السبت 18/مايو/2024

الجلمبات.. وجبة دسمة بالفسفور على موائد الغزيين

الجلمبات.. وجبة دسمة بالفسفور على موائد الغزيين

مع ساعات المساء يجهز الصياد أبو محمد الأسطل شباك صيد “السلطعونات” على شاطئ بحر خانيونس جنوبي قطاع غزة، أملاً بتحصيل قوت أطفاله الصغار بعد بيع فروش السلطعونات ككل موسم صيد.
 
ومع ساعات الفجر يبدأ الأسطل بإخراج “الجلمبات” بمساعدة أقاربه من شباك الصيد، ويستمر إفراغ الشباك من الأسماك العالقة، حتى الثامنة صباحاً.
 
وتعدّ هذه الأكلة الشعبية رفيقة الموائد في غزة لطعمها الشهي وفوائدها المتعددة.

وتحل هذه الوجبة الدسمة بالفسفور ضيفاً على موائد الغزيين، حيث يزداد الطلب عليها في هذه المدّة؛ لفوائدها الكبيرة، وسعرها الذين يتناسب مع جميع الفئات.

وتساهم “السلطعونات” الوافدة في توفير فرصة عمل للصيادين الذين جهزوا شباكا خاصة، حيث ينشرونها دوريًّا في البحر.


null

null

null

عملية اصطياد الجلمبات سهلة، حسب الصياد الأسطل، لكن المشكلة في تسليكها من الشباك، فهي تأخذ وقتًا طويلًا، قد يستمر لثلاث ساعات.

ويضيف: “نحن يوميًّا نخرجها الساعة الخامسة والنصف صباحًا، لكي تصل المشترى جاهزة الساعة الثامنة، وهناك طلب يوميٌّ وكبير عليها، فالكل يحبها هنا”.

وبالنسبة لأسعارها فهي في متناول الجميع، حيث يبلغ سعر الصندوق الأزرق الذي يحتوي 10 كيلوغرامات من 15 إلى 20 شيكلًا.

وتطهى الجلمبات، بطرق عديدة ومختلفة أشهرها الشواء، ولها عدة أشكال، منها المباشر على الفحم، أو في صينية بالفرن، كما تقدم مطهية في حساء شوربة بجانب الأرز، أو مقليّة بحيث يبقى لونها الذهبي الفاتح للشهية.

ويوفر موسم الجلمبات للعشرات من صغار الصيادين فرصة عمل، حيث يصطادونها عبر شباك خاصة تقلل من أثر مقاومتها لطبيعة أطرافها.

ويشير الصياد إلى أن هناك طريقتين للصيد؛ إما عن طريق الغزل، أو الجرّ، ولكل مميزاته، كما أن الجلمبات منها الإناث والذكور، وإناثها أكثر لحما وأشهى طعما، وعليها الإقبال أكبر.

ويشكل صيد السلطعونات مصدر رزق كبيرًا لعدد من الصيادين خلال الموسم، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود، والقيود التي تفرضها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع الصيد في بحر غزة، وفي سياق انتشار جائحة كورونا.

ويُعرف السطعون بعدة أسماء منها (الكابوريا بالمصرية، و”القبقب” بالخليجية، والجلمبات)، وهو حيوان قشري له خمسة أزواج من الأرجل يستخدمها في السير والسباحة، ومنها زوجان عبارة عن ملقطين (كلابين) كبيرين يسميان “عضاعض”، يستخدمهما في الأكل والصيد والدفاع عن نفسه.

ويتميز لحم الجلمبات بطعم خفيف يناسب مختلف الأطباق، ويحتوي على كمية قليلة جدا من السعرات الحرارية، لذا ينصح خبراء التغذية بإضافته إلى أطباق السلطات الطازجة، أو أكله متبلا بإضافة أي نكهات مثل الكمون والفلفل الحار، وتجنب إضافة المايونيز أو إضافة الزيت أو الزبدة لتلافي إضافة أي من السعرات الحرارية الضارة للجسم.

ويعمل في مهنة الصيد أكثر من ثلاثة آلاف صياد، حسب إحصاءات صادرة عن وزارة الزراعة في غزة.

ويشهد قطاع الصيد في قطاع غزة تدهوراً متسارعاً في السنوات الأخيرة، وتراجعت أوضاع الصيادين وأسرهم الاقتصادية والاجتماعية تراجعًا خطيرًا، أفضى إلى إفقارهم، بحيث أمسوا أكثر الفئات ضعفاً وحاجة للحماية.

ولا يقتصر الفقر هنا على المفهوم التقليدي الذي يقيس الفقر بالافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، بل تجاوزه إلى المفهوم الشامل، الذي يشمل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...