الثلاثاء 30/أبريل/2024

غزة: الفقر.. والصبر الجميل

د. يوسف رزقة

ما من شك في أن غزة تعاني ومنذ سنوات الفقر والبطالة، لا سيما في طبقتي العمال والخريجين، وكثير من شرائح المجتمع رزقهم يوم بيوم كما يقولون، أي ليس لديهم مدخرات لحالات الطوارئ، والإغلاقات، ومنع التجوال.

 ومن هذه الشرائح: العمال بشكل عام، والباعة المتجولون، وتاجر الماء، والكلور، والخردة، وسائق تكسي الأجرة، وصاحب البسطة، وصياد السمك، وصاحب التكتك، وعربة الكارو، وعامل المقهى، والكوفي شوب، وخريج الجامعة الذي لا عمل له، والذي يعمل بغير شهادته، وربما أضاف إليهم بعضهم، من يتلقون نسبا متدينة من رواتبهم الشهرية، وهؤلاء لا تغطي نسبهم احتياجات الشهر حتى مع التقشف، وتوزيع المبلغ على أيام الشهر.

نحن لا نختلف مع أحد في تشخيص حالة الفقر والبطالة، وحاجة المواطنين للعمل، وللحركة اليومية، بغض النظر عن إحصاء شرائح من رزقهم يوم بيوم، آنفة الذكر، لأن متوسط الدخل ضعيف، وربما بعض الأغنياء يحتاجون إلى العمل اليومي كغيرهم، أو أشد.

لذا هنا يأتي سؤال المواطن عن بديل منع التجوال والإغلاق؟! وهل تقوم الحكومة، وهنا المقصود حماس، بتوفير أساسيات ما يحتاجه من كان رزقه يوما بيوم، وهو ليس مسجلا في الشئون الاجتماعية، ولا يتلقى مساعدة المائة دولار؟!

هل تملك وزارة التنمية والشئون الاجتماعية توفير مساعدات عاجلة لشريحة اليوم بيوم، وهي شريحة واسعة النطاق في المجتمع.

 لا أملك إحصائيات عن هذه الشريحة، ولكنها ولا شك شريحة كثيرة العدد، وما من شك أن غزة لا تملك المال لمعالجة حاجة هذه الشريحة التي تخضع الآن لمنع التجوال والإغلاق، كغيرها من أبناء المجتمع الغزي؟ !

من قارب هذه المسألة ممن استمعت لهم في وسائل الإعلام المختلفة، وممن تحدثوا عن جاهزية محدودة، ولأيام محدودة، خرجوا يقولون: إن غزة لا تستطيع مواصلة منع التجوال والإغلاق لمدة طويلة، وقصارى ما تحتمله غزة أسبوع أو أسبوعان، وعلى الجهات المسئولة أن تصل إلى مرحلة السيطرة على خارطة التفشي بأسرع وقت ممكن، وأن تعجل برفع منع التجوال والإغلاق، ومن ثم ترك الناس تذهب لأعمالها، وإن كانت أعمالا محدودة، مع اعتماد كل مواطن على حماية نفسه بنفسه، ووقايتها من الآخرين وقاية ذاتية تعتمد على وعي جميع أطراف المجتمع.

غزة في امتحان، وعلى المواطنين الأخذ بالصبر الجميل، لحين سيطرة وزارة الصحة على مصادر تصدير المرض الداخلية، والخارجية.

والصبر الجميل يحتاج إلى التوكل، ويحتاج إلى عمل الجهات المسئولة بنشاط بلا كلل ولا ملل، ويحتاج من المواطن ترك الاستهتار، ونبذ الإشاعات، والتحلي بواقعية طلباته من الجهات المسئولة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات