عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

مدرسة أم قصة.. حينما يصبح التعليم معركة تحدي

مدرسة أم قصة.. حينما يصبح التعليم معركة تحدي

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك حق الفلسطينيين في الحياة والتعليم بالضفة الغربية، من خلال هدم العديد من المدارس وإخطار أخرى كما حدث مؤخرا مع مدرسة شلال العوجا شمال أريحا، ومدرسة أم قصة الأساسية المختلطة في مسافر يطا جنوب الخليل.

وأخطرت سلطات الاحتلال يوم الأحد الماضي، بإزالة المدرسة الأساسية المختلطة، ومسجد قيد الإنشاء في خربة أم قصة، بتجمع أم الدرج البدوي شرق بلدة يطا، وأمهلت 96 ساعة لتنفيذ عملية الهدم.

كارثة للطلاب
مدير تربية يطا ياسر صالح قال إن سياسة الاحتلال المتمثلة بهدم المدارس وتعطيل العملية التعليمية مستمرة ومدرسة أم قصة لن تكون الأخيرة.

 ولفت إلى أنهم “فوجئوا بحضور الإدارة المدنية الإسرائيلية، وتسليم إدارة المدرسة إخطارا غير مسبوق لهدم المدرسة خلال 96 ساعة، على الرغم أن مثل هذه الإخطارات المستعجلة تكون للبنايات غير المكتملة أو القريبة من المستوطنات”.

 وأوضح صالح أن إخطار مدرسة أم قصة المكتملة البناء، والبعيدة عن المستوطنات، والتي يتلقى فيها 50 طالبا وطالبة تقريبا التعليم، يخالف كل المواثيق الدولية، خاصة أن الأطفال يقطعون مسافات طويلة للوصول للمدرسة ومع ذلك لم يتركهم الاحتلال.

وأضاف صالح: “حياتنا كلها تحدٍّ، خاصة في منطقة البادية والمسافر، فيحاول الاحتلال قلعنا من جذورنا، لكن الفلسطيني ثابت وصامد”، مبينا أن رسالة التربية والتعليم هو توفير التعليم لكل الطلبة، وقد كانت مدرسة أم قصة واحدة من مدارس التحدي.

وبين صالح أنه في حال تنفيذ القرار؛ ستكون النتائج كارثية على الطلاب، مشدداً أن سياسة الهدم التي تتبعها سلطات الاحتلال تتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الدولية.

وناشد صالح المؤسسات الحقوقية وذات الصلة، بضرورة التدخل لمنع جريمة هدم هذه المدرسة، لأن هدمها يعني تشريد الطلبة من جديد في مرحلة تأسيسية من الأول للرابع، لافتا أن الاحتلال ليس عنده حرمة تجاه الأعيان المدنية المتمثلة بالمدارس التي تقدم خدمة التعليم.

ثبات وتحدٍّ
من جهته، أوضح مدير مدرسة أم قصة، يوسف البسايطة، أنه تم إنشاء المدرسة في شهر أغسطس الماضي على أرض مساحتها 3 دونمات، يوجد فيها 5 غرف للتدريس، تضم 50 طالبا وطالبة تقريبا.

وأشار البسايطة أن هذه المدرسة تخدم 3 تجمعات في منطقة البادية، هي تجمع خربة أم قصة، والعبادية، ومنطقة السرج، ويبلغ عدد السكان 250 عائلة.

وشدد البسايطة أنهم في مسافر يطا سيواجهون سياسة الاحتلال وإصراره على الهدم بمزيد من الصمود، مردفا: “سنصر على التعليم أكثر، وسنعود للتدريس في خيم كما بدأنا، ونحن ثابتون ولن نرحل”.

ولفت البسايطة أنه من الصعب أن يذهب طلاب من الصف الأول للرابع ويقطعوا 16 كيلو مترا للوصول للمدرسة، لذلك فإن المدرسة الحالية تخفف من عبء المسافات الطويلة.

وعدّ قرار الهدم قراراً غير قانوني ينم عن غطرسة الاحتلال، متسائلا: “لماذا يصر الاحتلال على هدمها، ونحن نبعد عن المستوطنات والطرق الالتفافية؟ والتي هي عبارة عن الذرائع التي يسوقها الاحتلال لتبرير عمليات الهدم”

ووصف البسايطة مدة الإخطار المتمثلة بـ 96 ساعة بالسابقة الخطيرة، مطالبا بالتدخل العاجل لوقف هذا القرار.

 مدارس مهددة
ويسعى الاحتلال ومستوطنوه من خلال انتهاكاتهم المتواصلة لتضييق الخناق على سكان يطا والمسافر، لإجبار السكان والمزارعين على ترك منازلهم وأراضيهم، التي تعد مطمعا لحكومة الاحتلال التي تسعى إلى السيطرة عليها لصالح الاستيطان.

وأعدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً يوضح أن “قوات الاحتلال رفضت مرارا منح الفلسطينيين تصاريح لبناء مدارس في الضفة الغربية وهدمت مدارس بنيت من دون تصاريح، ما جعل من الصعب أو المستحيل حصول آلاف الأطفال على التعليم، فيما هناك 44 مدرسة فلسطينية معرضة لخطر الهدم الكامل أو الجزئي؛ لأن السلطات الإسرائيلية تقول إنها بُنيت بطريقة غير قانونية”.

 وأكد التقرير أن “أكثر من ثلث المجتمعات الفلسطينية في المنطقة “ج”، التي تشكل 60% من الضفة الغربية، ليس فيها مدارس ابتدائية حاليا، وهناك 10 آلاف طفل يذهبون إلى المدارس في الخيام أو الأكواخ، واضطر نحو 1700 طفل إلى السير 5 كيلومترات أو أكثر إلى المدرسة بسبب إغلاق الطرق، أو عدم وجود طرق يمكن عبورها أو وسائل نقل، أو غير ذلك من المشكلات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات