الإثنين 06/مايو/2024

تفاهمات احتواء التصعيد.. هل تمنع لحظة الانفجار؟

تفاهمات احتواء التصعيد.. هل تمنع لحظة الانفجار؟

بين مطرقة الحصار والتصعيد الإسرائيلي، وسندان الحجر الصحي ومنع التجول، بسبب تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا يذوق أهل غزة الأمرين. 

رتابة اللحظات كانت تخترقها أصوات الانفجارات نتيجة القصف الذي استهدف القطاع من الاحتلال على مدار الأسابيع الماضية، والتي قابلتها المقاومة برد عملي باستهداف مستوطنات الغلاف، وإطلاق البالونات الحارقة.

وتمكن القطريون من التوصل لتفاهمات جديدة، رضخ فيها الاحتلال لمطالب المقاومة، التي تسعى لتحسين الواقع الخدمي في القطاع. 

مهلة للتنفيذ

وأمس، أعلنت حركة “حماس”، إمهال “إسرائيل” شهرين لتنفيذ التفاهمات المتفق بشأنها لوقف التصعيد في قطاع غزة.

وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، إن “حماس أمهلت إسرائيل شهرين لتنفيذ التفاهمات السابقة، وهي مدة كافية وزيادة”.

واستدرك الحية في لقاء متلفز مع فضائية الأقصى: “وفي حال لم تلتزم (إسرائيل) فنحن مستعدون لجولة أخرى”.

ويقول الكاتب والباحث، إياد القرا، وفقا لـ”قدس برس”: “كان واضحا من خلال الوساطة المصرية عدم وجود آفاق”، مشيرا إلى “أن التعاون مع الجانب المصري فيه مشكلة بالأساس، كونه يتعامل مع التصعيدات أكثر من غيرها، بينما يعمل الوسيط القطري، على حل المشكلات الأساسية المتعلقة بالحياة اليومية للناس واحتياجاتهم الأساسية”.

إجراءات فعلية

وأوضح أن موضوع التصعيد كان مرهونا بأمرين مهمين، الأول، مرتبط بالجهود التي يبذلها السفير القطري، محمد العمادي، ومدى القدرة على تحقيق ما تطلبه المقاومة في ما يتعلق باحتياجات قطاع غزة على صعيد كسر الحصار، وهذا يعني أن القضية مرتبطة بإجراءات فعلية في جوانب مختلفة، سواءً كانت المعابر أو البحر، أو تسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وتعزيز البنية الاقتصادية، وحل مشكلة البنية التحتية ومنها الكهرباء.

والأمر الثاني، مدى التزام الاحتلال بهذه التفاهمات الجديدة والتي على أساسها ينتهي التصعيد بين المقاومة والاحتلال، وقدرة “العمادي” على إقناع الإسرائيليين بهذا الالتزام، محذرا، من سياسة المماطلة والتنصل التي ينتهجها الاحتلال في كل مرة.

وأكد “القرا” أن الأمور لو اتجهت نحو التصعيد، فإنها ستكون أعنف من سابقاتها، فهناك مطالب فعلية، وأي تصعيد لن يتوقف إلا بتلبية هذه الشروط التي تحدثت عنها “حماس”، ومنها بيان رئيس الحركة إسماعيل هنية، وقبلها رئيس الحركة في غزة، يحيى السنوار، في ما يتعلق بكسر الحصار. 

وأردف النقطة الثانية المهمة، هي جائحة كورونا، وسبل مواجهتها، في ظل ضعف الإمكانيات المتوفرة في قطاع غزة، وهو ما يحتاج إلى تدخل فعلي.

وأضاف كل هذه المشكلات التراكمية جعلت حركة حماس أمام مسؤولية كبيرة، باعتبارها الجهة التي تحكم قطاع غزة للعمل على حل المشاكل، لذلك كان موقف الحركة فيه وضوح وإصرار على أن وقف التصعيد مرهون بإحداث انفراجة حقيقية في قطاع غزة.

تغيير الواقع

بدوره، أشار الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة، إلى أن بيان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أكد بشكل واضح، إصرار حركته على كسر الحصار وتغيير الواقع المرير في قطاع غزة، في مقابل مماطلة من الاحتلال، وهذا ما يظهر من خلال الجولات المكوكية والمكثفة للسفير محمد العمادي، والتي تكللت بالنجاح في نهاية المطاف.

وأردف بالإضافة لموقف المقاومة الحازم، فإن الخلافات الداخلية في “إسرائيل” والتطبيع مع الإمارات، ساهم في إلزام الإسرائيليين بالرضوخ وعدم تفجير الأوضاع مع قطاع غزة.

وأوضح أن “مستوى التصعيد الميداني يعطينا مؤشرا، فإذا كان هناك انحسار في الفعل الميداني نكون قد اقتربنا من تحقيق المراد، وإذا كان هناك تعنت من الاحتلال، فالمقاومة لديها تكتيك ولن تدخر جهدا في استخدام الأدوات المتاحة لسيناريو نخرج منه بأقل الخسائر”.

وأكد “عفيفة” أن غزة لن تقبل بالصيغ القديمة: “تهدئة مقابل سد الرمق، فاليوم جائحة كورونا تسللت إلى الداخل، ومن غير الواضح تأثير مآلاتها في هذه البقعة الأعلى كثافة سكانية في العالم، وبعد 14 عاما من الحصار، وبالتالي حسم القرارات يعني أنه ليس أمام المقاومة ترف في الوقت، وأنه يجب تغيير الاتجاه من مطالب كسر الحصار لتحسين شروط الحياة، إلى إنقاذ الحياة في غزة، ومنع انهيار الوضع الصحي والأمني والاقتصادي، لأن البدائل ستكون وخيمة، ولن تقف عند حدود القطاع فقط، والاحتلال يدرك ذلك جيدا.

الجدير بالذكر أن الاحتلال وافق على شروط المقاومة بضمانات قطرية، وسقف زمني محدد، تشمل تشغيل خط الكهرباء المعروف بـاسم (161)، وزيادة كمية الكهرباء فيه، لتحسين كمية الطاقة الواصلة إلى غزة، وإمداد محطة توليد الكهرباء بخط غاز من الاحتلال، تدفع دولة قطر ما يترتب عليها من أموال”.

بالإضافة إلى إدخال كل المستلزمات الطبية لمواجهة وباء كورونا، والبدء بتنفيذ مشاريع استراتيجية كبيرة في المدن الصناعية بغزة، للتخفيف من حدة البطالة، وزيادة واستمرار المنحة القطرية لقطاع غزة، وإعادة الأمور لما كانت عليه قبل جولة التصعيد من فتح للمعابر، وعودة مساحة الصيد.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن طيران الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات على عدة بلدات جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي. وقالت "الوكالة...