عاجل

الأحد 16/يونيو/2024

الرشق: 3 مسارات مهمّة لتنفيذ قرارات الأمناء وهذه رؤيتنا للشراكة

الرشق: 3 مسارات مهمّة لتنفيذ قرارات الأمناء وهذه رؤيتنا للشراكة

قال عزت الرشق، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن البيان الختامي للقاء الأمناء العامين في بيروت، أكّد على ثلاثة مسارات مهمّة، لا يمكن فصلها عن بعضها. وأن حماس ماضية في تنفيذ مخرجاتها على أرض الواقع.

وشدد على إنَّ حركة حماس حريصة على إنجاح مخرجات لقاء الأمناءالعامين، تعزيزاً للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وإعادة ترتيب البيت الفلسطينيليكون الكل الفلسطيني شريكاً في المقاومة الشاملة، شريكاً في تحقيق النصر والتحريروالعودة، شريكاً في تحرير الأسرى والمسرى، وشريكاً في إقامة الدولة الفلسطينيةوعاصمتها القدس.
 
واتفق المجتمعون في اللقاء الذي عقد بين رام الله وبيروت في 3 سبتمبر/أيلول، على أغلب مخرجاته، وأهمها: “تحقيق الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب البيت الداخلي بهدف التصدي للتحديات والمؤامرات التي تواجه القضية، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة”.

وأكد الرشق في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إنه من المهم تجسيد بنود الاجتماع على أرض الواقع وفق حزمة القرارات والإجراءات والآليات العملية العاجلة. وفيما يلي نص الحوار كاملا:

كيف تقرأ أهمية اجتماع الأمناء العامين، وما توصل له البيان الختامي؟

اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت، هو خطوة على الطريق الصحيح في سبيل استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق الشراكة وترتيب البيت الفلسطيني، لطالما دعت إليها حركة حماس في أكثر من مناسبة وحدث، فلا يمكن أن نواجه الكم الهائل من المخاطر والتحديات التي تعصف بشعبنا وقضيته، ونحن منقسمين، كما قال الشاعر: تأبى الرّماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً * وإذا افترقنَ تكسَّرت آحادًا

في كل محطة من محطات الصراع مع العدو الصهيوني تظهر جلياً أهمية رصّ الصفوف وتوحيد الجهود لمجابهة هذا العدو وصدّ عدوانه وردعه، فهو كيان غاصب لا يعرف إلاّ لغة القوّة والصمود، فكيف سنواجه عدواً يستغل انقسامنا لمزيد من تنفيذ أجنداته التوسعية على حساب أرضنا ومقدرات شعبنا ومقدساتنا، فلا سبيل إلا أن نواجه هذا العودة موحّدين ضمن برنامج واستراتيجية وطنية على أساس المقاومة بكل أشكالها، تحمى الثوابت وتدافع عن الحقوق حتى انتزاع كامل حقوقنا غير منقوصة وعلى رأسها التحرير والعودة.

لم يكن العدو الصهيوني ليواجهنا منفرداً بمعزل عن تأييد وانحياز الإدارة الأمريكية في ظل قيادة ترمب ومستشاريه في البيت الأبيض الذين خططوا لصفقة القرن، وما سبقها من إعلان عن القدس عاصمة للاحتلال، والاعتراف بيهودية الدولة، وتشريع الاستيطان، وقد مارسوا كل الأساليب لتنفيذ وإنجاز ما يسمّى صفقة القرن، لكنّهم فشلوا فشلاً ذريعاً، والفشل كان نتيجة الموقف الفلسطيني الموحّد بكل أطيافه وفصائله، ومن خلفه إرادة صلبة للشعب الفلسطيني، وحراك متواصل لمسيرات العودة وكسر الحصار، الذي تسنده في ذلك كلّه مقاومة يدها على الزناد، وأهل رباط وشدّ للرحال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، كان كل ذلك شوكة في حلق كل من سوّلت له نفسه  تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن الحقوق والثوابت الوطنية وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.

اجتماع الأمناء العاميين في بيروت هو حصيلة وثمرة طبيعة لنجاح الجهود التي تضافرت وتعزّزت خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل إنهاء الانقسام والاتفاق على مواجهة صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع .. التي تهدّد حاضر ومستقبل شعبنا وقضيته العادلة.

