الإثنين 17/يونيو/2024

يوميات كورونا.. مبادرة توعوية بـالدمى لأطفال غزة

يوميات كورونا.. مبادرة توعوية بـالدمى لأطفال غزة

أبطال مبادرة “يوميات كورونا” هم ثلاثة دمى إحداها تجسد دور طبيبة ودميتان لفيروس كورونا يقدمون النصيحة والإرشاد يوميا للأطفال وطلبة المدارس عن خطورة الجائحة.

وكانت المعلمة ياسمين العويسي، من مدرسة البراق التابعة لمديرية التربية والتعليم غرب غزة، قدمت حلقات مصوّرة على برامج التواصل الاجتماعي عن كورونا مستخدمة الدمى المحببة للأطفال.

بدأت الفكرة لدى المعلمة العويسى قبل أسابيع عندما أرادت الخروج عن المألوف في حملات الإرشاد التي تعتمد الشعارات والجمل المكتوبة في الأماكن العامة وعلى مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام.


null

وحظيت مبادرة العويسي التي حملت عنوان “يوميات كورونا” بتفاعل ومتابعة كبيرة من طلاب مدرستها وبقية الأطفال في قطاع غزة شاهدوا الدمى للمرة الأولى تتحدث عن كورونا بواسطة قناة خاصة على موقع “يوتيوب” و”فيسبوك”.

عائلة فنيّة
قبيل الرابعة مساءً يبدأ فريق العمل المكوّن من المعلمة العويسي وأطفالها الثلاثة الإعداد للحلقة اليومية التي تبث مباشرةً على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل منزلها بعد ضبط الإعدادات الفنيّة.

تقول ياسمين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أردت الوصول للأطفال وإرشادهم بعيداً عن الشعارات واللافتات المكتوبة؛ فاستخدمت الدمى وشخصيات تشبه أفلام الكرتون ليتابعوني وأنا أرشدهم عن مخاطر وعدوى كورونا”.


null

وقدمت العويسي 12 حلقة مصورة مثلت فيها مع أطفالها الثلاثة (يوسف 9 سنوات، ورغد 8 سنوات، ولين 6 سنوات) اسكتشات مسرحية لا تتجاوز 3 دقائق يومياً.

وحلقت مبادرة “يوميات كورونا” مع خيال ومستقبل الأطفال بغزة وهي تتحدث لهم في لقاء مع كوكب الأرض للتعرف على الوجه الأبيض لفيروس كورونا وحمايته من التلوث.

وتتابع: “لدي دمية تمثل الطبيبة ودميتان برأس فيروس كورنا تحدثوا عن 12 موضوعا أهمها الفرق بين الحجر الصحي والعزل الصحي، والطريقة الصحيحة لخلع القفازات وغسل اليدين وارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وكيفية التعامل مع الملابس المتسخة”.


null

وتدخلت الدمية الطبيبة في جميع الحلقات، مشددةً على ضرورة اعتماد آخر المستجدات حول أخبار كورونا من الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الرسمية.

وتحدثت الدميتان بصوت يشبه أصوات شخصيات أفلام الكرتون في مقاطع مسرحية لإيصال معلومات الإرشاد والتوعية في الحياة اليومية للتعايش مع فيروس كورونا.

واعتمدت العويسي “اسكتشات” مسرحية مستوحاة من دفتر أسمته دفتر “عسل” جاء بعد مشاركة سابقة لها في مبادرة رعتها مؤسسة “أوركيد” التي تهتم وترعى الإبداعات.


null

تفاعل كبير
ولا تقتصر مبادرة “يوميات كورنا” على بث مقاطع الفيديو اليومية؛ بل زادت العويسي من حالة التفاعل بطرح الأسئلة وتلقي الاتصالات قبل نشر أسماء الأطفال الفائزين بالإجابات الصحيحة وحصولهم على جوائز تشجيعية.

وأثنت وزارة التربية والتعليم على الطريقة الإبداعية للمعلمة العويسي التي وصلت فيها لفهم واستيعاب الأطفال، وحضر د. عبد القادر أبو علي مدير التربية والتعليم، ود. صفاء جرادة مديرة مدرسة البراق الحلقة الثانية عشرة مباشرةً قبل تكريمها على مبادرتها.


null

وتركت المعلمة العويسي الدفاتر والأقلام وهي ترشد وتعلم طلابها وأطفال قطاع غزة متقمّصةً أدوارًا مختلفة في مقاطع الفيديو بأصوات أفلام الكرتون يعاونها أطفالها الثلاثة برغبة وإبداع.

وبعيداً عن العناوين المشهورة في جائحة كورونا تطرقت المبادرة لمواضيع غير تقليدية مثل خطر نقل الحيوانات الأليفة للفيروس، وآلية التغلب على صعوبات التعلّم الإلكتروني المعتمد حالياً بديلًا للتعليم الوجاهي.

ويؤكد المعلم هاني الشريف  -الخبير في صناعة الدمى، والذي تلقى فكرة زميلته العويسي- أنها طرقت باباً مهماً في كسب انتباه الأطفال من خلال وسائل إيضاح غير تقليدية.


null

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام: “عملت ممثلًا أرتدي الدمى من 18 عاماً، وبدأت تصنيعها قبل 11 عاماً، وأعلم مدى استجابة الأطفال لكل ما تقدمه الدمية”.

وعاون الشريف المعلمة العويسي حين صنع بيديه 3 دمى للمبادرة تجسّد دمية الطبيبة ودميتين لفيروس كورونا ظهرتا في جميع مقاطع الفيديو المسرحية.

ويتبع: “الدمية هي الوسيلة الأقرب لجذب انتباه الطفل خاصّة حين نقدم له نصيحة خارج الروتين تذكره بأفلام الكرتون التي يشاهدها يومياً، قدمت لياسمين أفكاراً عديدة”.

ومع تواصل هموم جائحة كورونا في مجتمع غزة المحاصرة لا يزال الأطفال هم العنوان الأكثر أهمية في إطار الأزمة الممتدة التي بدأت الناس مرحلة التعايش معها كأمر واقع لا يمكن إنكار حضوره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات