الإثنين 29/أبريل/2024

الصحة العالمية لـالمركز: انتشار كورونا بغزة خطير والنظام الصحي هشّ

الصحة العالمية لـالمركز: انتشار كورونا بغزة خطير والنظام الصحي هشّ

حذرت رئيسة قسم الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية في فلسطين، د. رندة أبو اربيع، من خطورة تفشي وباء فيروس كورونا في قطاع غزة، في ظل النظام الصحي الهشّ والخطير الذي يعيشه القطاع الطبي بفعل الحصار الإسرائيلي. 

وأكدت أبو اربيع في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن الوضع الوبائي لـ”كورونا غزة”، يتسم بالخطورة، محذرة من الوصول إلى مرحلة من فقدان السيطرة على الوباء في قطاع غزة وكل المحافظات الفلسطينية. 

 وذكرت أن درجة الخطورة كبيرة ومقلقة، ومن يتحكم بها هو وعي المواطن بالدرجة الأولى، للعمل على مواجهة الوباء بالوقاية منه، والالتزام بالتعليمات الطبية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفلسطينية. 

وحذرت من خطورة فقدان السيطرة على بؤر انتشار الوباء، مشيرة إلى أن تسجيل أكثر من 800 حالة إصابة يومية في كل المحافظات، ينذر بخطورة المرحلة في مواجهة وباء كورونا فلسطينياً. 

ولفتت إلى أنه من الخطر أن نصل لمرحلة عدم معرفة البؤر التي انتشر فيها الخطر، وتفشيه في فئات المجتمع، ونقله المصاب به لأشخاص آخرين دون معرفة بذلك، نتيجة عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية. 

رسالة لأهالي غزة

ووجهت أبو اربيع في حديثها لـ”المركز” رسالة إلى أهالي قطاع غزة، بضرورة أن يعيروا المؤسسة الطبية في القطاع والمسؤولين في وزارة الصحة والوزارات المختصة الاهتمام، والالتزام بالوقاية من المرض في البقاء في البيت حتى فرض إجراءات جديدة صحية للمواطن. 

وأكدت أن قطاع غزة يدق من داخله كل نواقيس الخطر، بسبب الكثافة السكانية العالية التي يشهدها وهي الأعلى عالمياً، تزامناً مع هشاشة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني والصحي في القطاع. 

وأشارت إلى أن الحصار الإسرائيلي الطويل على غزة، والسجن المغلق الذي يعيشه أهالي القطاع، وفرض العقوبات الملقاة عليه تؤثر سلباً على مواجهة كورونا، مؤكدة ثقتها العالية في الطواقم الطبية والأمنية التي تقوم بجهدها الكامل في مواجهة الوباء. 

وقالت: “النظام الصحي والحكومي بغزة الذي استنفذ كل طاقاته بحالات الطوارئ، وواجه الحروب والقصف الإسرائيلي المتكرر والحصار المستمر، والبنية التحتية المترهلة، وانتشار البطالة والفقر، يضع قطاع غزة أمام خطورة كبيرة، وتحديات أمام مواجهته وباء كورونا”. 

وأكدت أن كل هذه العوامل تجعل قضية الخطر في غزة أعلى من درجات الخطورة في الضفة الغربية، مضيفة: “خوفنا على كل فلسطين، وخوفنا الأعظم على غزة وخطورة انتشار المرض فيها”. 

وتابعت: “إذا انتشر الوباء في غزة من الصعوبة بمكان أن تحتويه الجهات الصحية، ونحن في الوقت المناسب لكي يكون هناك إجراءات صارمة يمكن من خلالها احتواء الفيروس”. 

إشادة بجهود الطواقم الطبية
وأشادت أبو اربيع بجهود الكوادر الطبية في القطاع، مؤكدة أن تعمل على قدم وساق وفي جميع الأصعدة، لجمع أكبر عدد ممكن من الفحوصات والتأكد من وجود البؤر الوبائية واحتوائها، مؤكدة أن الوضع في غزة تجاوز كلمة “مقلق وهو خطير وخطير جداً”. 

وذكرت أن منظمة الصحة العالمية تتعاون وتنسق مع وزارة الصحة بغزة لمواجهة الوباء، عبر القيام بأنشطة توعوية وتوفير معدات طبية تعزز النظام الصحي، وتوفير المسحات المخبرية لإجراء الفحوصات الطبية لأهالي القطاع. 

وأوضحت أن غزة، قادرة على إجراء الفحوصات المخبرية إن توفر لديها الكم الكافي من المسحات، مشيرة أن القضية التي يجب التركيز عليها في غزة هي الفحص الآني وليس التخمين. 

وشددت على أهمية استمرار الدعم المقدم لغزة، وتقوية المنظومة الصحية عامة،  وتوفير الأسرة للمرضى، وأجهزة التنفس الصناعي أو مضخات الأكسجين. 

وقالت إنه رغم الحالة القاتمة التي يعيشها أهالي غزة؛ إلا أن هناك مبشرات تتمثل بأنهم لم يحملوا الأعراض الحادة والخطيرة للمرض، قائلة: “معظم من أصيبوا بلا أعراض تذكر أو أعراض لطيفة، ومن ظهوت عليهم الأعراض المتوسطة أو الحرجة عددهم قليل جداً”. 

وتابعت: “سنبقى نقف يداً بيد وكتفاً بكتف لمساعدة النظام الصحي في القطاع، وتوفير المقومات لمواجهة هذه الجائحة”. 

وأضافت: “نحاول بكل ما نملك بالتعاون مع الشركاء الوطنيين من مؤسسات طبية وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، توفير أسرة للمرضى المعزولين في المستشفى الأوروبي، وتطبيق خطة زيادة عدد الأسرة”.  

وأردفت: “الآن الوزارة والمستشفيات والطواقم الطبية تعمل بأقصى قدراتها، والمفتاح بيد المواطن ثم المواطن ثم المواطن، ومفتاحه الالتزام في البيوت وعدم الاختلاط، للوقاية من الفيروس”. 

وأكدت أنه؛ “إذا لم يلتزم المواطن في الإجراءات الاحترازية، فإنه إما أن نغرق جميعاً، وإما سننجو سوياً بالتزامه بها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات