غزة وكورونا.. مواجهة صعبة وتحذيرات من عواقب وخيمة

وفاتان جديدتان سجلتهما وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الخميس، ليرتفع عدد الوفيات المتأثرة بإصابتها بفيروس كورونا إلى 56 حالة وفاة منذ مارس/ آذار الماضي.

وارتفع عدد الإصابات بالفيروس منذ أوائل مارس إلى 12439 إصابة، لا يزال بينها 3827 حالة نشطة، منها 341 حالة بحاجة إلى رعاية طبية داخل المستشفيات، مسجلة 41 حالة دخلت مرحلة الخطر.

دعوة لتجنب الأسوأ

مدير دائرة الطب الحرج بوزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور إياد أبو كرش، دعا المواطنين في قطاع غزة إلى التقيد التام بإجراءات الوقاية والسلامة تجنباً لوقوع الأسوأ.

وأوضح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الطواقم الطبية تبذل جهودًا جبارة لزيادة أعداد أسرّة العناية المركزة لـ 180 سريراً في مستشفيات قطاع غزة المختلفة، في ظل الازدياد المضطرد في عدد الإصابات داخل قطاع غزة.

وحذّر من أنّ الزيادة في أسرّة العناية قد تكون غير كافية في حال استمرار الزيادة الطردية والكبيرة في الإصابات بفيروس كورونا، وما يتبعه من زيادة من الإصابات الخطرة.

مؤشر خطير

بدوره؛ قال مدير دائرة مكافحة العدوى بوزارة الصحة بغزة، رامي العبادلة، إن زيادة أعداد المناطق المصنفة حمراء، وارتفاع أعداد الإصابات ارتفاعا كبيرًا بقطاع غزة مؤشر خطير جدًّا.

وأوضح في تصريح صحفي، أنّ وجود كورونا في المجتمع، وعدم التزام المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية، نذير خطر، ومن المتوقع أن يكون عدد كبير من المواطنين يحتاجون إلى أقسام العناية المركزة، وهناك حالات تصنف ما بين خطيرة وحرجة، مما سيزيد الوضع سوءًا في أقسام المستشفيات، ويحدّ من القدرة على التعامل مع هذه الحالات.

وأكد أنه في حال ازدياد حالات الإصابة بالفيروس، وعدم قدرة وزارة الصحة الاستيعابية على التعامل معها، ستكون هناك توصية بشدة نحو الإغلاق الشامل لقطاع غزة لتخفيض المنحنى الوبائي في القطاع.

وأهاب العبادلة، بالمواطنين بالوقوف عند مسؤولياتهم، والالتزام بإجراءات السلامة والوقاية لحماية المجتمع من خطر الوباء.

المحطة الخامسة

قبل حلول جائحة كورونا، كان المستشفى الأوروبي الذي خصّصته وزارة الصحة للوبائيات مؤخراً، يعمل بقدرة محطتين لتوليد الأكسجين بالمستشفى.

وبعد تزايد حالات كورونا مؤخراً، وتزايد الحالات التي بحاجة إلى تنفس اصطناعي، رفعت إدارة المستشفى من قدرتها توليد الأكسجين إلى خمس محطات مؤخراً.

وعملت الوزارة على نقل المحطات في المستشفيات المختلفة من القطاع إلى المستشفى الأوربي لإنقاذ حياة مرضى فيروس كورونا الذين تتزايد أعدادهم يوميًّا.

وطالبت وزارة الصحة المواطنين بضرورة الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية حتى لا يكونوا سبباً في إنهاك إمكانيات وقدرات الطواقم الصحية.

تحذيرات

أما أخصائي الأحياء الدقيقة وعضو اللجنة الاستشارية الصحية لمواجهة فيروس كورونا في غزة، الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، فقد حذر من عواقب وخيمة تلوح بالأفق في قطاع غزة جراء الزيادة المطردة في أعداد الإصابات بفيروس كوفيد19.

وقال د. المناعمة في تصريحٍ صحفي “إننا نتحدث عن قطاع صحي في غزة يعاني بشدة جراء سنوات طويلة من الحصار، وإن الزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات قد تصل بنا إلى عدم قدرة المرافق الصحية في القطاع على استقبال الحالات الخطرة”.

وأكد د. المناعمة على أن كل خطط مكافحة كوفيد 19 على مستوى العالم تعتمد على مدى التزام المواطنين بالإجراءات الصحية في بلدانهم، وأن عدم الالتزام بالتعليمات الصحية يعني ضياع كل الجهود المبذولة في مكافحة انتشار الفيروس.

وأشار د. المناعمة أن الحديث عن إنتاج لقاحات للفيروس في عدد من دول العالم لا يزال في طور التجريب، وأن فرص وصول اللقاحات إلى قطاع غزة غير متوفرة في الوقت الراهن، وأن الرهان فقط الآن على الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة.