إسرائيل بدون امريكا ؟!

تحاول اسرائيل دوما تجاوز عقدة نقصها وشعورها الدائم بحاجتها لرعاية ومظلة أمريكية سياسية واستراتيجية كما جاء في عقيدة أمنِّها القومي ، وذلك من خلال تكتيكات معينة من أهمها إعلانها الاستعداد والجهوزية للمواجهة والحرب ، بل والقدرة على خوض معركة لوحدها على عدة جبهات ، كما ظهر في مناوراتها الأخيرة في الشمال والتي انتهت أمس الخميس والمسماة “السهم القاتل” ، حيث الجبهة المركزية هي مواجهة احتمالات قيام حزب الله بالسيطرة أجزاء من فلسطين مع اندلاع مواجهات في غزة واطلاق صواريخ من العراق ، وفي مقابل هذا شكل اتفاق امريكي اسرائيلي جديد لتعويض الأخيرة عن نية واشنطن المضي قدما في بيع 50 طائرة من طراز أف 35 للإمارات مؤشرا آخر على مدى حاجة اسرائيل لأمريكا وخاصة في أوقات الحروب .
شملت التفاهمات بين وزير الجيش الاسرائيلي غانتس ووزير الدفاع الامريكي مارك أسبر في اسرائيل 29-10 التزاماً أمريكياً بتزويد الجيش الاسرائيلي بالذخيرة أثناء الحرب وتزويد طائراتها بالوقود كذلك ، فكيف يمكن لاسرائيل دون الدعم العسكري المباشر ،وكيف يمكن لقادتها السياسيين والعسكريين أن يزعموا أنهم مستعدون للحرب في جبهة أو من باب أولى في ثلاث جبهات ؟ أم أنهم يعتمدون على غيرهم كأمريكا للقتال عنهم ؟
لا يعني هذا الاستهانة بقدرات الجيش الاسرائيلي ، فهو من أقوى جيوش المنطقة ولكنه مبني على الحروب الخاطفة والسريعة ، أما طويلة المدى فهي أمر آخر وبحاجة لتدخل امريكي واضح ، وهي نقطة ضعف كبيرة في الأمن القومي الاسرائيلي .
من المناسب الاشارة أيضا الى أن تفاهمات اسبر وغانتس تضمنت أيضا موافقة امريكية على تزويد دولة الاحتلال بسرب جديد من طائرات أف 35 وسرب آخر من النموذج الأكثر تطوراً من طائرات اف 15 ، وقنابل ذكية تخترق التحصينات العالية إضافة الى تكنولوجيا حديثة متطورة ، الأمر الذي سيحوّل بيع امريكا طائرات اف 35 للامارات أمرا محتملا ولا يؤثر بالمطلق على التوازن العسكري مع اسرائيل ولكنه يحقق لترامب مطالبه بتشغيل شركات السلاح وتوفير مئات آلاف فرص العمل ، كما أنه يسمح بإغراء بعض الدول بالتطبيع مع اسرائيل مقابل ثمار السلام ” على شكل طائرات أو إلغاء ديون أو ما شابه .
أو بمعنى آخر : اسرائيل تقبض وأمريكا تدفع وتضغط وتهدد إن لزم .
ومن جهة أخرى فان اتفاقات التطبيع بين اسرائيل والامارات واسرائيل والسودان قد تمت بدعم ورعاية أمريكية ، فهي قاطرة هذه العملية ، حتى بدا الأمر كأنه اتفاق امريكي سوداني ، أو امريكي اماراتي بالدرجة الأولى ومع اسرائيل بالدرجة الثانية ، ولا يقلل هذا بالطبع من عمق الجريمة الاستراتيجية والسياسية والأخلاقية التي ارتكبتها أنظمة التطبيع ، ولكن القول هنا يستهدف وضع الأمور في نصابها وإعادة اسرائيل- المستوطنة لحجمها الطبيعي ونتنياهو لمقامه المحدود ، وبمعنى آخر فإن مشكلة العرب والمسلمين هي امريكا بالدرجة الأولى وعليهم التعامل معها بالوسائل المتاحة والمناسبة وهي مهمة معقّدة وطويلة المدى ، أما اسرائيل فيمكن للفلسطينيين موحدّين مواجهتها .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...