الأحد 12/مايو/2024

الكفريات.. المشروع الاستيطاني الأخطر والأكبر بطولكرم منذ 1967

الكفريات.. المشروع الاستيطاني الأخطر والأكبر بطولكرم منذ 1967

في الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الآخِر عام 2019، صدر القرار العسكري الإسرائيلي بالاستيلاء على 788 دونماً من أراضي قريتي شوفة وجبارة التابعتين لمحافظة طولكرم، لمصلحة إنشاء منطقة صناعية استيطانية.

الغاية وفق المخططات التي نشرها موقع إلكتروني يتبع لإدارة التخطيط الإسرائيلية، تتمثّل في إقامة منطقة صناعية سيتم خلالها العمل على تغيير تخصيص الأراضي المُصادرة من منطقة زراعية وطريق معتمدة، إلى مناطق صناعية وتجارية ومبانٍ ومؤسسات عامة ومنطقة مفتوحة ومواصلات وطرق ومواقف سيارات.

من داخل أراضي 48
وستمتدّ المنطقة الصناعية الاستيطانية من داخل مدينة الطيبة بالمناطق المحتلة عام 1948، حتى مستوطنة “إيفني حيفتس” المقامة على أراضي طولكرم، حيث ستشمل مناطق تجارية، ونحو 130 مصنعاً.

وإذا ما تمّ إنشاء المنطقة الصناعية فعلا، فستكون المدينة الاستيطانية الثانية التي تقام على أراضي طولكرم، حيث أقيمت قبل سنوات طويلة منطقة “نيتساني شالوم” المعروفة بـ”مصانع جيشوري” الصناعية غرب المدينة، وتضم عدداً من المصانع، التي تُصرّف مياهها الملوثة إلى داخل حدود المدينة.

كما أنّ المدينة الصناعية الجديدة في حال إقامتها ستكون واحدة من نحو 25 منطقة صناعية يقيمها الاحتلال بالضفة الغربية والقدس، وتضم مئات المنشآت الصناعية التي تنتج غالبيتها موادَّ تحوي مخلفات ضارة بيئياً وصحياً.

مشروع خطير
وفي هذا السياق، حذّر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، من خطورة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الذي بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذه في منطقة الكفريات جنوب طولكرم، تحت مسمى “المنطقة الصناعية”.

وعدّ الوزير عساف، أن هذا المشروع الاستيطاني هو الأكبر والأخطر في محافظة طولكرم منذ احتلالها في العام 1967.

وقال لـ”الوكالة الرسمية”: إن هذا المشروع الخطير في حال تنفيذه، سيفصل محافظة طولكرم عن ريفها الجنوبي، كما سيفصلها عن محافظة نابلس، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف توسيع الكتلة الاستيطانية، وسيحوّل المنطقة إلى كانتونات، ما يعني القضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والمتواصلة جغرافيا.

تقسيم المنطقة
بدوره، قال الخبير في شؤون الاستيطان جمال عمرو ورئيس الفريق الهندسي الذي خطّط منطقة الكفريات بطولكرم: إن هذه الخطوة تأتي ضمن الرؤية الإستراتيجية للاحتلال بتقسيم المناطق الفلسطينية وتقطيعها.

وأوضح عمرو في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن منطقة الكفريات تمثل نقطة الوصل بين محافظات الوسط والجنوب التي تؤدي إلى مدينة رام الله.

وأشار إلى أن الهدف الإستراتيجي للاحتلال من السيطرة على هذه الكفريات، هو الدخول إلى هذه المنطقة عبر بوابة الصناعة وبدعوى إقامة منطقة صناعية داخل طولكرم.

وأكد عمرو أن سلطات الاحتلال تريد من هذه الخطوة الحد من التواصل الجغرافي الفلسطيني والامتداد العمراني في المناطق الفلسطينية، والحد من لقمة العيش لدى الفلسطينيين.

وأضاف لمراسلنا: “يهدف الاحتلال لعملية مزدوجة متمثلة بمنع التوسع الفلسطيني الطبيعي، وتطبيق مزيد من التضييق على الاقتصاد الفلسطيني والتوسع العمراني”.

تهديد للوجود الفلسطيني
من جهته قال الحقوقي عماد أبو شمسية -منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان-: إن أي بؤرة استيطانية تقام على الأراضي الفلسطينية تمثل تهديدًا للوجود الفلسطيني.

وأكد أبو شمسية، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن هذا المشروع يأتي ضمن الخطط الصهيونية من أجل الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية داخل طولكرم وربط البؤر الاستيطانية مع بعضها بعضًا من أجل توسيع المخطط الصهيوني الجديد وربط هذه الأحياء بمدينة القدس.

وأوضح أن خطورة تشكيل التجمعات الصناعية تأتي من خلال فرض أمر واقع على الشعب الفلسطيني؛ لأنها ستكون المنفذ الوحيد للفلسطينيين والنهوض بالحالة المتردية لهم.

الصناعات الخطيرة التي تنجم عن التجمعات الصناعية التي ينشئها الاحتلال تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الفلسطينيين؛ حيث تلقى مخلفات هذه المصانع في المناطق الفلسطينية؛ ما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة والفتاكة، وفق قوله.

الاستيطان يخنق طولكرم
من جهته، قال منسق اللجان الشعبية في حملة مقاومة الجدار والاستيطان سهيل السلمان: إن طولكرم محاطة بمستوطنتين من جهة الشرق، كما هناك توسع استيطاني في جهة الشمال، تحديدًا في بلدة قفين، ويتم الحديث الآن عن منطقة صناعية على أراضي شوفة وجبارة.

ويوضح السلمان -في تصريح صحفيّ- أن كل المشاريع الاستيطانية في الأراضي المحتلة هي أكثر أو أقل قليلًا من مشروع “ألون” الذي طرح في 1967، وجوهر هذا المشروع هو عزل غور الأردن تمامًا، ووضع الفلسطينيين في تجمعات سكانية منفصلة.

ولفت إلى أنه أُطلِقَ على مشروع ألون “مشروع جلد النمر”، بمعنى أن الفلسطينيين البقع الداكنة والإسرائيليين يحيطون بهم من كل الجهات.

ويشير إلى أن الحاصل في قريتي شوفة وجبارة هو محاولة لربط مستوطنة “عناب” المقامة على أراضي قرى كفر اللبد وبيت ليد وعنبتا بمستوطنة “أفني حيفتس”، وفي الوقت نفسه محاولة ربط الأخيرة بالمنطقة التي أُخذ القرار بمصادرتها لمصلحة المنطقة الصناعية داخل الخط الأخضر، موضحًا أن هدف الاحتلال هو إقامة تجمع استيطاني طويل سيعزل عملياً القرى التي تقع جنوب طولكرم إلى جانب عزل المدينة عن محافظة قلقيلية.

ويوضح منسق اللجان الشعبية في حملة مقاومة الجدار والاستيطان أن مشروع “الضم” شمولي ولا يتعلق بمدينة معينة فقط، فهو يعد ركيزة أساسية في تصفية القضية الفلسطينية.

وفي إطار الأوضاع العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، يؤكد السلمان أنه يجب أن تتم دعوة القيادة والشعب إلى النزول للشارع؛ لأن أصل العلاقة مع الاحتلال المقاومة وليس المفاوضات، إلى جانب العمل على إنجاز المصالحة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...