عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

عودة العلاقات مع الاحتلال.. السلطة تختار الوهم وتعود للمربع الأول!

عودة العلاقات مع الاحتلال.. السلطة تختار الوهم وتعود للمربع الأول!

بينما يوجد وفدان من حركتي فتح وحماس في  القاهرة لإنجاز المصالحة، والبناء على مخرجات اجتماع الأمناء العامّين للفصائل في بيروت، تخرج السلطة الفلسطينية بصدمة كبيرة على لسان وزير الشؤون المدنية فيها حسين الشيخ بعودة العلاقات مع الاحتلال لسابق عهدها.

المصالحة الفلسطينية، وترتيب البيت الداخلي، والتحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال، وإطلاق مقاومة فلسطينية شعبية شاملة، كانت أبرز مخرجات اجتماع الأمناء العامّين في بيروت، والذي عقد في سبتمبر الماضي، إلا أن هذا الإعلان شكل نسفًا لهذه المخرجات، ومقامرة كبيرة بالمشهد السياسي الفلسطيني الداخلي.

وكانت رئيس السلطة محمود عباس، قد أعلن في 19 مايو الماضي الانسحاب من الاتفاقيات والالتزامات مع الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية، على خلفية التهديدات الإسرائيلية بضم (سلب) أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

عين السلطة على الاحتلال
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: إن ما حدث يكشف بوضوح أن السلطة الفلسطينية كانت عينها الحقيقية على الاحتلال الإسرائيلي وإعادة العلاقة معه.

وشكك القرا في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، في قطع العلاقة بين السلطة والاحتلال، أو توقف الاتصالات فيما بينهما، لافتاً إلى أن العلاقة قد تكون توقفت في العلن فقط.

وقال: إن الأمر الذي يجب عدم تجاهله هو أن العلاقة مع “إسرائيل” ستؤثر على علاقتها وموقفها من المصالحة الفلسطينية، “وكأن التوقيت يقول إن العلاقة مع إسرائيل مقدمة على العلاقة مع الفصائل الفلسطينية، وبالتحديد مع حركة حماس”، وفق قوله.

ولفت القرا إلى أن إعلان ما حدث هو إعلان غير بريء، ويعمل على تعزيز العلاقة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، وأن الأخيرة جدية في العلاقة مع الاحتلال، وغير جدية مع الفصائل الفلسطينية.

وأكد أن الذهاب في هذه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي بهذا الشكل سيترتب عليه مواصلة سياسة الاعتقال السياسي بالضفة الغربية التي لم تتوقف، وأيضاً التضييق على الفصائل، وعدم الالتزام بما جاء في بيان الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية.

وأضاف أن هذه العلاقة ستؤكد أن اهتمام السلطة ينصب على العلاقة مع الاحتلال، وليس على ترتيب الشأن الفلسطيني الداخلي.

استخفاف بشعبنا
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون: إن العلاقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي كانت متوقعة، وإن كانت طريقة الإعلان فيها استخفاف بالشعب الفلسطيني.

وأشار المدهون في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أنه بمجرد أن وصلت رسالة من الاحتلال كان هناك قرار من السلطة باستئناف التنسيق والتعاون معه، “مع العلم أنها لم توقف تنسيقها الأهم مع الاحتلال وهو التنسيق الأمني”.

وأضاف: “لا شك أن خيارات السلطة كانت مفتوحة أمام تعزيز لحمة المصالحة الفلسطينية”، متوقعاً أن تكون الورقة التي أرسلها من  الاحتلال للسلطة من أجل عرقلة المصالحة الفلسطينية.

وأكد المدهون ضرورة دفع السلطة من أجل الذهاب إلى استكمال مسار المصالحة، لأن الاحتلال يطمع بضم (سلب) الضفة الغربية، ويسيطر على القدس ويعدّها عاصمة له.

وأوضح المدهون أن أي مفاوضات سياسية بين السلطة والاحتلال، ستعني البدء من الأمر الواقع بأن القدس عاصمة للاحتلال، والضفة ستخضع لعملية الضم (السلب والنهب).

وأكد أن الخيار الأنسب هو المصالحة ومواجهة الكل الفلسطيني للاحتلال بكل السبل والوسائل، مشيراً إلى أن مسار المصالحة على المحك، وأن استئناف العلاقة مع الاحتلال يمثل تنكبًا عن مسار الأمناء العامّين.

وقال: “الفصائل والشارع في صدمة لما حصل من استئناف العلاقة مع الاحتلال وغير قابل لهذا التوجه، وعلى السلطة أن تبرر وتوضح ما حصل، وأن تستكمل مسار المصالحة على الذهاب لمسارات مع الاحتلال ليس فيها أي مصلحة مع الشعب الفلسطيني”.

