الأربعاء 26/يونيو/2024

صناعة جفت الزيتون.. مهنة الموسم لأهل غزة في ظل الحصار

صناعة جفت الزيتون.. مهنة الموسم لأهل غزة في ظل الحصار

ما إن يبدأ موسم قطف ثمار الزيتون وتبدأ عملية العصر واستخراج الزيت حتى تبدأ مهنة موسمية لدى العديد من العاطلين عن العمل.

ويلجأ بعض أهل غزة لاستثمار وقته بالبحث عن عمل ينقذه من شبح الفقر والبطالة وقلة فرص العمل والحصار الذي يضرب قطاع غزة منذ 14 عامًا. 


مصدر الرزق الوحيد

ومع بداية الموسم تتهافت بعض العائلات في غزة على معاصر الزيتون المنتشرة في قطاع غزة، للحصول على جفت الزيتون، ليكون مصدر رزقهم الوحيد.

وبدراهم معدودة يبيع الشاب محمد النجار كيس الجفت الذي يتحصل عليه عبر شرائه من المعصرة لتبدأ عملية العمل وتعبئته في أكياس استعدادا لبيعه.

وكان الجفت لأعوام عديدة، يشكّل عبئًا بيئيًّا داخل القطاع، ويتم التخلص منه وإلقاؤه داخل التربة، ما أدى إلى تقليص مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتلويث المياه الجوفية.

أما اليوم فبات مصدر رزق للعديد من العائلات، بالإضافة إلى كونه مصدرًا للتدفئة والطهي في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.



مراحل الإنتاج

“الجفت” أو “تفل الزيتون” أو “الفيتورة”، هو بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه؛ عبر فصل الزيت بعد العصر عن النواة واللب بشكل كامل.

وتختلف طرق تخزين الجفت -حسب الشاب النجار- بين وضعه في مكابس خاصة يتم تشكيله خلالها بشكل أسطواني أو عبر دوائر صغيرة.

ويلفت النجار وفق حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنه يتم تعريض الجفت لأشعة الشمس المباشرة حتى تجف وتصبح جاهزة لتكون مصدراً للطاقة البديلة.

ويبدأ موسم جفت الزيتون، بين شهرَي أيلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) من كلّ عام، بعد أن يتم جني محصول الزيتون وعصره؛ حيث يعدّ من أهم المواسم السنوية بالنسبة إلى سكان قطاع غزة، في ظلّ توفّر عدد كبير من الأشجار التي تتكفل في تغطية جزء كبير من حاجة السكان من الزيت والزيتون والجفت.



مصدر طاقة

ويتميز جفت الزيتون بحرارته العالية، وهو مصدر بديل للطاقة رخيصة الثمن. 

ووفق حديث النجار فإن سعر الكيس الواحد من الجفت (وزن 50 كيلوغراماً)، لا يتجاوز مبلغ 5 شواكل (1.5 دولار أمريكي)، في حين أنّ سعر إسطوانة الغاز (وزن 12 كيلوغراماً) في غزة يبلغ ثمنها 60 شيكلا (18 دولاراً أمريكياً).

ويحاول أهل غزة وخاصة في المناطق الشعبية وأصحاب الدخل المحدود البحث عن بدائل أقل تكلفة، وذلك في ظل ازياد النفقات التي تدفعهم للاعتماد على الجفت كمصدر للطاقة.

الشاب محمود قديح، الذي يعمل في هذا المجال منذ 6 سنوات، أفاد لمراسلنا أن الجفت يتيح فرص عمل جديدة لبعض العاطلين عن العمل، ويخفّف من نسب البطالة المرتفعة في غزة.



ويقوم قديح بالتحضير للموسم من خلال تجهيز الأرض المجاورة لمنزله وتمهيدها لتخزين كميات كبيرة من الجفت.

وعبر عربته التي يجرها حمار، ينقل قديح أكياس الجفت بعد تعريضها لأشعة الشمس وتحويلها لأسطوانات تمهيدًا لبيعها في الأسواق والأزقة والحارات.

ويشتري قديح عربة الجفت “جار ومجرور” من المعصرة بمبلغ يقارب الـ 1000 شيكل، حيث كان يتحصل عليها بالمجان قبل سنوات.

وقال إنّ “ما يتمّ الحصول عليه من عائد مالي من بيع جفت الزيتون يفي بتوفير متطلبات عائلتي المعيشية في ظلّ ارتفاع معدلات البطالة ومستويات الفقر لمستويات كبيرة، وهو مصدر رزقي الوحيد الذي أعتاش منه”.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 17 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...