ساسة إسرائيل وجنرالاتها يخوضون حرب الكل في الكل
تشهد العلاقات بين صناع السياسة الأمنية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة تدهورا متسارعا وصل إلى أعماق منخفضة، بسبب انعدام الثقة ونقص التعاون، لأن الاستراتيجية الأمنية والسياسة الخارجية التي يديرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتمدا فيها على ذراعيه رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، مستثنيا معظم أركان المؤسستين العسكرية والأمنية.
جاءت رحلة نتنياهو السرية مع كوهين للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دون إبلاغ المؤسسة العسكرية، وفيما اعتبر وزير الحرب بيني غانتس تسريب نبأ الرحلة خطوة غير مسؤولة، فقد قرر تشكيل لجنة تحقيق في فضيحة شراء الغواصات، وهما مؤشران على عمق الأزمة الحاصلة في دوائر صنع القرار الإسرائيلي.
لكن ما يحدث اليوم هو عرض ترويجي لما قد يحدث في حالة الطوارئ في دولة الاحتلال، كمواجهة عسكرية قد تندلع على أي من الجبهات المشتعلة، لأن السلوك الإشكالي لمجلس الوزراء خلال حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد في 2014، وما شمله من اتهامات متبادلة، وتسريبات في الاتجاه المعاكس، وصعوبة في اتخاذ القرارات، سيبدو مثل لعبة أطفال في المواجهة القادمة.
يمكن الحديث عن خريطة الانقسام الإسرائيلي الداخلي ضمن ثلاث جبهات: الأولى يقودها نتنياهو ودائرته الضيقة مثل رئيس الموساد ورئيس مجلس الأمن القومي، وعلى الجانب الآخر غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، وفي الوسط رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس الشاباك نداف أرغمان.
من الصعب تجاهل الضرر التراكمي الذي أصاب مكانة الجيش، مع تقلص دوره في صنع القرار، لأن إخفاء اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، وصفقة السلاح بين الولايات المتحدة والإمارات، وعدم إطلاع مطبخ كبار الوزراء، يجعل مثلث العلاقات بين رئيس الوزراء ورئيس الموساد ورئيس مجلس الأمن القومي تجاوز منذ فترة طويلة الممارسة المقبولة في “إسرائيل”، فيما يتعلق بصنع القرار في القضايا السياسية والأمنية.
صحيح أن رحلة نتنياهو إلى مدينة نيوم السعودية جاءت سرية للغاية، لكن الرقيب العسكري بعد يوم واحد فقط، ويا للمفارقة، أكد وجوده هناك، وحقيقة أنه ذهب لاجتماع سري في دولة لا تزال تُعرف حسب البروتوكول بأنها معادية، دون علم المؤسسة العسكرية بذلك، ودون تحديد صلاحيات لنائبه، وفي انتهاك صارخ للإجراءات الدستورية، بما في ذلك إجراءات الإنقاذ والاتصال بالسلاح الجوي، وهو أمر ضروري في حالة الطوارئ.
إن عدم إبلاغ نتنياهو لوزير الحرب ورئيس الأركان ومؤسسات الجيش بنبأ الزيارة، لا يعني انتهاكا لسرية الزيارة، لأن أسرار الدولة التي يحوزها هؤلاء أكبر بكثير من الزيارة، وقد أخذ معه سكرتيره العسكري الجنرال آفي بالوت دون إبلاغ قائد الجيش، ما شكل معضلة معقدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إضراب في 10 جامعات في كاليفورنيا دفاعا عن حق الاحتجاج من أجل فلسطين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام صوّت 48 ألف عامل، في 10 جامعات تتبع "نظام جامعة كاليفورنيا" ومختبر لورانس بيركلي الوطني في ولاية كاليفورنيا...
القسام يجهز على 15 جنديًّا صهيونيًّا بكمين شرق رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أجهزت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على 15 جنديًّا صهيونيًّا في كمين نوعي شرق رفح، جنوب قطاع غزة. وقالت...
الاحتلال يعتقل عمالا من غزة في برطعة وينفذ مداهمات في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، مجموعة من عمال غزة، في حين نفذت حملة دهم في أرجاء متفرقة...
أوقاف غزة: الاحتلال دمر 600 مسجد وسرق 1000 جثمان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، مساء الجمعة، بتدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي 604 مساجد بشكل كلي و200 تضررت...
ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...
جيش الاحتلال يقتحم المسجد الإبراهيمي ويمنع أذان المغرب
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وأخرج موظفي...
حماس: الرصيف المائي ليس بديلًا عن فتح المعابر البرية لغزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم الجمعة، رفضها لوجود أي تواجد عسكري على الأراضي الفلسطينية، وعلى أن الرصيف...