وما نتج من البيان الختامي يعزّز هذه الرؤية الاستراتيجية التي ندعمها ونؤيدها، وقد دعونا مراراً وسنعمل مع الكلّ الفلسطيني لإنجاح مخرجات البيان الختامي، وستكون ضمن أولوياتنا من خلال تجسيدها على أرض الواقع، وسنعمل على تمتين الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

هل يوجد ضمانات لتنفيذ ما اتفق عليه لجهة رأب الصدع الفلسطيني؟

إرادة شعبنا وحجم التحدي الذي يواجهه هو الضمانة التي لا تجعل مجالا للتلكؤ ..وهذا اللقاء بقدر أهميته، عنواناً وتوقيتاً وموضوعاً، ليس جديداً على الساحات الفلسطينية، وقد سبقه لقاءات عديدة ومسارات مختلفة في إطار توحيد الصف الفلسطيني وبلورة رؤية مشتركة لمواجهة المخاطر والتحديات.

وبالتالي فما نتج عنه من مخرجات نراها مهمّة وفي الاتجاه الصحيح، وينبغي أن تكون ذات أولوية لدى جميع الفصائل والقوى، وأن يصار إلى تنفيذها دون انتقائية أو فصل في مساراتها المختلفة، التي ينبغي أن تسير وفق ما تمّ التوافق عليه، زمانياً ومكانياً، حتى يشعر الشعب الفلسطيني بنتائجه على الأرض، ويلمس أثره الإيجابي، ويراه متجسداً على المستوى السياسي والإعلامي في التعاطي مع مختلف التحديات التي فرضها الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا في القدس والضفة الغربية، واستمرار عدوانه وحصاره المفروض على قطاع غزّة.

لا يمكن أن نسقط صفقة القرن وخطة الضم ووقف جريمة التطبيع إلاّ عبر التنفيذ الأمين لمخرجات هذا اللقاء المهم، وتجسيد بنوده على أرض الواقع وفق حزمة القرارات والإجراءات والآليات  العملية العاجلة.

إلى أي مدى كان هناك تقاطع في وجهات النظر المطروحة خلال الاجتماع؟

لقد بادرت حركة حماس بكل أمانة ومسؤولية إلى التواصل مع الرئيس أبو مازن، والإخوة في حركة فتح، والإخوة في الفصائل الوطنية والإسلامية ضمن رؤية استراتيجية نابعة من إيماننا العميق بضرورة الوحدة خياراً وطنياً لمجابهة استعلاء العدو وتغوله على شعبنا وحقوقنا، مستظلاً بالإدارة الأمريكية التي سخرت نفسها  لخدمته، ولمواجهة صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع، إيمانا منا بأن شعبنا الأصيل قادر على التصدي لكل هذه التحديات، فهو يملك الحسم وكلمة الفصل، وهو صاحب الحق..ولن يرضخ لكل الضغوط والترغيب والتهديد. 

إنَّ الرؤية التي وضعتها الحركة بين يدي اجتماع القيادات الفلسطينية هي رؤية جامعة وشاملة لكل الأهداف المرحلية والمستقبلية التي يجمع عليها كل أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، من أجل استعادة أصالة وحيوية المشروع الوطني الفلسطيني القائم على الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني، والشراكة الحقيقية في صناعة القرار الفلسطيني الموحّد، والتوافق على برنامج نضالي مقاوم مشترك يجسّد حقيقة  الاتفاق، ويعبّر عن مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ومقدساته، واستثمار كل الجهود العربية والإسلامية، سياسياً وإعلامياً، لتعزيز العمق العربي والإسلامي الحاضنة الحقيقية لفلسطين وقضيتها العادلة.
كلّ ذلك ينبغي أن يشكّل نقاط التقاء وتوافق بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية.

هل يوجد مسار واضح للخطوات القادمة خاصة على صعيد إنهاء الانقسام والشراكة؟

البيان الختامي للقاء الأمناء العامين في بيروت، أكّد على ثلاثة مسارات مهمّة، لا يمكن فصلها عن بعضها، فهي تشكّل إطاراً عاماً ذا أولوية شعبياً وسياسياً ضمن وحدة المشروع الوطني الفلسطيني، ينبغي المضي في تنفيذها وتطبيقها ومتابعتها، وكلنا كفصائل نتحمّل مسؤولية ذلك، وهي بالإضافة إلى أنها مسؤولية فهي تشكّل تحدياً كبيراً يقع على عاتقنا جميعاً في أن نجترح وسائل جادة وحقيقية وفق خطوات عملية لإنجاز وإنجاح مساراته المختلفة، وهي كذلك مسؤولية مشتركة نطمح أن يكون الجميع في مستوى ما ينتظره شعبنا الفلسطيني من نتائج ملموسة؛ إنْ من جهة إنهاء الانقسام، وإنْ من جهة تحقيق الشراكة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني. 

إنَّ المسؤولية المشتركة في ضرورة حماية المشروع الوطني الفلسطيني من كل المخاطر التي يتعرّض لها، تقع على عاتقنا جميعاً، فصائل وقوى حيّة، في المضي قدماً في تنفيذ خطوات عملية على المسارات الثلاثة التي تم التوافق عليها، من أجل إعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، لتكون إطاراً جامعاً للكل الفلسطيني وفصائله ومكوّناته كافة، دون استثناء لتصبح ممثلاً حقيقياً للكل الفلسطيني، والعمل على إنقاذ الشعب الفلسطيني وحماية أرضه من خطر العدوان والاستيطان والحصار، وتعزيز صموده ونضاله والدفاع عن حقوقه المشروعة وعلى رأسها المقاومة بأشكالها كافة.

ما هي رؤية حماس حول لجنة رؤية المصالحة ولجنة قيادة المقاومة الشعبية؟

حماس باعتبارها مكوّناً أساسياً في البيت الفلسطيني، ستكون شريكاً في كلّ مشروع وطني يحمل لواء الثوابت الوطنية والحقوق المشروعة ويحمى المقدسات، وستكون خادماً أميناً لشعبنا الفلسطيني في مصالحه وتطلعاته وآماله في تحقيق الوحدة والحرية والتحرير والعودة، وحماس إذ باركت وثمّنت مخرجات لقاء الأمناء العامين، فهي ستبذل كل جهدها في إنجاحها، وستضع كل مقدراتها البشرية والسياسية في إنجاح عمل كل هذه اللجان التي انبثقت عن هذا اللقاء.

ونرى في حماس أنَّ جميع هذه اللجان مهمّة في بلورة رؤية استراتيجية وبرامج للعمل الفلسطيني المشترك، وتعزيز الوحدة الفلسطينية، ولا شكّ أن سنوات الانقسام وجولات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، قد راكمت عند الجميع بما حملته من سلبيات وإيجابيات جملة من الخبرات تمهّد للتقدّم في إنجاح هذا المسار، ينبغي الاستفادة منها والبناء عليها.

وبخصوص تشكيل لجنة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة، فحماس ترى أنَّ مقاومة العدو هي حقّ مشروع كفلته المواثيق الدولية، فمن حق الشعوب مقاومة الاحتلال بالوسائل كافة، هذا العدو لا يفهم إلاّ لغة القوّة، وقد أثبتت المقاومة أنها القادرة على فرض قواعد الاشتباك وتحقيق الانتصار عليه.

وقد استطاع شعبنا الفلسطيني أن يجترح وسائل مهمة في وسائل وأشكال المقاومة، أربك خلالها حسابات العدو، وأرغم أنفه وطرده من قطاع غزة، وهزم جنده في ثلاث حروب متتالية فرضت عليه عدواناً، إلى ذلك فقد استطاع شعبنا أن يبدع في صناعة مقاومة مسيرات العودة الكبرى التي كانت براءة اختراع فلسطينية في إرباك العدو وبث الرّعب فيه، وقبلها انتفاضة الحجارة، وانتفاضة الأقصى، والكثير الكثير من إبداعات المقاومة، وفي انتصار الأقصى وإزالة البوابات الإلكترونية، وفجر الأقصى العظيم، وغيرها من إبداعات شعبنا التي لا تنقطع لأنها تروى من معين حب فلسطين الذي لا ينضب.

ستكون حماس في قلب كل مقاومة شعبية كانت أو مسلحة، تثخن في العدو وتصنع الانتصار حتى تحقيق التحرير والعودة وتحرير الأسرى والمسرى.

ما هي رسالة حماس من وراء المشاركة وهذا المشهد الوحدوي؟

 يمكننا القول بكل ثقة، إنّ هذا اللقاء قد نجح إلى حدّ بعيد في إرسال رسائل مهمة إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، والى العدو الصهيوني أيضاً.

أولى هذه الرسائل أنَّ الوحدة الوطنية الفلسطينية هي حجر الأساس في مواجهة الاحتلال والعدوان، وصفقة القرن، وخطة الضم، وجريمة التطبيع.

ثاني هذه الرّسائل: أن ما خلص إليه البيان الختامي للقاء الأمناء العامين من مخرجات إنما هي بمنزلة برنامج عمل فلسطيني مشترك ينبغي تثمينه والعمل بمقتضاه فلسطينياً. 

ثالث هذه الرسائل: إنَّ الحضور القوي لجميع الفصائل الفلسطينية والقوى الحيّة لهذا الاجتماع، في ظل الظروف الحاسمة والمنعرج الخطير الذي تمرّ به القضية الفلسطينية والتحدّيات والمخاطر التي تتعرّض لها، ليعطي رسالة قوية متعدّدة الاتجاهات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والدولية؛ أنَّ شعبنا الفلسطيني هو صاحب الكلمة الفصل، وأنه من يصنع المعادلات، وأنه سيظل متم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...