الأربعاء 15/مايو/2024

33 عامًا على انطلاقة حركة حماس سيرة ومسيرة

33 عامًا على انطلاقة حركة حماس سيرة ومسيرة

لم تختر قيادة الحركة الإسلامية في فلسطين يوم 14 كانون الأول/ديسمبر 1978، ليكون يوما لانطلاقتها بمسماها الجديد، بل إن هذا اليوم هو الذي اختار هذه الحركة؛ لأن هذا اليوم شهد توزيع البيان الأول، الذي صدر بعد اجتماع عدد من قادتها عقب اندلاع انتفاضة الحجارة بأيام، ليصبح يوما سنويا تحيي فيه الحركة ذكرى انطلاقتها بمسماها الجديد، حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

الاجتماع التأسيسي

تداعت قيادة الحركة فور وقوع حادث المقطورة الشهير، في 7 كانون الأول/ ديسمبر ١٩٨٧، الذي استشهد فيه 4 عمال فلسطينيين من قطاع غزة، وتلاه اندلاع انتفاضة الحجارة، لتواكب الحركة هذه الانتفاضة منذ بدايتها وتدعمها وتقودها بجانب الفصائل الأخرى كافة، ويكون لها دور مؤثر فيها.

وحضر الاجتماع التأسيسي لهذه الحركة 7 من قادة هذه الحركة هم كل من: الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة (استشهد في 22 آذار/ مارس 2004)، عبد العزيز الرنتيسي (استشهد في 17 نيسان/ أبريل 2004)، صلاح شحادة (استشهد في 22 تموز/ يوليو 2002)، محمد شمعة (توفي في 10 حزيران/ يونيو 2011)، عبد الفتاح دخان، إبراهيم اليازوري، وعيسى النشار.

إطلاق مسمى “الانتفاضة”

واتفق المجتمعون على تصعيد الانتفاضة بكل وسائلها، وتم إسناد مهمة لكل واحد منهم للمتابعة، إضافة إلى قيادة منطقة سكناه، في حين تكفل الرنتيسي بصياغة البيان الأول للحركة، والذي ذكرت فيه اسم “الانتفاضة” لأول مرة، ووقع باسم حركة المقاومة الإسلامية قبل إضافة اختصار “حماس” لها بعد عدة أشهر، ليوزع هذا البيان على نطاق واسع  في الأراضي الفلسطينية، دون أن يعرف من الحركة التي تحمل هذا المسمى، لا سيما المخابرات الإسرائيلية، لكن مشاركة أبناء الحركة الإسلامية في الفعاليات التي كانت تدعو لها الحركة إبان الانتفاضة، دلت عليها.

حركة ممتدة واسم جديد

وتعود جذور حركة “حماس” (الحركة الإسلامية) إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تعد نفسها: “مكملة لمسيرة حركات المقاومة الإسلامية المعاصرة، وحلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزو الصهيوني، تتصل وترتبط بانطلاقة عز الدين القسّام عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى، تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده”، وذلك بحسب المادة الخامسة من ميثاقها.

واتخذت الحركة على مدار تاريخها العديد من الأسماء، قبل أن تستقر على اسم “حماس”، حيث أطلق عليها عدة أسماء منها؛ الحركة الإسلامية، الشباب المسلم، والمجمع الإسلامي.

وتؤكد “حماس” في أدبياتها، أنها حركة شاملة مؤسسية، تمثل مقاومة الاحتلال عمودها الفقري ومشروعها الاستراتيجي، وتعمل كذلك في مختلف الميادين؛ السياسية والدبلوماسية والإعلامية وغيرها، وتتحرك على مختلف الصعد؛ الفلسطينية، والعربية، والإسلامية، والدولية.

وتُعد المرحلة التي سبقت الإعلان رسميًّا عن انطلاقة الحركة “مرحلة الإعداد”، حيث رأت فيها أنها مهمة لمواصلة الاستمرار في ظل مواجهة مشروع إسرائيلي مدعوم غربيًّا، ويحتاج لمرحلة كبيرة من الإعداد والتجهيز لإتمام مشروع التحرير.

صاغت “حماس” ميثاقها، الذي عبّر عن أفكارها وتوجهاتها، وكشف هويتها، وبيّن موقفها، وأوضح تطلعاتها وأهدافها، في 18 آب/ أغسطس 1988، وتكون من 36 مادة موزعة.

عصية على الاجتثاث

كان لحركة “حماس” دور كبير في الانتفاضة الأولى وإعطائها زخمًا، حيث تعرضت الحركة لأولى لضربات في نيسان/ أبريل من عام 1988، وذلك باعتقال العشرات من نشطاء وقادة الحركة، ووجهت لها الضربة الثانية في أيار/ مايو من عام 1989، وكانت الأكبر التي تعرضت لها، حيث طالت المئات من أنصارها، وعددا من قادتها، في مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين.

ظنّت الدولة العبرية أنها قضت على حركة “حماس”، قبل أن تُفاجأ بصدور بيان جديد للحركة بعد شهرين من حملة الاعتقالات، حيث تمكن آنذاك موسى أبو مرزوق من زيارة قطاع غزة، وإعادة تشكيل قيادة الحركة، ما عُدَّ بداية تشكيل المكتب السياسي لحماس، والذي اتخذ من العاصمة الأردنية (عمّان) مقرًا له.

وأعيد تشكيل الجهاز العسكري للحركة “مجاهدو حماس”، الذي كان قد أسسه صلاح شحادة قبل اندلاع الانتفاضة، ونفذ عدة عمليات فدائية بقيادة الوحدة “101”؛ منها خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين: إيلان سعدون وآفي سسبوترس.

الإبعاد إلى مرج الزهور

 وجددت قيادة الحركة انطلاق جهازها العسكري على أيدي مجموعة من القادة الشباب منتصف عام 1991، والذي حمل اسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام”.

ونفذت كتائب القسام أولى عملياتها رسميًّا في الأول من كانون الثاني/ يناير 1992، وذلك بقتل كبير حاخامات مستوطنة “كفار داروم” وسط قطاع غزة، دورون شوشان. فيما نفذت الحركة سلسلة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل عشرات الإسرائيليين، وخاضت عدة معارك مع دولة الاحتلال.

وفي 17 كانون الثاني/ يناير 1992، تعرضت حركة “حماس” لضربة جديدة، وذلك بإبعاد 415 من قادتها وقادة حركة “الجهاد الإسلامي” إلى منطقة “مرج الزهور” (جنوب لبنان)، وقد عادوا بعد عام من الإبعاد والاعتقال.

مقاومة حتى التحرير

رفضت الحركة مفاوضات التسوية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990؛ سواء مؤتمر مدريد للسلام أو اتفاق “أوسلو” الذي وقع بين المنظمة والحكومة الإسرائيلية في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، وجاء بالسلطة الفلسطينية لبسط سيادتها على قطاع غزة ومدينة أريحا في الضفة الغربية في نيسان/ أبريل 1994، والسماح لقوات الأمن الوطني دخول القطاع وتشكيل أجهزة أمنية.

رفضت الحركة الدخول في أول انتخابات تشريعية ورئاسية تقام في الأراضي الفلسطينية في كانون الثاني/ يناير 1996، بحجة أن هذه السلطة محكومة بسقف اتفاق أوسلو، والتي أفرزت أول مجلس تشريعي فلسطيني منتخب معظمه من حركة “فتح”، وكذلك انتخاب ياسر عرفات (قائد فتح ورئيس منظمة التحرير) كأول رئيس للسلطة.

عمليات نوعية

تمكنت المخابرات الإسرائيلية في 5 كانون الثاني/ يناير 1996 من اغتيال أحد أبرز مصنعي القنابل في الحركة، يحيى عياش، والذي انتقل من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، عبر تفجير هاتفه النقال.

وفي آذار/ مارس 1996 تمكنت حركة “حماس” من تنفيذ سلسلة عمليات فدائية في قلب الدولة العبرية، موقعة العشرات من القتلى ردًّا على اغتيال عياش، ما دفع السلطة الفلسطينية إلى توجيه ضربة كبيرة للحركة، حيث اعتقل المئات من عناصرها وقادتها، وأغلقت كافة المؤسسات والجمعيات التابعة لها.

استهداف القادة

وفي 25 أيلول/ سبتمبر 1997، نجا ثاني رئيس مكتب سياسي للحركة خالد مشعل، من محاولة اغتيال نفذها عناصر من الموساد الإسرائيلي، في أحد شوارع العاصمة الأردنية، عبر حقنه بمادة كيميائية سامة، حيث تم اعتقال المنفذين وجلب الترياق لإنقاذ مشعل بعد دخوله في غيبوبة، وتم الإفراج عن الشيخ ياسين مقابل إطلاق سراح عنصري الموساد اللذين نفذا الهجوم الفاشل.

وبالتزامن مع الإفراج عن الشيخ ياسين، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن عدد من قادة “حماس”، تباعًا بعد عودتهم من مرج الزهور لتعود قيادة الحركة التاريخية وتديرها مجددًا، وذلك في ظل الكثير من المتغيرات المحلية والعربية والدولية.

أغلقت السلطات الأردنية، مكاتب حركة “حماس” في 1999، حيث غادر أعضاء المكتب السياسي إلى سوريا، واتخذوا دمشق مقرًّا لهم حتى اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

انتفاضة الأقصى 

ومع اندلاع “انتفاضة الأقصى” في أيلول/ سبتمبر 2000 (الانتفاضة الثانية) دخلت الحركة بكل قوة فيها، والتي سرعان ما تحولت لاحقًا إلى انتفاضة مسلحة، حيث نفذت “حماس” سلسة عمليات فدائية وأوقعت عشرات القتلى في صفوف الاحتلال.

