الإثنين 06/مايو/2024

حفل راقص بمسجد في أريحا بترخيص رسمي .. من المسؤول؟

حفل راقص بمسجد في أريحا بترخيص رسمي .. من المسؤول؟

فضيحة مكتملة الأركان هزت مواقع التواصل الاجتماعي بالكشف عن إقامة حفل ماجن في مسجد ومقام النبي موسى قرب أريحا في الضفة المحتلة، بترخيص رسمي.

وتحت وطأة الفضيحة، والغضب الشعبي، أعلن محمد اشتية رئيس الحكومة تشكيل لجنة تحقيق، فيما جرى في مقام النبي موسى هذه الليلة، على أن تبدأ لجنة التحقيق أعمالها مباشرة، دون إبداء موقف محدد.

وتهربت وزارة السياحة بالمسؤولية التي وجهت إليها بتصدير تصريح اتهمت فيه وزارة الأوقاف (يتولاها اشتية نفسه) بأنها أعطت الموافقة على الحفل كونها المسؤولة عن الإشراف على المسجد والمقام الديني.

تكشف الفضيحة
الفضيحة تكشفت عبر مقاطع فيديو نشرها شبان مقدسيون غاضبون، توجهوا إلى مقر الحفل وأوقفوه قسرًا.

 

ووفق مقاطع الفيديو؛ فإن الأمر يتعلق بحفل جمع شبان وفتيات وتخلله رقص وموسيقى وتناول خمور.

وقال محمود الهباش، قاضي القضاة في السلطة: أشعر بتقزز وغضب تجاه ما حدث في مسجد النبي موسى شرقي القدس، ولا أعرف حتى اللحظة من المسؤول عن هذا الإثم، لكن أيًّا كان هذا المسؤول فيجب أن ينال جزاءً رادعًا يتناسب مع فظاعة ما حدث، لأن المسجد بيت الله، وحرمته من حرمة الدين”.

 

السياحة تلقي المسؤولية على الأوقاف
الصحفية كريستين ريناوي وصفت عبر صفحتها الحفل أنه مستفز ومسيء، وقالت: حق الجميع أن يغضب منه ويؤكد أن إقامة حفلات كهذه في أماكن مقدسة ولها مكانتها مرفوض ومسيء لمشاعر الناس وكل محب لهذه البلد إن كان مسلما أو مسيحيًّا.

وأشارت إلى أنها تواصلت هاتفياً مع وزيرة السياحة رولا معايعة، التي أوضحت أن الاحتفال في مسجد ومقام النبي موسى لا دخل له بأعياد الميلاد المجيدة، وكل الموجودين ليسوا مسيحيين، وليسوا من بيت لحم، وكانوا موجودين في المكان لتصوير مادة لمؤسستهم، والمسؤولة عنها مواطنة من إحدى محافظات الضفة.

وذكرت أن وزارة السياحة لم تمنح إذناً للمؤسسة بالتصوير؛ بل وزارة الأوقاف المسؤولة عن المكان والتي أتاحت للمؤسسة الوجود في المكان العام وليس المسجد واستخدامه للتصوير.

في المقابل، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حسام أبو الرب: إن “الوزارة لم تمنح أحداً إذناً لا بالتصوير ولا الاحتفال ولم يكن لديها علم بما جرى في مقام النبي موسى”.

 

مطالبة اشتية بالاستقالة
من جهته، طالب الكاتب حسن لافي، باستقالة رئيس الحكومة د. محمد اشتية وحكومته لتحملها المسؤولية الجماعية عن ما وصفه بـ”جريمة” الحفل الصاخب في مسجد النبي موسى شرق القدس المحتلة.

ووصف لافي في تصريح له على صفحته على “الفيس بوك” ما جرى بجريمة بكامل أركانها.

وقال: “ما حدث من حفل ماجن وفجور في مسجد ومقام النبي موسى بترخيص من وزارة السياحة والأوقاف، وتحت مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، صدمة كبيرة لكل فلسطيني حر ولكل مسلم غيور.

وطالب لافي باستقالة رئيس الحكومة الدكتور محمد شتية وحكومته لتحملها المسؤولية الجماعية عن الجريمة، كما طالب النائب العام في فتح تحقيق جنائي في القضية.

وأكد لافي ضرورة إحالة كل من وزير السياحة، ووزير الأوقاف، ومدير شرطة أريحا، إلى التحقيق الجنائي، والتحقيق مع كل المشاركين في الحفلة الماجنة داخل مسجد ومقام النبي موسى، ومعرفة كيف سمح لهم، ومن الذي منحهم التراخيص.

وعدّ لافي ما حدث جريمة بكل تفاصيلها البشعة ويجب معاقبة كل المتورطين بها، ولا يكفي لجنة تحقيق وزارية كما أعلن اشتية؛ لأن حكومته أول المتورطين بتلك الجريمة.

 

أكبر المقامات الإسلامية
ويعود تاريخ مقام النبي موسى القريب من مدينة أريحا إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، ولا يوجد لهذا المبنى علاقة تاريخية بالنبي موسى (عليه السلام)، إذ أن الثابت تاريخيا أن النبي موسى (عليه السلام) قد توفي ودفن في التيه، ولم يدخل فلسطين. ولم يعرف له قبر، وفقدت آثاره على جبل نيبو في الأردن، كما ورد في العهد القديم.

يبعد مقام النبي موسى عن طريق القدس- أريحا التاريخي كيلومترا واحدا، ويبعد نحو 200 متر عن المنطقة العسكرية الاحتلالية المغلقة منذ عام 1967م والتي تمتد من شمال البحر الميت إلى جنوبه على حدود الخط الأخضر بعمق يتراوح ما بين 10-15 كلم.

وأوضح الكاتب ياسين عز الدين، أن المقام هو أكبر المقامات الإسلامية في فلسطين، والبناء الحالي يعود للفترة المملوكية.

وأشار إلى أنه منذ العهد الأيوبي حتى النكبة كان ينظم سنويًّا موسم النبي موسى؛ حيث يتوجه الناس من القدس إلى المقام في مسيرات دينية كبيرة ومهيبة.

ويقع المقام في الخان الأحمر، وهي منطقة صحراوية نائية بين القدس وأريحا.

وبين أنه بعد احتلال الضفة عام 1967م، حول الاحتلال معظم أراضي الخان الأحمر إلى منطقة عسكرية يحظر على الفلسطينيين الإقامة فيها، لكن سمح لإحدى العائلات الفلسطينية بإدارة المقام.

وذكر أن إدارة المقام تقع تحت مسؤولية السلطة، مع قيود تتعلق بالإقامة في المكان بدعوى أنها منطقة عسكرية.

وختم بقوله: “الأوقاف الإسلامية التي تغلق مساجد الضفة بدعوى كورونا، تتحمل مسؤولية فتح المقام أمام حفل غنائي ماجن، وتناول الخمور فيه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات