هنية في لبنان.. 3 مستويات لنجاح الزيارة التاريخية

زيارة قائد حركة “حماس” إسماعيل هنية ووفد رفيع من الحركة إلى لبنان، وصفت بـ”التاريخية”؛ حيث أجرى لقاءات وزيارات مهمة رسمية وشعبية، إضافة لإنجاز لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.
المفكر الفلسطيني المقيم في لبنان الدكتور محسن صالح يقول في مقالةٍ له تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الزيارة حققت نجاحا كبيرًا “ربما فاق توقعات المراقبين والمعنيين بالشأنين الفلسطيني واللبناني”.
وتحدث صالح عن مستويات ثلاثة لنجاح زيارة هنية ووفد حماس إلى لبنان؛ أولها: تحقيق هدف الزيارة في لقاء الأمناء العامين، أما الثاني النجاح الكبير على المستوى الشعبي الفلسطيني، والذي وصل ذروته بزيارة قائد حماس إسماعيل هنية وإخوانه لمخيم عين الحلوة، أما المستوى الثالث للنجاح هو التعامل مع البيئة الرسمية والحزبية اللبنانية بقدر عالٍ من التوازن والحكمة.
لقاء الأمناء
وبالنسبة للمستوى الأول للنجاح، يقول صالح: إن حماس بذلت جهدًا كبيرًا في سبيل إنجاح لقاء الأمناء، والذي كان مطلبا دائما للفصائل الفلسطينية من قيادة فتح والمنظمة لسنوات طويلة.
وأضاف المفكر الفلسطيني أن اللقاء يأتي ضمن مسار تفعيل الوحدة الوطنية، وتوحيد الجهود في مواجهة صفقة ترمب ومشاريع ضم أجزاء من الضفة الغربية والتطبيع مع العدو الصهيوني.
وهو مسار تجاوبت معه قيادة فتح في سياق التحديات والاستحقاقات التي تواجهها قضية فلسطين، فكان المؤتمر الصحفي المشترك لجبريل الرجوب وصالح العاروري عبر الأثير، والاجتماع القيادي الفلسطيني في رام الله الذي شارك فيه وفد من حماس، وبعض الفعاليات الشعبية التي تم تنسيقها بين الطرفين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق صالح.
وأكد أن مخرجات لقاء الأمناء العامين والتي تمثلت بتفعيل ثلاثة مساراتٍ للعمل الوطني تُعدُّ “مقبولة” في ضوء سقف التوقعات المتواضع من هذا اللقاء.
وهي مسارات -وفق المفكر صالح- ركزت على تشكيل لجنة وطنية موحدة في الضفة الغربية لتفعيل المقاومة الشعبية من جهة أولى، ومسار إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة من جهة ثانية، ومسار تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بما يضمن مشاركة جميع الفلسطينيين وقواهم السياسية من جهة ثالثة. وسيتم اختبار جدية قيادة المنظمة والسلطة وباقي الفصائل في إنفاذ هذه المسارات، خلال الأسابيع الخمسة التالية التي حُدّدت لإنجاز رؤية مشتركة حولها.
كما قال صالح: إنه كانت فرصة للقاء قيادات بحماس، وخصوصاً رئيس مكتبها السياسي الأستاذ هنية بقيادات الفصائل الفلسطينية في الخارج، وتبادل الآراء وتنسيق الجهود، وبالذات بين القوى الداعمة لخط المقاومة.
نجاح شعبي ذروته في عين الحلوة
وفي المستوى الثاني، تحدث المفكر عن النجاح الكبير على المستوى الشعبي الفلسطيني، والذي وصل ذروته بزيارة قائد حماس إسماعيل هنية وإخوانه لمخيم عين الحلوة (عاصمة الشتات الفلسطيني). وقد أسهمت الروح الشعبية والشخصية الكاريزمية لهنية في تحقيق تفاعل شعبي واسع، لم تشهد مثله المخيمات مع قيادة فلسطينية منذ سنوات عديدة، حيث شعر أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان بمن يعيش همومهم، ويتلمس معاناتهم، ويحمل تطلعاتهم، ويحمي ثوابتهم.
وقال: إن حماس نجحت بالرغم من الوضع اللبناني والفلسطيني المعقد، في تجاوز عنق الزجاجة، من خلال التركيز على التفاعل مع الواقع الشعبي الفلسطيني، وقد أضفى لقاء قيادة حماس بوجهاء المخيمات، وبالعلماء، وبالفعاليات الشعبية، مزيداً من القوة، ومن الناتج النوعي للزيارة.
وأشار المفكر صالح إلى أن هذا صبَّ في هذا الرصيد الخطاب الوطني الإسلامي الجامع لقائد حماس إسماعيل هنية ورفاقه، والروح الوطنية المستوعبة للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وتطلعاته، وتجاوز الجوانب الشكلية والحزبية، والتركيز على الأولويات، واستيعاب “الكل” الفلسطيني.
التوزان والحكمة بالتعامل مع الأحزاب اللبنانية
وانتقل صالح للمستوى الثالث للنجاح، وهو التعامل مع البيئة الرسمية والحزبية اللبنانية بقدر عالٍ من التوازن والحكمة.
يقول: جاءت زيارة قيادة حماس للبلد في ظروف أزمة سياسية غير مسبوقة، وبيئة انتفاضة شعبية ضد الطبقة السياسية؛ وفي ظروف انهيار اقتصادي، وحالة احتقان وتدافع وإحباط واسعة مصحوبة بالارتدادات السلبية الكبيرة لجائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت.
وصور الزيارة هذه وكأنها تبدو سيراً في حقل “ألغام”، غير أن حماس بالرغم من علاقاتها الوثيقة بحزب الله وقوى المقاومة، دخلت البيوت من أبوابها، فجاءت بعد ترحيب الخارجية اللبنانية بها.
وقامت قيادة حماس بزيارات إلى مختلف القيادات الرسمية والحزبية، وتعاملت بانفتاح مع الجميع، وحرصت على النأي بنفسها عن الشأن اللبناني الداخلي، معزيةً الشعب اللبناني في كارثة المرفأ، ومتمنية له الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والنهوض من جديد، وفق صالح.
نجاح لم يرُق لكثيرين
وأكد أن نجاح الزيارة لم يَرُقْ لبعض الجهات السياسية والإعلامية المدعومة خليجياً، أو التي لها مواقف سلبية تجاه الوجود الفلسطيني في لبنان، أو تجاه التيار الإسلامي وخط المقاومة.
فاحتدم الهجوم الإعلامي خصوصاً بعد حالة “الأَلَق” التي وصلت إليها حماس في زيارة مخيم عين الحلوة، وفق المفكر صالح الذي قال: وهو هجوم حاول أن يُشوّه الزيارة، وأن يُحرّض اللبنانيين عليها، ووصل بعضه لدرجة أن ينسب لهنية تصريحات مفبركة كاذبة، ليستخدمها في الهجوم عليه؛ وهو أسلوب أقل ما يقال فيه أنه “رخيص”، ولا يليق بوسائل إعلامية محترفة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...

الصحة: ما يتوفر من وقود في مستشفيات غزة يكفي 3 أيام فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال الاسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود...

مجزرة دامية .. استشهاد 10 مواطنين بقصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان يونس
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأحد- مجزرة دموية بعدما استهدفت خيام النازحين في منطقة العطار في مواصي خان...

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....

الإعلام الحكومي يحذر: 3500 طفل بغزة على وشك الموت جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار...

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...