ترامب يتمسك بالفوز ويلجأ للشارع وبايدن يشكل فرق المرحلة الانتقالية

بدأ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تشكيل أولى فرق المرحلة الانتقالية استعداد لتسلم مهام البيت الأبيض، في حين يصر الرئيس دونالد ترمب على الفوز ويتوعد بالنزول إلى الشارع، وفقا لمصادر صحفية.

وفي هذا السياق، نقل موقع أكسيوس عن مستشارين لترمب، تأكيدهم أن الرئيس ترمب سيعقد تجمعات مماثلة لتلك التي أجراها أثناء حملته الانتخابية.

كما نقل الموقع ذاته عن مستشارين لترمب قولهم إن حملة ترمب ستعلن عن فرق مهمتها متابعة إعادة فرز الأصوات بولايات رئيسية.

وفي إطار مسار المواجهة القضائية، قررت حملة ترمب تعيين النائب الجمهوري دوغ كولينز لقيادة الفريق القانوني المكلف بمتابعة إعادة فرز أصوات جورجيا.

مقربون من ترمب يعلنون مواقفهم
وبدأ أعضاء بارزون في الكونغرس الأميركي يعلنون مواقفهم بشأن الانتخابات ونتائجها؛ حيث حضّ العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام الرئيس دونالد ترمب على “القتال بشراسة” وعدم الإقرار بخسارته أمام جو بايدن في السباق الرئاسي، مشددا على وجوب التحقيق في مزاعم تفتقد للأدلة أطلقها الملياردير الجمهوري.

وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز إن هذه الانتخابات متنازع عليها، كما أن وسائل الإعلام لا تحدد نتائجها، مشيرا إلى أن التصويت عبر البريد كان بمنزلة كابوس للجمهوريين، على حد وصفه.

وأوضح غراهام خلال حديثه، أن الجمهوريين إذا لم يخوضوا المعركة الآن، فلن يتمكنوا مجددا من الفوز بالانتخابات الرئاسية. ودعا الجمهوريين إلى عدم قبول إعلان وسائل الإعلام بشأن الانتخابات، وأكد ضرورة خوض المعركة.

وقال رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن إعلان الرئيس هزيمته سيكون خطأ بعد ما وصفه بالاحتيال الذي تعرض له.

وأضاف جولياني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أن حل هذه الاختلالات لن يتم على مستوى الولايات، وقال إن لدى حملة ترمب 70 شاهدا على هذه الاختلالات في ولاية بنسلفانيا.

وكرر الاتهامات التي سبق للرئيس ترمب أن أطلقها من إبعاد للمراقبين عن مراكز الفرز، ورأى أن هدف هذه العملية هو تقليص تقدم ترمب في ولاية بنسلفانيا.

وقال إن عددا من بطاقات الاقتراع احتُسبت بعد وصولها بشكل متأخر لمكاتب فرز الأصوات في بنسلفانيا، كما ادعى أن أمواتا صوتوا في هذه الانتخابات. وأكد إمكانية تغيير النتائج في بنسلفانيا، التي شهدت ما قال إنها كارثة في فرز الأصوات.

وكان مسؤولون جمهوريون أكثر تحفظا في تعليقاتهم، إلا أنهم رفضوا الاعتراف بفوز بايدن، مشددين على ضرورة المضي في الطعون القضائية ومواصلة الفرز.

وصرح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي لشبكة “فوكس نيوز” أن “ما نحتاج إليه في السباق الرئاسي هو الحرص على فرز كل بطاقات الاقتراع القانونية، وإنجاز كل عمليات إعادة الفرز، والنظر في كل الطعون القضائية”.

وتابع “عندها فقط ستقرر أميركا من الفائز بالسباق”.

وسبق أن أطلق ترمب سلسلة مزاعم بحصول تزوير من دون تقديم أي دليل، وادّعى أنه فاز بالانتخابات رغم أن تقديرات مبنية على نتائج الفرز أظهرت أن بايدن هو الفائز.

من جهته، عدَّ السيناتور الجمهوري تيد كروز أنه لا يزال لدى الرئيس ترمب طريق للفوز، وهو عد جميع الأصوات القانونية وعدم احتساب الأصوات غير القانونية، مؤكدا أن الإعلام ليس هو من يحدد هوية الرئيس وهذه انتخابات متنازع عليها في عدد من الولايات.

وأضاف كروز “سمعنا أن هناك موتى أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات، وأن هناك خللا في برنامج احتساب الأصوات في ميشيغان وهو البرنامج الذي تعتمده ولايات أخرى”.

وقال إن البلاد لديها نظام قضائي للتعرف على هذه الحقائق ويمكن أن ينتهي الأمر في المحكمة العليا بسهولة، وتوقع سيناريو مشابه في هذه الانتخابات لما حصل في انتخابات 2000.

وفي غضون ذلك، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مصدرين أن جاريد كوشنر -كبير المستشارين في البيت الأبيض- تواصل مع الرئيس ترمب بشأن الإقرار بنتيجة الانتخابات.

ونقلت رويترز عن حلفاء ترمب أنه لا يعتزم الإقرار بالهزيمة قريبا، وقال أحدهم إن الرئيس ليس مستعدا للإقرار بالهزيمة مع أنه لا يوجد ما يكفي من بطاقات الاقتراع الباطلة خلال إعادة فرز للأصوات لتغيير النتيجة، وأضاف “من المؤكد حسابيا أنه سيخسر”.

وقال مركز الانتقال الرئاسي إن نتيجة الانتخابات واضحة وكافية لبدء نقل السلطة، وإن كان هناك نزاعات قانونية تتطلب الحسم.

وحث المركز إدارة دونالد ترمب على البدء فورا في عملية نقل السلطة إلى فريق جو بايدن.

فريق للعمل بشأن كورونا
في المقابل، قال الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إنه سيقوم بتشكيل مجموعة عمل من 12 عضوا غدا الاثنين لوضع تصور للتعامل بفعالية مع فيروس كورونا، في أول خطوة نحو الوفاء بأكبر وعود حملته الانتخابية المتمثل في الاستجابة بشكل فعال للجائحة التي أصابت الملايين وأضرت بالاقتصاد الأميركي.

وأضاف “لن أدخر جهدا أو أي التزام لتحقيق نجاح ملحوظ بشأن هذه الجائحة”، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء اليوم الأحد.

وأشار إلى أن جهود الاستجابة للجائحة ستُبنى على العلم، وسيقود مجموعة المهام الخاصة الجراح العام السابق فيفيك مورثي، ومفوض إدارة الغذاء والدواء السابق ديفيد كيسلر، بحسب ما نقلته بلومبيرغ عن مديرة حملة بايدن، كيت بيدنجفيلد.

إلى نادي الغولف
وفي غمرة الجدل حول قضية الانتخابات، غادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض إلى نادي الغولف في سترلينغ بولاية فرجينيا، وذلك للمرة الثانية على التوالي منذ الإعلان عن فوز منافسه الانتخابي المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وغادر ترمب في موكبه الخاص متوجها إلى ناديه الذي يبعد نحو 40 دقيقة تقريبا من البيت الأبيض، حيث رابط بعض المواطنين عند بعض المفترقات رافعين لافتات تنوّه بفوز منافسه جو بايدن في السباق الرئاسي.

وكان ترمب قد أمضى أمس الأول ساعات في نادي الغولف في الوقت الذي كانت فيه عمليات الفرز الحاسمة تجري على قدم وساق، ثم عاد إلى البيت الأبيض واختار دخوله من مدخل جانبي.

المصدر: الجزيرة + وكالات