وخلال هذه الانتفاضة، اغتالت الدولة العبرية معظم قادة الحركة التاريخيين، وعلى رأسهم الشيخ ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإبراهيم المقادمة، وإسماعيل أبو شنب وجمال منصور، وجمال سليم، فيما أطلقت “حماس” أول صاروخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات المحيطة في القطاع، بعد 6 أشهر من اندلاع الانتفاضة.

ورفضت الحركة الكثير من المبادرات الدولية والعربية لوقف الانتفاضة، والتي كانت تتبناها السلطة، مثل مبادرة “تينت” و”متيشل”، مما تسبب في بعض الإشكاليات مع السلطة الفلسطينية، إلا أنها وافقت على التهدئة مع الاحتلال في صيف عام 2002، والتي رد عليها الاحتلال باغتيال شحادة بعد أيام من موافقة الحركة عليها.

وعملت الحركة خلال “انتفاضة الأقصى” على تطوير قدراتها القتالية وترسانتها العسكرية، بإنتاج الآلاف من الصواريخ وبأجيال مختلفة، وكذلك تشكيل “جيش المرابطين” الذي انضم لاحقًا إلى “كتائب القسام”، وكانت مهمته التصدي للتوغلات الإسرائيلية.

انتخابات ونتائج متقدمة

رفضت الحركة مطلع 2005 خوض الانتخابات الرئاسية أو دعم أي من المرشحين المستقلين، والتي أسفرت عن فوز محمود عباس، والذي أقنع قيادة الحركة لاحقًا بالذهاب إلى القاهرة، حيث أجرى حوارات مكثفة معها في ربيع ذلك العام، نتج عنها اتفاق القاهرة الذي أعلنت الحركة من خلاله أنها ستدخل الانتخابات التشريعية، والموافقة على تهدئة جديدة مع الاحتلال برعاية مصرية، ودخول انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

وفي 25 كانون الثاني/ يناير 2006 اكتسحت الحركة الانتخابات البرلمانية بأغلبية ساحقة، وذلك بعد فوزها في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية “البلديات”، وقد تمكنت الحركة من تشكيل أول حكومة في آذار/ مارس 2006 برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة.

فوضى وحسم

بعد 3 أشهر من تشكيل الحكومة، وتحديدًا في 25 حزيران/ يونيو من نفس العام، تمكنت الحركة من اختطاف الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” في عملية فدائية كبيرة نفذها مقاتلوها جنوب شرق قطاع غزة، حيث احتفظت الحركة به 5 سنوات، قبل أن توافق “إسرائيل” خلال مفاوضات غير مباشرة، على الإفراج عن ألف و27 أسيرا فلسطينيا، جُلّهم من كبار قادة الحركة الأسيرة وقدامى الأسرى، مقابل الإفراج عن شاليط.

بعد تشكيل “حماس” للحكومة العاشرة، رفضت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تنفيذ أوامر وزير الداخلية في الحكومة سعيد صيام (استشهد في 15 كانون ثاني/ يناير 2009)؛ مما دفعه لتشكيل جهاز أمني موازي لها لتنفيذ أوامره وضبط الأمن (القوة التنفيذية)، حيث كانت تسود حالة من الانفلات الأمني، تطورت لتصبح اشتباكات مسلحة بين الحركة وعناصر من تلك الأجهزة الأمنية.

وفي ظل تلك الأحداث، دعت السعودية الحركتين للحوار في مكة المكرمة، نتج عنه في آذار/ مارس 2007 “اتفاق مكة”، والذي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة هنية، والتي لم تستمر أكثر من 3 أشهر، حيث عادت الاشتباكات المسلحة مجددًا، مما دفع الحركة إلى الدفاع عن نفسها وعن شعبها في مواجهة الفلتان وتحسم الأمر عسكريًّا في قطاع غزة، وتسيطر على القطاع.

حصار غزة

بعد ذلك، فرضت “إسرائيل” حصارًا مشددًا على قطاع غزة (مستمر حتى اليوم)، تعرّض خلالها القطاع لـ3 حروب كبيرة، تصدت لها حركة “حماس” بشكل كبير، وقصفت “تل أبيب” لأول مرة في تاريخ الصراع، فيما أعلنت الحركة أن في قبضتها 4 من جنود الاحتلال.

في عام 2017 أجرت الحركة انتخاباتها الداخلية، لتنتخب إسماعيل هنية رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لمشعل، في حين تستعد الحركة لإجراء انتخابا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد الصحفي هائل النجار بقصف شمال غزة

استشهاد الصحفي هائل النجار بقصف شمال غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أُعلن مساء اليوم الأربعاء، عن ارتقاء الزميل الصحفي هائل النجار وعدد من أفراد عائلته، شهداء، بقصف إسرائيلي لمنزله في...