الجمعة 10/مايو/2024

قنابل الصوت.. أداة قتل إسرائيلية

قنابل الصوت.. أداة قتل إسرائيلية

من أداة لتفريق التظاهرات، إلى سلاح قاتل، حوّلت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، قنابل الصوت؛ ضمن ترسانتها العسكرية لحصد أرواح الفلسطينيين وإيقاع الأذى بهم.

مساء الجمعة (18-9) انضم الطبيب نضال جبارين (54 عاما) لقائمة ضحايا قنابل الصوت والغاز التي تطلقها قوات الاحتلال الصهيوني بديلًا عن الأعيرة النارية؛ التي لا تتورع عن استخدامها أيضا بمخالفة قواعد إطلاق النار وفق المعايير الدولية ومقتضيات الضرورة والتناسب.

جبارين كان يحاول الوصول إلى عيادته الخاصة في بلدة برطعة خلف الجدار العنصري في جنين، عبر إحدى بوابات الجدار، عندما استهدفته قوات الاحتلال بقنبلة صوت انفجرت قربه وتسببت بإصابته بنوبة قلبية حادة أدت لاستشهاده.

قنبلة الصدمة!
وقنبلة الصوت، أو ما تسمى قنبلة الصّدمة، تستخدمها قوات الاحتلال لإنتاج صوت تفجير قويّ و/أو ضوء ساطع يبهر العينين.


وأشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيانٍ، السبت، تناول بالتفصيل ملابسات استشهاد الطبيب جبارين، إلى أن قنابل الصوت والغاز، تستخدم في العالم كأداة لتفريق التظاهرات والتجمعات، إلّا أنه كثيراً ما تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي بما يخالف المعايير الدولية التي تمنع إطلاقها بتصويب مباشر نحو البشر.

وأكد المركز الحقوقي أن الاستخدام الإسرائيلي لهذا النوع من القنابل أدى في عشرات المرات لوقوع شهداء وإصابات بالغة، مشيرا إلى أن انفجار قنابل الصوت قرب المستهدفين تسبب في عدة مرات بفقدان مؤقت للسمع، فضلا عن تسببها بإصابات مباشرة أيضا.

ماذا تحتوي القنبلة؟
وتحتوي القنبلة الصوتية على مادة متفجرة قوامها الماغنسيوم، تشعل من خلال صاعق، وتنفجر مصحوبة بوهج ساطع لمدة ثوانٍ قليلة، وتتسبب في إحداث صوت انفجاري قوي يتراوح بين 160 و180 ديسيبل، وهو يفوق قوة تحمل أذن الإنسان في الكثير من الأحيان.


وغالبًا يؤدي انفجار القنبلة الصوتية على مقربة من الأشخاص إلى صمم وقتي لديهم، فضلًا عن تأثيرها على سوائل الأذن، ما يؤدي إلى فقدان الإنسان لتوازنه، بحسب تقارير متخصصة.

قائمة الضحايا
وأشار المركز الحقوقي إلى أنه وثق استشهاد (9) مواطنين منهم (7) أطفال بعد إصابتهم بقنابل غاز مباشرة خلال مشاركتهم في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة، واستشهاد (6) منهم طفل جراء الاستهداف بقنابل الغاز والصوت في الضفة الغربية منذ عام 2010.

الآثار الصحية


null

ووفق منظمة أطباء لحقوق الإنسان؛ فإنه قد ينجم عن القنابل الصوتيّة إصابات متنوّعة من ضغط الهواء المرتدّ أبرزها على النحو الآتي:

– إصابات درجة أولى: ضغط موجات الارتداد الناجمة عن الانفجار قد يسبّب إصابات داخليّة، خاصّة الأغشية الرقيقة مثل طبلة الأذن.

– إصابات درجة ثانية: انفجار وتحطّم كتل في المكان قد يسبّب كدمات، وقد تخترق الكتل الجسم.

– إصابات درجة ثالثة: تحرّك الهواء بقوّة قد يدفع الأشخاص ويوقعهم على كتل صلبة مسبّبًا الجُروح.

– إصابات درجة رابعة: قد يسبّب الانفجار إصابات أخرى، مثل: كيّات تشبه لسعة النار، جروح في القصبات الهوائية و”تروما” (رضّة) نفسيّة. إضافة إلى ذلك، قد يُسحق الناس في خضمّ الهلع الذي يتملّك الجمهور والفوضى الناجمة عن أعداد كبيرة من الأشخاص تتحرّك في ارتباك شديد.

انتهاك قواعد القانون الدولي
الحقوقي أحمد أبو زهري أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” تستخدم في عدوانها على الشعب الفلسطيني، عدة أنواع من الأسلحة والذخائر، بعضها محرم دوليا، كما أنها حولت الأسلحة “غير المُميتة” أو “غير الفتّاكة” التي تستخدم في العالم لتفريق المظاهرات دون خسائر، إلى أسلحة قتل وفتك.

وأشار إلى أن استخدام الاحتلال قنابل الصوت والغاز من واقع التجربة في الضفة وغزة لقمع التجمعات السلمية، يدلل على أنها استخدمت بنية مسبقة لإيقاع عمليات قتل وإصابات بالغة، من خلال استهداف الأشخاص مباشرة بها أو قربهم، وهو ما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات بالغة.

وأكد أن هذا الاستخدام يتعارض مع قواعد الضرورة والتناسب، في القانون الدولي الإنساني، وبالتالي تصنف انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، يستوجب من كل الجهات التحقيق فيه وملاحقة جنود الاحتلال المجرمين الذين يواصلون اقترافه مع غياب المساءلة والمحاسبة من المجتمع الدولي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات