عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

غزة الحق في حلوق المطبعين

  ناصر ناصر

تلعثمت كلمات وزيري خارجية الإمارات والبحرين رغم امتلاكهم المليارات وهم يحاولون وإلى جانبهم ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض تبرير توقيع اتفاقهم الغريب العجيب، فلا هو سلام حيث لم ينه حربا من أي نوع كان، كما لم يبدأ علاقة رومانسية مستمرة مع الاحتلال منذ سنوات، ولا هو بداية لتطبيعٍ بل تتويجاً لمساعٍ طويلة من أجله، بل هو انتقال لتعاونهم مع دولة الاحتلال الغاشم من طور السرية مع ذرات من الاستحياء إلى طور العلنية مع الكثير من الوقاحة برأس مرفوع وبعين مفتوحة، وهو بهذا إعلان لانتهاء عصر الزيف والكذب والغش والخداع العربي، أو قُل الجيل الجديد من القيادات العربية المنهارة نفسياً وروحياً على أعتاب قيم وسياسات المستوطنة.

عندما تلعثمت هذه الكلمات تكلمت عزة غزة هاشم بحقها الفلسطيني الخالد باللغة التي تفهمها المستوطنة من خلال صواريخها الهادرة لتقصف الأراضي التي يسكنها أحفاد المستوطنين، بعد أن طردوا منها أهلها الأصليين تطهيراً عرقياً وقتلاً وتشريداً في العام 48 إلى مخيمات اللجوء في جباليا والشاطئ وخانيونس ورفح وسائر بقاع العالمين، لتعلن مشاركتها ولكن بطريقتها في مراسم ما يسمى زوراً توقيع اتفاق سلام بين بعض القادة العرب ودولة الاحتلال برعاية ترمب.

لم تحمل صواريخ الحق الفلسطيني المنطلقة من غزة رؤوسا متفجرة وغاضبة في وجه الوقاحة العربية الجديدة والحماقة الترامبية، والبجاحة الاستيطانية فحسب، بل حملت رسائل سياسية عميقة ومن أهمها:

أولاً : لا أحد من دمى العرب مهما حمل من مناصب ورتب “سامية ” وامتلك المليارات الهائلة والمغمسة -بالطبع- بدماء آلاف الأبرياء المسفوكة في ساحات الربيع العربي المظلوم، لا يملك هؤلاء بل وحتى لا يستطيعون أن يمنحوا السلام والأمن والأمان لمن يقتل ويحاصر ويدمر الشعب الفلسطيني يومياً، حتى وإن ملك منح أموال شعبه وأمته ومقدراتها للمعتدي والمحتل المتجبر.

 وإذا أراد الاحتلال هدوءاً أوتهدئةً أو هدنةً فعلية التوجه والتعامل مع ممثلي الشعب الفلسطيني الحقيقيين وطليعتهم أحرار المقاومة في غزة.

أما الرسالة الثانية التي حملتها صواريخ غزة فهي التأكيد على مكانة غزة في المشروع الوطني الفلسطيني على ما يعنيه ذلك من مقاومةٍ مشروعةٍ بكافة أشكالها ومن ضرورة تركيز المسار الوطني الضروري والمتصاعد على إعادة اللحمة الوطنية من خلال المصالحة والوحدة الوطنية فوراً ودون أي تأخير، فالتهديدات ضد القدس وفلسطين تتزايد في أعقاب وباء التطبيع.

أما الرسالة الثالثة فهي لنتنياهو: فسياسته تجاه غزة من حصار وتلاعب ومماطلة لن تجدي نفعا سياسيا له حتى وإن توافقت مع توجهاته العنصرية في التنكيل بالفلسطينيين، وعليه أن يهتم بتطبيق التزاماته كمحتل اتجاه غزة كرفع الحصار والسماح بالكهرباء والوقود والماء والحركة، وإجراء تبادل أسرى كما في كل الحروب، وإلا فمن واجب غزة أن تلاحق نتنياهو حتى في أحلامه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات