الأحد 12/مايو/2024

الأسرى وفصل الشتاء.. معاناة متجددة وضيف ثقيل وأوضاع صعبة

الأسرى وفصل الشتاء.. معاناة متجددة وضيف ثقيل وأوضاع صعبة

مع دخول فصل الشتاء تشتد وتتجدد معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث يحل عليهم ضيفًا ثقيلاً بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة داخل السجون وافتقادهم الكثير من المستلزمات.

نقص في الملابس الشتوية والأغطية وعدم توفر أجهزة التدفئة في كثير من السجون ومراكز التوقيف والتحقيق، هكذا هو الحال للأسرى داخل السجون الإسرائيلية، مع حلول فصل الشتاء.

وداخل غرف مشبعة بالرطوبة والبرودة لا تكاد تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء يمكث الأسرى، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة التي تهدد حياتهم.

نقص ملابس وأغطية

وفي بيان لها -أمس الخميس- قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن مع:اناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي تشتد وتتجدد، مع دخول فصل الشتاء بسبب نقص الملابس الشتوية والأغطية، وعدم توفر أجهزة التدفئة في كثير من السجون ومراكز التوقيف والتحقيق.

وأوضحت الهيئة أنه مع بدء دخول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، يعاني الأسرى من نقص في الملابس والأغطية والبطانيات الشتوية، خاصة المعتقلين حديثًا؛ إذ يقوم الأسرى المتواجدون في الأقسام الأخرى على مساعدتهم، وتقديم ما يلزمهم، ما يتسبب في نقص حاد بالملابس والأغطية.

وأشارت إلى أن المعاناة تزداد في مراكز التوقيف الحديدية “الكرفانات”، كما في مركز توقيف حوارة، وفي السجون التي تقع في المناطق الصحراوية “كالنقب، ونفحة، وبئر السبع، وريمون”، نظرًا للأجواء الباردة التي تسود المناطق التي توجد بها هذه السجون.

ولفتت إلى أن إدارة سجون الاحتلال تُمعن في سياسة “الاستهتار بحياة الأسرى وفرض ظروف حياتية صعبة عليهم، والتنكيل بهم في تفاصيلهم المعيشية اليومية كافة، ضاربة عرض الحائط بمبادئ حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية”.

استغلال “كورونا”
بدوره أكد الباحث رياض الأشقر، مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن الأسرى في سجون الاحتلال يستقبلون ضيفًا ثقيلاً هذا العام مع دخول فصل الشتاء؛ حيث تفتقر السجون للملابس والأغطية الشتوية نتيجة وقف الزيارات منذ شهور طويلة، وعدم توفيرها من إدارة السجون.

وأوضح الأشقر في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال استغل جائحه كورونا، وأوقف برنامج زيارات الأسرى تمامًا في مارس الماضي بدعوى حماية الأسرى من وصول الفيروس، الأمر الذي أدى إلى نقص شديد في الملابس لدى الأسرى؛ حيث تعدّ زيارات الأهل السبيل الوحيد لتوفير الملابس لهم.

وكشف الأشقر أن فصل الصيف انقضى هذا العام دون أن يحصل الأسرى على ملابس جديدة، وحلّ فصل الشتاء ولا تزال مشكلة الملابس قائمة، ما سيتسبب في معاناة كبيرة للأسرى، وخاصة سجون الجنوب التي تقع في صحراء النقب نظرا للأجواء الباردة جدًّا التي تتميز بها تلك المنطقة.

وأشار إلى أن إدارة السجون لا تقدم أي نوع من الملابس للأسرى سواء الصيفية أو الشتوية نهائيًّا، كما لا تسمح لهم بشرائها من الكنتين إلا بالحد الأدنى جدًّا، والذي لا يكفي حاجة الأسرى، في حين يعتمد الأسرى على ذويهم في الحصول على الملابس.

وأضاف أنه مع وقف الزيارات هذا العام بذريعة كورونا حدث نقص شديد في كمية الملابس المتوفرة لدى الأسرى، علمًا أن الاعتقالات لا تتوقف، وهناك أسرى جدد يصلون السجون باستمرار، ويحتاجون إلى ملابس جديدة يضطر الأسرى القدامى إلى توفيرها لهم.

وبين الأشقر أن البرودة الشديدة في السجون التي تقع في المناطق الصحراوية وهي “النقب ونفحة وبئر السبع وريمون” تصل لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين من شدة البرد، مع عدم وجود وسائل للتدفئة، إضافة إلى عدم توفر المياه الساخنة دائمًا، وبعض الأقسام من الخيام لا تقي برد الشتاء، والعديد منها قديم ومهترئ، ما يسمح بدخول مياه الأمطار على الأسرى.

وأشار إلى أن هذه الأجواء الباردة تستمر لعدة أشهر وخاصة مع المنخفضات التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر، ما يصيب العديد من الأسرى بالأمراض المختلفة ويضاعف معاناتهم المتفاقمة أصلاً بفعل التنكيل المستمر بحقهم.

وطالب المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال لتوفير مستلزمات الأسرى الشتوية من ملابس وأغطية في إطار البرد القارس مع دخول فصل الشتاء، وإعاده برنامج الزيارة كما كان في السابق ليتمكن الأهالي من إدخال الملابس لأبنائهم.

من جهته قال ياسر مزهر، مدير مؤسسة مهجة الأسرى: إن الأسرى الفلسطينيين يعيشون داخل سجون الاحتلال الصهيوني في ظروف غاية في الصعوبة.

وأوضح مزهر في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن إدارة مصلحة السجون تستمر بتجاهل مطالب الأسرى بدخول الملابس الشتوية، وكذلك النقص الحاد في الحرامات، وتوقف الزيارات لأكثر من سبعة أشهر، وعدم وجود الملابس في الكنتينة، وحال وجدت فتكون باهظة الثمن، وفق قوله.

وأفاد أنه توجد صعوبة في إدخال الأموال بذريعة فايروس كورونا، عدا عن عدم وجود وسائل التدفئة، وسحب أجهزة التدفئة الموجودة قديمًا، وكذلك تحديد مواعيد معينة للمياه الساخنة، وكذلك الغرف داخل الأقسام ووجود فتحات كبيرة في الأبواب مفتوحة للنظر للأسرى كل نصف ساعة، ولا يسمح للأسرى بإغلاق الشبابيك والأبواب.

واجبات حقوقية

وأشار إلى أن الأسرى قبل التحرر يوزعون ملابسهم على إخوانهم المتبقين حتى يعطوها للأسرى القادمين الجدد.

وطالب مزهر المؤسسات الدولية، خاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى أقسام وغرف الأسرى وكشف ممارسات الاحتلال بحق الأسرى.

وقال: إن الصليب الأحمر لا يقوم بواجبه، خاصة أنه كان يقدم كل عام مرة أو مرتين ملابس للأسرى وكذلك ينقل الملابس من الأهل إلى أبنائهم داخل السجون.

وأكد أن كل القوانين والمواثيق الدولية كفلت للأسير العيش بكرامة وتوفير جميع مستلزمات ومقومات الحياة له للعيش بكرامة.

من جهته، حذر نادي الأسير الفلسطيني من معاناة الأسرى في فصل الشتاء وتفاقم ظروفهم مع نقص الأغطية والملابس الشتوية وحرمان المئات من زيارة أبنائهم، ما يحول دون إمكانية إدخال ملابس لأبنائهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات