الإثنين 17/يونيو/2024

هنية في لبنان.. 3 مستويات لنجاح الزيارة التاريخية

هنية في لبنان.. 3 مستويات لنجاح الزيارة التاريخية

زيارة قائد حركة “حماس” إسماعيل هنية ووفد رفيع من الحركة إلى لبنان، وصفت بـ”التاريخية”؛ حيث أجرى لقاءات وزيارات مهمة رسمية وشعبية، إضافة لإنجاز لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.

المفكر الفلسطيني المقيم في لبنان الدكتور محسن صالح يقول في مقالةٍ له تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الزيارة حققت نجاحا كبيرًا “ربما فاق توقعات المراقبين والمعنيين بالشأنين الفلسطيني واللبناني”.

وتحدث صالح عن مستويات ثلاثة لنجاح زيارة هنية ووفد حماس إلى لبنان؛ أولها: تحقيق هدف الزيارة في لقاء الأمناء العامين، أما الثاني النجاح الكبير على المستوى الشعبي الفلسطيني، والذي وصل ذروته بزيارة قائد حماس إسماعيل هنية وإخوانه لمخيم عين الحلوة، أما المستوى الثالث للنجاح هو التعامل مع البيئة الرسمية والحزبية اللبنانية بقدر عالٍ من التوازن والحكمة.

لقاء الأمناء
وبالنسبة للمستوى الأول للنجاح، يقول صالح: إن حماس بذلت جهدًا كبيرًا في سبيل إنجاح لقاء الأمناء، والذي كان مطلبا دائما للفصائل الفلسطينية من قيادة فتح والمنظمة لسنوات طويلة.

وأضاف المفكر الفلسطيني أن اللقاء يأتي ضمن مسار تفعيل الوحدة الوطنية، وتوحيد الجهود في مواجهة صفقة ترمب ومشاريع ضم أجزاء من الضفة الغربية والتطبيع مع العدو الصهيوني.

وهو مسار تجاوبت معه قيادة فتح في سياق التحديات والاستحقاقات التي تواجهها قضية فلسطين، فكان المؤتمر الصحفي المشترك لجبريل الرجوب وصالح العاروري عبر الأثير، والاجتماع القيادي الفلسطيني في رام الله الذي شارك فيه وفد من حماس، وبعض الفعاليات الشعبية التي تم تنسيقها بين الطرفين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق صالح.

وأكد أن مخرجات لقاء الأمناء العامين والتي تمثلت بتفعيل ثلاثة مساراتٍ للعمل الوطني تُعدُّ “مقبولة” في ضوء سقف التوقعات المتواضع من هذا اللقاء.

وهي مسارات -وفق المفكر صالح- ركزت على تشكيل لجنة وطنية موحدة في الضفة الغربية لتفعيل المقاومة الشعبية من جهة أولى، ومسار إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة من جهة ثانية، ومسار تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بما يضمن مشاركة جميع الفلسطينيين وقواهم السياسية من جهة ثالثة. وسيتم اختبار جدية قيادة المنظمة والسلطة وباقي الفصائل في إنفاذ هذه المسارات، خلال الأسابيع الخمسة التالية التي حُدّدت لإنجاز رؤية مشتركة حولها.

كما قال صالح: إنه كانت فرصة للقاء قيادات بحماس، وخصوصاً رئيس مكتبها السياسي الأستاذ هنية بقيادات الفصائل الفلسطينية في الخارج، وتبادل الآراء وتنسيق الجهود، وبالذات بين القوى الداعمة لخط المقاومة.

نجاح شعبي ذروته في عين الحلوة
وفي المستوى الثاني، تحدث المفكر عن النجاح الكبير على المستوى الشعبي الفلسطيني، والذي وصل ذروته بزيارة قائد حماس إسماعيل هنية وإخوانه لمخيم عين الحلوة (عاصمة الشتات الفلسطيني). وقد أسهمت الروح الشعبية والشخصية الكاريزمية لهنية في تحقيق تفاعل شعبي واسع، لم تشهد مثله المخيمات مع قيادة فلسطينية منذ سنوات عديدة، حيث شعر أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان بمن يعيش همومهم، ويتلمس معاناتهم، ويحمل تطلعاتهم، ويحمي ثوابتهم.

وقال: إن حماس نجحت بالرغم من الوضع اللبناني والفلسطيني المعقد، في تجاوز عنق الزجاجة، من خلال التركيز على التفاعل مع الواقع الشعبي الفلسطيني، وقد أضفى لقاء قيادة حماس بوجهاء المخيمات، وبالعلماء، وبالفعاليات الشعبية، مزيداً من القوة، ومن الناتج النوعي للزيارة.

وأشار المفكر صالح إلى أن هذا صبَّ في هذا الرصيد الخطاب الوطني الإسلامي الجامع لقائد حماس إسماعيل هنية ورفاقه، والروح الوطنية المستوعبة للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وتطلعاته، وتجاوز الجوانب الشكلية والحزبية، والتركيز على الأولويات، واستيعاب “الكل” الفلسطيني.

التوزان والحكمة بالتعامل مع الأحزاب اللبنانية
وانتقل صالح للمستوى الثالث للنجاح، وهو التعامل مع البيئة الرسمية والحزبية اللبنانية بقدر عالٍ من التوازن والحكمة.

يقول: جاءت زيارة قيادة حماس للبلد في ظروف أزمة سياسية غير مسبوقة، وبيئة انتفاضة شعبية ضد الطبقة السياسية؛ وفي ظروف انهيار اقتصادي، وحالة احتقان وتدافع وإحباط واسعة مصحوبة بالارتدادات السلبية الكبيرة لجائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت.

وصور الزيارة هذه وكأنها تبدو سيراً في حقل “ألغام”، غير أن حماس بالرغم من علاقاتها الوثيقة بحزب الله وقوى المقاومة، دخلت البيوت من أبوابها، فجاءت بعد ترحيب الخارجية اللبنانية بها.

وقامت قيادة حماس بزيارات إلى مختلف القيادات الرسمية والحزبية، وتعاملت بانفتاح مع الجميع، وحرصت على النأي بنفسها عن الشأن اللبناني الداخلي، معزيةً الشعب اللبناني في كارثة المرفأ، ومتمنية له الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والنهوض من جديد، وفق صالح.

نجاح لم يرُق لكثيرين
وأكد أن نجاح الزيارة لم يَرُقْ لبعض الجهات السياسية والإعلامية المدعومة خليجياً، أو التي لها مواقف سلبية تجاه الوجود الفلسطيني في لبنان، أو تجاه التيار الإسلامي وخط المقاومة.

فاحتدم الهجوم الإعلامي خصوصاً بعد حالة “الأَلَق” التي وصلت إليها حماس في زيارة مخيم عين الحلوة، وفق المفكر صالح الذي قال: وهو هجوم حاول أن يُشوّه الزيارة، وأن يُحرّض اللبنانيين عليها، ووصل بعضه لدرجة أن ينسب لهنية تصريحات مفبركة كاذبة، ليستخدمها في الهجوم عليه؛ وهو أسلوب أقل ما يقال فيه أنه “رخيص”، ولا يليق بوسائل إعلامية محترفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو يُعلن حل مجلس الحرب

نتنياهو يُعلن حل مجلس الحرب

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أبلغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، في جلسة للوزراء في الكابينيت الأمني والسياسي، عن...