٍ.

ولأكثر من شهرين ينتظر المريض أبو راضي المصاب بالسرطان إعادة فتح المعبر وتسهيل حركة المواطنين عليه.

وأضاف: “نحن -العالقين- نعيش أوضاعًا إنسانية صعبة في إطار تجاهل معاناتنا ونفاد أموالنا”.

وأشار إلى أن ظروفهم المعيشية في مصر دفعتهم للاستدانة من أشخاص هناك إلى حين فتح معبر رفح.

وأضاف: “ذهبنا إلى السفارة الفلسطينية في القاهرة، وقالوا لنا لا توجد معلومات لدينا حول فتح المعبر، فطلبنا منهم مساعدة مالية لنستطيع إكمال العيش في مصر، فكان الأمر مجرد وعود”.

ومن جهته لا يزال المريض محمد أبو نويرة عالقًا في مصر وسط معاناة في العيش وتوفير متطلبات الحياة بعد انتهاء مدّة علاجه في أحد المستشفيات.

وناشد السلطات المصرية سرعة فتح معبر رفح وإنهاء معاناة العالقين خاصة المرضى، أو “إعداد قائمة بأسماء المرضى العالقين داخل مصر، والسماح لهم بالعودة إلى قطاع غزة استثنائيًّا”، وفق قوله.

وفي وقت سابق نظم العشرات من العالقين في قطاع غزة، أمس الاثنين، وقفة احتجاجية، أمام معبر رفح البري جنوب القطاع؛ للمطالبة بفتحه، والسماح لهم بالسفر للخارج.

وشارك في الوقفة عدد من المرضى الراغبين في السفر من أجل العلاج، بالإضافة إلى عدد من الطلاب الذين حال إغلاق المعبر بينهم وجامعاتهم.

وحمل المشاركون في الوقفة لافتات طالبوا فيه الأشقاء المصريين بالوقوف إلى جانبهم وفتح المعبر، كما طالبوا المسؤولين وأصحاب القرار بشأن المعابر بالعمل الجاد لفتح المعبر فوراً.

وفي إحصائية تقريبية لعمل المعبر خلال عام 2020، فإن عدد المغادرين لغزة بلغ 25.120 مسافرًا، في حين وصل 25.530 عالقًا، وبلغ عدد المرجعين من الجانب المصري لرفض سفرهم لدواع أمنية وغيرها 2245 مرجع، وذلك بعد فتح المعبر 90 يومًا خلال العام، في حين بلغت أيام الإغلاق 276 يومًا تقريبا.

وكان يناير 2020 أكثر الشهور عمًلا في معبر رفح، وأعلى إحصائيات سفر كانت خلاله، في حين كانت يونيو ويوليو وديسمبر هي الأقل؛ حيث لم يفتح فيها المعبر أبوابه في الاتجاهين خلالها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....