عدم الاستسلام لمتاهات أوسلو
من جانبه، رأى المحلل السياسي ناجي الظاظا المصالحة خيارًا إستراتيجيًّا ومسارًا لا يمكن التراجع عنه لاستعادة الوحدة الوطنية وجمع الكل الفلسطيني على مشروع المقاومة.

وقال في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “من الطبيعي أن يحتفل حسين الشيخ وأبطال التنسيق الأمني بعودة العلاقات مع الاحتلال إلى العلن، فهؤلاء تتضرر مصالحهم وتتناقض مع أي مسار لاستعادة الوحدة على أساس المقاومة مهما كان شكلها أو اسمها”.

وأضاف: “كفلسطينيين لا يجب أن نستسلم للعودة إلى متاهات المفاوضات ومسار أوسلو، وعلينا أن نحافظ على خطوط الوحدة”.

وتابع: “مهما حاول فريق التسوية أن ينفخوا في أوسلو الميتة فلن يحصلوا سوى على مزيد من التغول الإسرائيلي، ونتنياهو منذ 2009 يرفض أي تعاون سياسي مع السلطة، وقد كانت الظروف أفضل من الآن بالنسبة للسلطة”.

وأوضح أن السلطة ربما تماطل في عقد اجتماع الأمناء العامّين كما تفعل منذ أكثر من شهر، ولكن في النهاية شعبنا الفلسطيني شاهد، وقرأ جيداً الحالة الوطنية التي تدفع باتجاه مواجهة إجراءات الاحتلال في سياق نكوص العرب عن وعودهم وتنصلهم حتى عن مسار دعم السلطة، وذهابهم منفردين إلى التطبيع.

غطاء لموجة التطبيع

أما المحلل السياسي أحمد ابو زهري فقد قال إن إعلان السلطة الفلسطينية عودة علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، يشكل غطاء سياسيا للمطبعين.

وأضاف في تصريح للمركز الفلسطيني للإعلام أن هذا الموقف يضعف القدرة على مواجهة موجة التطبيع العربية التي تجتاح المنطقة.

كما اشار إلى أن الإعلان هذا يأتي بعد يومين، من عطاءات إسرائيلية لبناء 1257 وحدة استيطانية جنوب القدس، في مخطط استيطاني خطير يجعل فكرة إقامة دولة فلسطينية مترابطة أمرًا مستحيلا.

عبثية

أما الكاتبة لمى خاطر، تساءلت عبر حسابها في تويتر: “أي عبثية هذه التي تنتهجها قيادة السلطة وحركة فتح؟!”، قائلة: “يبدو الآن أنه لا وزن لأي كلام عقلاني يحلل ويفسر، أو يبرر تراجعها المهين هذا، وإعلانها إعادة التنسيق والعلاقات مع الاحتلال، فأولويتها واضحة: بقاء السلطة هو الثابت الوحيد، وما سواه قابل للتغير”.

وأضافت “نأمل ألا يعود كل مستنكر للخطوة لترديد مصطلح (طرفي الانقسام) بعد حين”.

السلطة تختار الوهم

وكتب المحلل السياسي عريب الرينتاوي: “السلطة تعود عن قراراتها وتعيد الوضع مع إسرائيل إلى ما كان عليه، فيما الأنباء المتفائلة من القاهرة تتوالى؟ السلطة تختار بعث الأوهام ومطاردة خيوط السراب وتقامر بفرصة المصالحة واستعادة الوحدة الضئيلة أصلًا”.

وتساءل الرينتاوي: “أين أصبحت قرارات المجلس المركزي واللجنتين التنفيذية للمنظمة المركزية لفتح؟ ما مصير رواتب الأسرى والشهداء والمبالغ المقتطعة من أموال المقاصة؟ أي رسائل تلقتها السلطة وممن؟ وأي مضامين؟ ولماذا إعطاء حكومة نتنياهو صك براءة بالقول إنها جددت التزامها بالاتفاقات؟”.

أما الكاتب ياسر الزعاترة فقد كتب: بعد يومين من نهاية عامه الـ 85، ها هو محمود عباس يضيف ملحمة جديدة إلى سجله الوطني بإعادة “تعاون أمني”؛ نشك أنه توقف أصلا. سجل عنوانه “التعاون الأمني”، وازدراء المقاومة، وتأليف الكتب عن إنجازات وهمية، وأوبريت عن بطولاته. هذا الرجل كارثة على شعبنا وقضيتنا، ومن يطبّلون له مثله تماما.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات