الأحد 12/مايو/2024

في لظى السجن.. أسير محرر يوضح عذابات الأسرى خلال الصيف

في لظى السجن.. أسير محرر يوضح عذابات الأسرى خلال الصيف

موجة حرٍ شديدة تتعرض لها فلسطين في هذه الأيام، إذ أن درجة الحرارة لامست منتصف الأربعينات في بعض المدن الفلسطينية المحتلة، ومع هذا يتبادر إلى الأذهان حال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن جزءًا كبيرًا من السجون تقع في مناطق صحراوية تمتاز بحرارة شديدة في الصيف.

الأسير المحرر محمد حمادة كتب ذكريات وسمها بـ”في لظى السجن” يرسم صورة عن قرب لأوضاع الأسرى في ظل ارتفاع الحرارة الشديد.

المركز الفلسطيني للإعلام” ينشر ما كتب الأسير.

“ذكريات الصيف في السجن كابوس ثقيل، كان كلما اقترب موسم الصيف يستنفر الأسرى أنفسهم ويبذلون ما يستطيعون في سبيل التهيئ لاستقبال الفصل الخانق والضيف الشديد.

فالغرفة التي تنجح في احتطاب مروحةٍ زيادة عن ما فيها تشعر وكأنها حققت نصراً في معركة بل هو النصر بعينه.

فالصيف في كل الدنيا هو موسم الاستجمام، وهو عند الأسير موسم الاختناق والعرق والمعاناة.

كل أسيرين يحق لهما التشارك في مروحة كل مهمتها هو تحريك ما توفر من هواء قليل نجح في التسلل عبر ثقوب الشبابيك وقضبان السجن.

فبالكاد تنفث في وجه الأسير هواءً ساخناً يواسي نفسه به أنه يتبرّد وحقيقة الأمر أن بعض وجهه يحظى بهذا الهواء المتحرك، وبقية الجسم لا يصله شئ.

فهذه المروحة يضعها الأسيران في مكان بحيث يمكّنها من إيصال الهواء المتحرك للشريكين فيها.

ثم تزور السجن أيام ثِقال يشعر فيها الأسير أنه يعيش في مكان قد أُفرغ من الهواء، فلا المروحة تنجح في تحريكه، ولا رطوبة الجو ترأف بهذا السجين.

عادت بيَّ الذكرى اليوم إلى تلك الأيام الشداد بعد أن ضربت موجة الحر الغريبة منطقتنا مسجلةً درجات حرارة غير مسبوقة، فهاجت في نفسي أثقال تلك الأيام، ولشدة الحر وضيق النفس هُيئ لي أنني لا زلت في السجن، فانتابتني قشعريرة سرعان ما تبددت واختفت لتحل مكانها مشاعر الفَرَق والوجل لحال أحبتي في السجون الذين يعيشون ما ذكرته سابقاً واقعاً لا ذكريات، فأنا اليوم أتمتع بنعيم مروحة خاصة لي وحدي، أما هم فتحت وطأة هذا الحر يرزحون، وعيونهم التي اغرورقت بالعرق ترنو إلى الفجر القريب.

اللهم إن لك عباداً يعانون المرّ فوق المرّ، فمُر يا رب لهم من عندك بفرج قريب يبلسم جرحهم ويسلو عن قلوبنا هم انتظار حريتهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات