عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

عائلة أسد القدس.. سجل فلسطيني حافل بالصمود والفداء

عائلة أسد القدس.. سجل فلسطيني حافل بالصمود والفداء

في التاسع من أكتوبر عام 2016، كانت المدينة المقدسة على موعدين لا ثالث لهما، وكان يتحكم بهما أسد القدس مصباح أبو صبيح؛ فإما أن يكون أسيراً لدى سلطات الاحتلال أو شهيداً.

في ذلك اليوم، ترجل أبو صبيح (39 عاماً) ملبياً نداء المسجد الأقصى، رافضاً تلبية استدعاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتسليم نفسه واعتقاله، بتهمة مشاركته في الدفاع عن المسجد، وإسناده للمرابطات المقدسيات.

عملية مزدوجة
الموعد الذي كان مقرراً أن يكون في سجن الرملة الإسرائيلي لقضاء حكم قضائي بالسجن 4 أشهر؛ بتهمة ضرب جندي إسرائيلي، فاجأ الاحتلال بقرار من نوع آخر، بتنفيذه عملية مزدوجة بدهس وإطلاق نار.

وأسفرت العملية عن مقتل “إسرائيليين” اثنين وإصابة ستة آخرين، من أفراد الوحدة الإسرائيلية الخاصة (اليسام)، ارتقى خلالها أسد القدس شهيداً بعدما أفرغ جنود الاحتلال رصاصاتهم في سيارته وجسده.

صمود يتحدى المضايقات
ومنذ ذلك الوقت، لا تزال عائلة الشهيد أبو صبيح تعاني من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ اعتقل الاحتلال أبناءه وزوجته ووالده عدة مرات، وهدم منزله وضيّق على أطفاله؛ وفق ما ترويه زوجته أم العز لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“.


وقالت أبو صبيح لمراسلنا: “الاحتلال لا يزال يعتقل نجليّ التوأم صبيح وعز الدين، وحكمت الأول 30 شهراً والثاني لا يزال قيد المحاكمة، وتهمتهما الدفاع عن المسجد الأقصى”.

وأضافت: “سلطات الاحتلال تعيق تنقلنا في المدينة، وتضيّق علينا بهدف مغادرتها والهجرة منها”، مؤكدة أنها مستمرة في دفع ضريبة الصمود والصبر والسكن في القدس المحتلة.

وأردفت بالقول: “بيتي مهدم في قرية كفر عقب، وغلبوني كتير (أتعبوني كثيرا) لما أخذت هوية لابني وقطعوا عني التأمين، وغلبوا ابني في المرور عبر الحواجز لتقديم امتحانات الثانوية العامة”.

وأكدت أن سلطات الاحتلال لو استطاعت لأقرّت قانونا صريحا وواضحا لتهجير أهل الشهيد، لكن دفاعهم وصمودهم المستمر يحول دون ذلك.

جثمان محتجز
وتحتجز سلطات الاحتلال جثمان الشهيد أبو صبيح، وتمنع أهله من الوصول إليه أو تسليمه لتقبيله قبلة وداع أخيرة، ومواراة جثمانه الطاهر الثرى.

وعبرت الزوجة عن أمنيتها في الحصول على قرار يحقق وصولهم لجثمان شهيدهم، مؤكدة أن آخر المعلومات التي توفرت حوله أن الاحتلال نقل جثمانه من الثلاجات إلى “مقابر الأرقام”.


وأفادت في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال يرفض تزويدهم بإفادة رسمية توضح مصير جثمانه.

والشهيد أبو صبيح أسير محرر وأب لخمسة أطفال، أمضى في سجون الاحتلال 39 شهراً على مدد مختلفة، وكان الحكم الأخير الصادر بحقه قبيل تنفيذ عمليته يتعلق بـ”ملف ضرب شرطي” في حي باب حطة، عام 2013م.

ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامين 66 شهيدا منذ عام 2015، منهم 4 شهداء دفنوا في ما يسمى بـ”مقابر الأرقام”، في حين ارتفع عدد جثامين الشهداء في هذه المقابر إلى 254 جثمانا، ارتقوا منذ 1967، وذلك حسب معطيات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات