الإثنين 06/مايو/2024

الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد البطلَين عدي وغسان أبو جمل

الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد البطلَين عدي وغسان أبو جمل

توافق اليوم الذكرى السوية السادسة على تنفيذ عملية بطولية على يد المجاهدين عدي وغسان أبو جمل داخل كنيس يهودي، مستخدمين فيها بلطة كبيرة ومسدسين، وبهمّة الجمل الذي لا ينسى ثأره، وعلى أرض دير ياسين غرب القدس، استطاع أبناء الجمل الانقضاض على خمسة حاخامات فقتلوهم وأصابوا آخرين.

وجاءت العملية البطولية المزدوجة بإطلاق النار والطعن، بعد سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على أبناء شعبنا، والتي كان آخرها استشهاد الشاب يوسف الراموني (32 عامًا)، والذي وجد في حافلته مشنوقًا ومعذبًا من متطرفين يهود في نفس مكان العملية، وقبل 24 ساعة من تنفيذها.

أخلاق الشهداء

تميز عدي وغسان بأخلاق عالية، كما تميّزا بالمحبة والصبر والإرادة والقوة والشجاعة، وكانا شديدي الحرص على تقديم المساعدة لكل محتاج، كما كانا من المشاركين دائمًا في المواجهات التي تندلع في القدس بشكلٍ مستمرّ.

كان عدي دائم الجلوس قرب جدته التسعينية، يدعوها لترديد أغاني الثورة الفلسطينية والفدائيين التي حفظها منها، والتي كان لها عظيم الأثر في نشأته، وتعبيد الطريق الذي سار فيه نحو الشهادة.

أما غسان، ذلك الأب الحنون لثلاثة أطفال (وليد وسلمى ومحمد)، تميز بحبه الشديد لأطفاله، ولعل حبه هذا كان سببًا في أن يضحّيَ بدمه لتأمين مستقبل خالٍ من الذل والهوان، مليءٍ بالعزة والكرامة.

زلزال هز المحتل

وتسببت عملية أبناء العم أبو جمل في إحداث صدمة وزعزعة في جبهة الاحتلال الداخلية ووسائل الإعلام البي منحت العملية اهتمامًا خاصًا، وذلك تبعًا لطريقة التنفيذ الجريئة التي أبداها الشهيدان، فضلًا عن حساسية المكان الذي نُفذت فيه.

وبحسب شاهد عيان لقناة الاحتلال الثانية وقتها، فقد عبّر عن المشهد داخل الكنيس قائلًا: “كان هناك اثنان من المنفذين، أحدهما يحمل سلاحًا والآخر سكينًا، وأطلقوا النار فورًا علينا وهم يكبرون والآخر كان يمسك بالشخص ويقوم بطعنه كالخروف”.

وحين انتهى البطلان من المستوطنين اليهود داخل الكنيس، قررا مواصلة التضحية حتى الرمق الأخير، فاشتبكا مع شرطة الاحتلال التي حاصرت المكان، وقتلا شرطيًّا من المحاصرين أثناء خروجهما من المعبد، قبل أن يرتقيا إلى العلا وفي يديهما أدوات العز التي أذلت رقاب المحتلين.

ثأر لا يُنسى

ولم يكن الشهيدان عدي وغسان الوحيدين الذين تقدمهما عائلة أبو جمل فداء لفلسطين وللأقصى، فبعد عام واحد من عمليتهما البطولية، وفي الشهر الأول من انتفاضة القدس نفذ البطل علاء أبو جمل عملية دهس وطعن بطولية شكلت كابوسًا جديدًا للاحتلال.

وقد أخذت عملية الشهيد علاء صدى واسعًا وشكلت زخمًا كبيرًا في أحداث الانتفاضة، خاصة مع صور العملية التي نُشرت، والتي أظهرت حجم البسالة التي تحلى بها الشهيد أثناء تنفيذه لعمليته.

وقد جاءت عملية الشهيد علاء ردًا على ما تعرضت له عائلة أبو جمل من مضايقات استمرت لنحو العام؛ حيث ومنذ اللحظة الأولى لتنفيذ عدي وغسان لعمليتهما تم احتجاز جثمانيهما لنحو 36 يومًا، وفرض الاحتلال عقبها شروطًا محددةً تقضي بالسماح للعشرات فقط بتشييعهما.

وعقب ذلك توالت الاعتداءات على العائلة؛ حيث تم تفجير منزل عدي، وسُكب الباطون في منزل غسان، وأُبعدت زوجته وأطفاله الثلاثة إلى الضفة الغربية.

ترجل الجملان، تاركين خلفهم حملاً وطنيًّا كبيرًا، وأمانة عظيمة، يتوجب على أهل القدس وكل حر شريف أن يتمسك بها، فطريق التحرير يتواصل، والانتصار يجيء تحت وقع ضربات المقاومين، والدم لا يذهب هدرا، وإنما يتجمع ويتراكم في جداول، لتصب في نهر الحرية الجاري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات